نزار قباني في قصيدة حب، غناها قيصر الطرب كاظم الساهر

نزار قباني في قصيدة حب، غناها قيصر الطرب كاظم الساهر *

حبيبتي !

حبيبتي ان يسألونكِ عنًي –
يوما ، فلا تفكري كثيرا
قولي لهم بكل كبرياء –
( يحبني . . يحبني كثيرا . . )

صغيرتي . ان عاتبوكِ يوما –
كيف قصصت شعرك الحرير
وكيف حطمت اناء طيب –
من بعدما ربًيته شهورا
وكان مثل الصيف في بلادي –
يوزعُ الظلال والعبيرا
قولي لهم : (انا قصصت شعري
– لان من احبه . . يحبهُ قصيرا)

أميرتي . إذا معا رقصنا
– على الشموع لحننا الاثيرا
وحوًل البيانُ في ثوان –
وجودنا اشعة ونورا
وظنًكِ الجميعُ في ذراعي –
فراشة تهم ان تطيرا
فواصلي رقصك في هدوء –
واتخذي من اضلعي سريرا
وتمتمي بكل كبرياء
(يحبًني . . يحبًني . . كثيرا)

حبيبتي . ان اخبروك انني –
لا املك العبيد والقصورا
وليس في يديً عقدُ ماسِ –
به احيط جيدك الصغيرا
قولي لهم بكل عنفوانِ –
يا حبًي الاول والاخيرا
قولي لهم : كفاني
– بانه يُحبني كثيرا

حبيبتي . . يا الف يا حبيبتي –
حُبي لعينيك انا كبيرُ
وسوف يبقى دائما كبيرأ . .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ويقول الشاعر في القصيدة التالية :

حبيبتي !

حُبك طيرُ اخضر – طيرُ غريبُ
اخضرُ
يكبرُ ياحبيبتي كما الطيور تكبرُ
ينقرُ من اصابعي – ومن جفوني ينقرُ
كيف اتى ؟
متى اتى الطيرُ الجميلُ الاخضرُ ؟
لم اتفكر بالامر يا حبيبتي – ان الذي يحبُ لا يُفكرُ . .

حبك طفلُ اشقرُ – يكسرُ في طريقه ما يكسرُ
يزورني . . حين السماءُ تمطرُ – يلعب في دفاتري واصبرُ
يلعب في مشاعري واصبرُ . .
حُبكِ طفل متعبُ – ينامُ كلُ الناس يا حبيبتي ويسهرُ
طفل . . على دموعه لا اقدرُ . .

حُبكِ ينمو وحدهُ – كما الحقولُ تُزهرُ
كما على ابوابنا . . – ينمو الشقيقُ الأحمرُ
كما على السفوح ينمو اللوزُ والصنوبر
كما بقلب الخوخ . . يجري السُكرُ . .
حُبكِ . . كالهواء يا حبيبتي . .
يحيط بي
من حيثُ لا ادري به ، او أشعرُ
جزيرةُ حُبكِ . . لا يطالها التخيًلُ
حلمُ من الاحلام . .
لا يُحكى . . ولا يُفسًرُ

حُبكِ ما يكونُ يا حبيبتي ؟
أزهرةُ ؟ ام خنجرُ ؟
أم شمعةُ تضيء . .
ام عاصفةُ تدمًرُ ؟
ام انه مشيئة الله التي لا تُقهرُ

كل الذي اعرفُ عن مشاعري
انكِ يا حبيبتي ، حبيبتي . .
وان من يُحبُ . .
لا يفكرُ . .

* من ديوان الشاعر م 1 ص 474 ، 375
د. رضا العطار

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here