الحشد الشعبي: أيّ تعاون مع إسرائيل نعتبره تجسّساً وخيانة للبلد

أعلن قادة في الحشد الشعبي، براءتهم من الجهات العراقية التي تسعى للتطبيع مع إسرائيل، معتبرين أن أي تعاون أو تعامل معها يعدّ عملاً تجسسياً وخيانة للبلاد.
وذكرت الوثيقة التي صدرت بتوقيع كل من رئيس منظمة بدر، هادي العامري، والأمين العام لـ”حركة عصائب أهل الحق”، قيس الخزعلي، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، والأمين العام لـ”حركة النجباء” أكرم الكعبي، بأن “أمريكا الشر تسعى إلى جر بعض الشخصيات من ذوي النفوس الضعيفة في العراق لغرض الإخضاع الصهيوني”.
ونصت الوثيقة على، أن “كل من يسافر أو يتصل بالكيان الصهيوني يعتبر مؤيداً وداعما لسلوكه الإجرامي، وهذا ما يحاسب عليه القانون العراقي”.
عن هذه الوثيقة، يقول رئيس المجموعة العراقية للدراسات الستراتيجية واثق الهاشمي: “قد يكون العراق هو البلد الوحيد في المنطقة الذي لديه مشكلة على المستويين الشعبي والسياسي مع إسرائيل، حيث لا يوجد تقبل لهذه العلاقة، لأن العراقيين كشعب وكحكومة ومنذ عام 1948 يرفعون شعار الدفاع عن فلسطين، والآن تحولت العلاقة بين العرب وإسرائيل الى قضية جديدة، فالحاجز الذي كان موجودا قد تم كسره، والعلاقات السرية تحولت إلى العلن، مع وجود ناتو عربي تحاول إسرائيل الانضمام له”.
وأضاف “ما تم التوقيع عليه من تبرئة يخص الحشد الشعبي، لكن الشارع العراقي ومن دون هذه الوثيقة لا يقبل بالتطبيع مع إسرائيل، ولا يوجد سياسي عراقي مستعد للذهاب إليها، ورأينا ما حدث لأحد النواب العراقيين عندما زار إسرائيل، وكيف تم سحب الثقة منه في البرلمان العراقي، إضافة إلى حالة الامتعاض الجماهيري بسبب هذه الزيارة.”
وفيما إذا كانت هناك جهات عراقية تسعى للتطبيع مع إسرائيل، يقول الهاشمي: “أنا بطبيعة الحال لا أميل إلى صفة الإطلاق، وأقول إن الجميع في العراق لا يرغب في علاقات مع إسرائيل، ربما توجد بعض الأطراف على الأراضي العراقية ترغب في ذلك، لكنها لا تستطيع إعلانها جهرا، لأن من يفعل ذلك سوف يسقط سياسيا وجماهيريا، فلم يتجرأ سياسي عراقي للإعلان عن موضوع مماثل لذلك.”
وفيما إذا كانت الوثيقة بمثابة تهديد لكل من يحاول السفر كذلك إلى إسرائيل يقول الهاشمي: “نعم، فالحشد الشعبي وهي جهة عراقية تحمل السلاح، عندما تعلن البراءة، يعني ستكون العواقب وخيمة وتهديداً لنفوس هؤلاء الذين يسعون إلى زيارة إسرائيل، من أجل أن تتم تصفيتهم مستقبلا إذا قرروا الذهاب إلى إسرائيل، وأعتقد أنها قضية معنوية لا ترتقي الى مستوى الجدية.”
كما أكد الخبير في الشأن السياسي واثق الهاشمي، أن توقيع وثيقة قادة الحشد الشعبي بشأن براءتهم من الجهات العراقية بمثابة رسالة تحذير للقوى العراقية، وكذلك ورقة احتجاجية إثر انعقاد مؤتمر وارشو.
وقال الهاشمي، لشبكة رووداو الإعلامية، إن “انعقاد مؤتمر وارشو بعث برسائل غير مطمئنة للعراق لذلك جاءت وثيقة براءة قادة الحشد الشعبي بمثابة احتجاج واضح وصريح حول المؤتمر”. مشيراً إلى أن “الوثيقة تعد أيضاً رسالة للداخل العراقي وتحذير للقوى الرامية إلى التواصل مع إسرائيل”.
وأضاف أنه “بالرغم من عدم الإعلان عن اسماء القوى العراقية بشكل رسمي والتي كان لها اتصال وزيارات إلى إسرائيل، إلا أن الحشد الشعبي يحاول استباق الأحداث وتحذير تلك القوى الساعية لبناء علاقات مع إسرائيل”.
وعقد قبل ايام مؤتمر أوسلو حضره وزراء خارجية اليمن، وقطر، وعُمان، والإمارات، والبحرين ونتنياهو وآخرون، أجروا حديثا صريحا حول التحديات الإقليمية العديدة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here