ثقافة اللطم أم ثقافة الدم في محطة م.ب.سي

الهام حسين ……19-2-2019

قبل أيام تم إفتتاح محطة ( العراق م . ب . سي ) والبعض هلل وإستبشر خيراً معللاً فرحه بأن العراق سيرجع الى أحضان الامة العربية، كما وإن البعض الآخر لم يعجبه المشروع وانتقده بشتى الحجج، والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.

المحطة ستستقطب الكثير من المشاهدين لعدة أسباب منها أن المحطة تدار بتقنيات أجنبية عالية الجودة مما يجعل المشاهد ينجذب اليها ويلمس الفرق الشديد بينها وبين المحطات المحلية الفقيرة التمويل التي لم تواكب الطفرة التكنولوجية الكبيرة في العالم المتقدم تكنولوجياً.

كما وإن الشعب يريد اليوم الانفتاح الى العالم الخارجي أكثر من أي زمن مضى وإنه قد أصابه الملل من كثرة زج الحديث الديني في معظم البرامج والمناسبات ويريد التمتع ببرامج متنوعة بها الكثير من البرامج الترفيهية والثقافية والتي حُرم منها الشعب طيلة سنوات الحروب وما بعد 2003 وما آلت اليه أوضاع العراق من مآسي خلفتها التفجيرات التي طالت البشر والحجر وتركت الارامل والايتام ليملؤوا مدن جنوب العراق بالخراب والمرض والفقر، والسبب هو العقول العفنة لدول الخليج العربي التي أرسلت الانتحاريين بالجملة ليفجروا أنفسهم بقنابل أمريكية الصنع….وعسى أن تنفع الذكرى.

إن مشروع محطة م.ب.سي العراق بالتأكيد مشروع به بعض الامتيازات لخلق منافسة بين المحطات المحلية الكثيرة وإعطاء المشاهد العراقي خيارات أخرى ليست متوفرة عنده. وشأني شأن الكثيرين كنت متحمسة لرؤية هذه المحطة، لكن للأسف الشديد تبدد حماسي كثيراً لرؤيتي المسلسلات العربية والامريكية الهابطة ذات المناظر الدموية المقززة والعنف الغير محدود، فقلت لنفسي هل أن الشعب العراقي كان في أمس الحاجة لمثل هذه الافلام والمسلسلات ليعوض سنوات الجفاف والخطاب الديني!! أم إنه يحتاج الى برامج تثقيفية وترفيهية والتي لا يستطيع الممول لهذه القناة من تلبيتها!!

إن من الخطأ الكبير والجريمة بحق الآلآف من شهدائنا، القول أن هذه المحطة هي لإجل ترميم الوصل بين العراق ومحيطه العربي لإن العراق لم يقطع الوصل بل هم من قطع الحبال وأرسل الارهابيين له وعليهم أن يعتذروا للعراق ويعوضوه بما إقترفت أيديهم من جرائم لن تمحوها الايام والسنين. إن ثلاثي العراق ومصر وسورية هم الجواهر الثلاثة عند العرب وعليهم صيانتها والتقرب اليها ومعرفة أنهم أصل الحضارات في كل العالم وإن العرب بحاجة لهذه الجواهر وليس العكس والسلام.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here