تقرير: كم التحق بداعش بعد إعلانه ’’الخلافة’’ وكم بقي من مسلحيه الآن؟

نشرت محطة “BBC” بنسختها العربية، الأربعاء (20 شباط 2019) تقريراً تحدثت من خلاله بالأرقام عن مقاتلي تنظيم داعش الذين سافروا الى العراق وسوريا عقب اعلان ما سمي بـ الخلافة الإسلامية’’ في البلدين الجارين، عام 2014، مبينة أن عشرات الآلاف من الأجانب سافروا إلى البلدين الجارين للقتال إلى جانب التنظيم.

وقالت المحطة في تقريرها، أنه “مع اقتراب مشروع الخلافة الذي أعلنه التنظيم من نهايته، تقود الولايات المتحدة اليوم الدعوات إلى ترحيل مئات الرجال والنساء والأطفال الذين اعتقلوا في جبهات المعارك مع التنظيم إلى بلادهم، بيد أن العديد من هذه البلدان بدت مترددة في قبول عودتهم”.

لماذا ذهب هؤلاء إلى سوريا والعراق؟

وأضافت، أنه “في عام 2003، قصد الجهاديون العراق مع اشتعال جذوة التمرد السني في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لإسقاط نظام صدام حسين. ويعتقد أن المئات منهم كانوا قد انضموا لتنظيم القاعدة في العراق، الذي سبق ظهور تنظيم داعش فيه”.

وأشارت الى أن “عدد أكبر من المقاتلين الأجانب سافر إلى سوريا في أعقاب اندلاع الحرب الأهلية فيها عام 2011. وقد كان لوجودهم أثر في تعقيد مسار النزاع في سوريا وساعد على جعله صراعا طائفيا بوضوح بين الأغلبية السنية والطائفة العلوية الشيعية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد”.

واستدركت: “بيد أن الموجة الأكبر كانت بعد سيطرة تنظيم داعش في عام 2014 على مساحات شاسعة في سوريا والعراق، ودعوته المسلمين للهجرة إلى ما سماه بدولة الخلافة الجديدة”.

ما هو عدد الأجانب الذين التحقوا بتنظيم الدولة؟

ونقلت المحطة عن الأمم المتحدة، أن “ما يزيد على 40 ألف مقاتل أجنبي قدموا من 110 دول دخلوا سوريا والعراق للانضمام إلى جماعات إرهابية”.

وتابعت المحطة، أن دراسة موثقة بالبيانات الرسمية والأكاديمية ومن مصادر أخرى، نشرها المركز الدولي لدراسات التطرف التابع لكينجز كولدج في لندن في تموز 2018، تؤكد أن “عدد الأجانب في صفوف تنظيم داعش تحديدا يبلغ 41,490 شخصا (بواقع 32,809 من الرجال و4,761 امرأة و4,640 طفلا) من 80 دولة”.

وخلص الباحثون، وفق التقرير، إلى أن “18,852 من هؤلاء الأجانب قد وفدوا من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، و7,252 من شرق أوروبا، و 5,965 من آسيا الوسطى، و5,904 من أوروبا الغربية، و1,010 من غرب آسيا، و1,063 من جنوب شرق آسيا، و753 من الأمريكيتين وأستراليا ونيوزلاندا، بالإضافة إلى 447 من جنوب آسيا، و244 من جنوب الصحراء الكبرى”.

وأشارت الى أن “عدد الأجانب الملتحقين بتنظيم داعش من المملكة المتحدة يبلغ قرابة 850 شخصاً، بينهم 145 امرأة وخمسين طفلاً”.

ما هو عدد القتلى في صفوف المقاتلين الأجانب بالتنظيم؟

ويعتقد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، والذي يوفر دعما جوياً ومستشارين عسكريين للقوات المحلية المنتشرة في سوريا والعراق منذ عام 2014، وفق ما ذكرت المحطة، أن “الأغلبية العظمى من مسلحي التنظيم قد ماتوا أو اعتقلوا، بيد أنه يرفض تقديم عدد محدد للقتلى من المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم”.

كما نقل التقرير عن رئيس جهاز الأمن الداخلي “أم آي 5” في تشرين الأول 2017 أن “أكثر من 130 بريطانيًا ممن سافروا إلى سوريا والعراق للقتال مع تنظيم داعش قد قتلوا”.

ماذا عن المعتقلين؟

ومضت بالقول، إنه “في 18 شباط، قال عبد الكريم عمر المسؤول في قوات سوريا الديموقراطية، التي تضم مجاميع كردية وعربية تحظى بدعم أمريكي، إن نحو 800 مقاتل أجنبي في صفوف تنظيم داعش من نحو 50 دولة هم الآن قيد الاعتقال لدى هذه القوات”.

وأضاف عمر أن “ما لا يقل عن 700 امرأة و1500 طفل محتجزون في معسكرات إيواء”.

وقد حددت هويات عدد قليل من المعتقلين لدى قوات سوريا الديموقراطية، وكان الشافعي الشيخ وأليكساندا كوتي من بين ستة بريطانيين من بين المعتقلين الذين حددت أسماءهم، بحسب التقرير.

وزادت المحطة؛ يعتقد، أن هذين الشخصين كانا عضوين في فرقة إعدام تابعة لتنظيم داعش عرفت باسم “الخنافس”، وتعد مسؤولة عن إعدام ما لا يقل عن 27 من الرهائن الغربيين.

وشدد عمر على أن قوات سوريا الديمقراطية تريد أن يُرحل هؤلاء إلى بلدانهم، محذرا من أنهم “قنبلة موقوتة”.

وأضاف عمر أن هجوما في شمالي سوريا من الجيش التركي، الذي تعهد بسحق الفصائل الكردية التي تشكل الغالبية في قوات سوريا الديمقراطية، قد يخلق فوضى تسمح بهروب هؤلاء المعتقلين.

وبحسب الأمم المتحدة، فإن “ثمة ألف مقاتل أجنبي آخر، بعضهم لم تحدد جنسيته، كانوا يقاتلون في صفوف تنظيم داعش في العراق هم قيد الاعتقال الآن”.

كم عدد الأجانب الذين لا يزالون يقاتلون في صفوف التنظيم ؟

وذكر التقرير، ان “تنظيم داعش أجبر على الانسحاب من معظم المناطق التي كان يسيطر عليها في أعقاب خمس سنوات من المعارك الدموية الضارية مع القوات السورية والعراقية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة”.

وأكمل: “بيد أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرس، قال لمجلس الأمن الدولي في شباط 2018 إنه أفيد أن “تنظيم داعش ما زال يضم في صفوفه ما بين 14 إلى 18 ألف مقاتل في سوريا والعراق، من بينهم نحو ثلاثة آلاف أجنبي”.

وفي الوقت الذي نُشر فيه بيان غوتيرس، كانت قوات سوريا الديموقراطية تشن هجوما للسيطرة على الجيب الأخير من الأراضي الواقعة تحت سيطرة التنظيم في سوريا.

ولاذ مقاتلون أجانب بالفرار من القتال الدائر حول قرية باغوز لتعتقلهم قوات سوريا الديموقراطية، ومن بينهم المراهقة البريطانية شميمة بيغوم التي تركت البلاد في عمر الخامسة عشر عامًا للالتحاق بالتنظيم.

هل عاد أي من هؤلاء المقاتلين إلى بلدانهم؟

وخلص باحثون في المركز الدولي لدراسات التطرف، وفق ما ذكرت المحطة في تقريرها، إلى أن “ما لا يقل عن 7,366 من المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم عادوا أدراجهم إلى بلادهم، بينهم 256 امرأة وقرابة 1,180 طفلاً”.

وحتى حزيران 2018، عاد 3,906 مقاتلين أجانب من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى بلادهم، و 1,765 إلى أوروبا الغربية، و784 إلى أوروبا الشرقية، و338 إلى آسيا الوسطى، و308 إلى جنوب شرقي آسيا، و156 إلى جنوبي آسيا، و97 إلى الأمريكيتين وأستراليا ونيوزلاندا، و12 مقاتلا إلى جنوب الصحراء الكبرى.

وحسب تقرير المركز، فقد تأكدت عودة امرأتين وأربعة أطفال فقط من بين 425 شخصا من هؤلاء عادوا إلى المملكة المتحدة.

وعبرت الأمم المتحدة عن خشيتها من أن ينشط هؤلاء العائدين مجددًا بعد إطلاق سراحهم، مبينة أن النساء المتطرفات والأطفال الذين تعرضوا للصدمة قد يشكلون خطرا أيضا.

ما الذي جرى للأطفال هناك؟

ونبه التقرير إلى أن “أكثر من ألفي طفل من أبناء المقاتلين الأجانب يعيش داخل سجون في العراق، وفي ثلاثة معسكرات تابعة لقوات سوريا الديمقراطية داخل سوريا”.

ويعيش هؤلاء الأطفال، وفق التقرير، “في ظلّ ظروف صعبة، محرومين فيها من التعليم أو الخدمات الأساسية”.

وقد احتجز معظم هؤلاء الأطفال مع أمهاتهم، بينما كثير من آبائهم إما معتقلون أو مفقودون أو قُتلوا.

وتقول منظمة هيومان رايتس ووتش، إن “غالبية هؤلاء الأطفال لم توجه إليهم أي تهم”.

وترفض معظم الدول التي ينتمون إليها الدعوات لاستردادهم. ويبرر مسؤولون ذلك بأن الأطفال الذين عانوا ظروفاً كهذه قد يشكلون تهديداً أمنياً، أو لا يمكن التأكد من جنسياتهم.

وتحذر الأمم المتحدة من خطر أن يصبح هؤلاء الأطفال من البدون (لا يحملون جنسية دولة محددة)، على الرغم من أن بعضهم يمتلك جنسيات دول أو يمكنهم المطالبة بذلك.

ودعت المنظمة الدولية إلى ترحيل جميع الأطفال ممن هم دون سن ال 18 فوراً، وتطوير برنامج مختص بحماية الأطفال لضمان دمجهم بشكل كامل في بلدانهم الأصلية.

وفي شهر كانون الثاني، أفرجت قوات سورية الديمقراطية عن صبيين من ترينداد وتوباغو اصطحبهما والدهما إلى سوريا، ورحلا إلى بلادهما بمساعدة روجر ووترز، العضو المؤسس لفرقة “بينك فلويد” الموسيقية.

المصدر: موقع BBC عربي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here