وفد الموارد المائية من هولندا: العراقيون يعتمدون على مياه القناني البلاستيكية

هولندا / زينب المشاط

شهد مؤتمر الامن الكوكبي والمناخي في هولندا الذي استمر على مدى يومين 19 – 20 شباط 2019 العديد من الورش والفعاليات الخاصة بالتغير المناخي ومشاكل المياه في العراق.
وشارك الوفد العراقي الذي يمثل وزارة الموارد المائية بورشة تتحدث عن مشكلة المياه التي تواجه البلاد، التي قد تتسبب مستقبلاً بكوارث عديدة.

وأدار حوارية الجلسة الباحث عن معهد كالنجدل الهولندي توبياس فون لوس. وقال إن “المشاكل التي تواجه المياه في العراق كبيرة للغاية، وهي تفوق استعدادات الحكومة العراقية لحلها، لكننا نأمل خيراً بأن الحكومة العراقية تعمل على مناقشة الازمة من أجل وضع الحلول المناسبة”، مُشيراً إلى أن “وزير الموارد المائية العراقي جمال العادلي لم يتمكن من المجيء بسبب الازمات التي يواجهها العراق، لكنه أرسل وفداً يمثله برئاسة مدير عام دائرة التخطيط والمتابعة في وزارة الموارد المائية”.
وقال جمال العاني، مدير عام دائرة التخطيط والمتابعة، لـ(المدى) إن “الحكومة العراقية تخطط الآن لوضع حلول مستقبلية حتى عام 2035 لكنّ هذه الحلول بحاجة الى ما يقارب 157 بليون دولار من أجل حل هذه الازمة.”
وأكد العاني خلال كلمته أن “وزارة الموارد المائية عملت على إيصال المياه إلى مناطق العراق كافة ، إلا أن الفرد العراقي بات يستخدم مياه القناني البلاستيكية في الشرب كتقليد”.
وأضاف “أنا أيضا منذ 2014 وحتى الآن أشرب من قناني المياه كونه أصبح تقليداً في العراق”. في إشارة الى أن العراقيين لا يشربون مياه الحنفيات.
واشار العاني إلى أنه “ليس من مهام وزارة الموارد المائية تنقية وتصفية المياه، وهذه المهمات خاصة بدوائر البلدية، فمنظومة المياه وكيفية عملها هو امر مشترك وليس فردياً.”
بدوره، أكد سفير العراق في هولندا هشام العلوي لـ(المدى) “لا يوجد بلد يستخدم مياه الحنفية اليوم لغرض الشرب، لكننا لا ننكر إن المياه غير صالحة للاستخدام”. وأشار العلوي إلى أن “العراق لم ينفذ أي اتفاقية جديدة مع تركيا، غير الاتفاقية التي تم عقدها عام 2014 والتي لم توضح حصة العراق بالضبط من المياه، وجاءت نصاً: إن العراق يحصل على ما يكفيه من المياه دون تحديد نسبة معينة.”
ويؤيد العاني، حديث السفير العراقي في هولندا قائلاً إن “العراق حتى الآن يقيم اجتماعات متعددة مع تركيا ولكنه لم يتوصل لأي اتفاقية سوى تلك التي توصل لها في عام 2014.”
وخلال مداخلات الوفد العراقي الصحفي وجهت الصحفية العراقية نياز عبد الله سؤالا الى مدير عام دائرة التخطيط والمتابعة في وزارة الموارد المائية جمال العاني قائلة ماذا تخطط الوزارة لفعله من أجل أبناء البصرة الذين لا يزالون يتظاهرون من أجل الحصول على حقهم في المياه؟
وأكد العاني “أننا مازلنا نسعى من أجل تقديم خطة مستقبلية لحل هذه الأزمة، خاصة إن العراق تأثر اقتصادياً بشكل كبير نتيجة الحروب التي مرّ بها بعد سيطرة إرهاب داعش على المنطقة.”
بدوره، قدم الخبير المائي والصحفي المختص في مجال الامن المناخي عزام علوش عدداً من الحلول التي من شأنها الارتقاء بالواقع الاقتصادي العراقي على المدى البعيد.
وقال علوش “نحن قادرون على بيع الغاز والنفط الى تركيا وتأجير سد أليسوا لخزن المياه العراقية فيه وصرفها لنا عند حاجتنا لها، وهذا المخطط سيغير من الواقع الاقتصادي في العراق على المدى البعيد”.
وشهد يوم أمس الاربعاء الاعمال الختامية للمؤتمر حيث زارت سفيرة التنمية المستدامة في وزارة الخارجية الهولندية كارولا فان ريجنسوير الوفد الصحفي الدولي المعني بالشأن المناخي الدولي.وأكدت للصحفيين العراقيين المشاركين مع الوفد إن “الجهات الهولندية المعنية بالشأن المناخي تعمل بشكل جاد من أجل إيجاد الحلول لمشاكل المياه في العراق، اضافة إلى أن هنالك مصادر ترفدنا بالمعلومات الصحيحة ، إننا لا نعتمد على مصادر الحكومة العراقية وحسب.”
وأضافت ريجنسوير قائلة “كنا ننتظر مجيء وزير الموارد العراقي جمال العادلي لنزور أماكن مختصة لإدارة المياه في هولندا للاطلاع عليها، عسى أن تنفعكم في طرق إدارة المياه العراقية.”

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here