المرجع الخالصي يؤكد ان مخطط الاحتلال ان يبقى العراق بلد مدّمر يحكمه نظام مكبّل ويحذر من …

مخططات الجيل الرابع من الحروب
مؤكداً ان الغزو الامريكي للعراق بدون تخويل قانوني دولي

المرجع الديني الشيخ محمد مهدي الخالصي (دام ظله) يؤكد ان مخطط الاحتلال ان يبقى العراق بلد مدّمر يحكمه نظام مكبّل ويحذر من مخططات الجيل الرابع من الحروب

أكد المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد مهدي الخالصي (دام ظله)، الجمعة، على ان الحالة القائمة في العراق هي ان يكون العراق بلداً مدّمراً يحكمه نظام مكبل، لافتاً الى ان غياب القرار العراقي المستقل سببه السيادة المنقوصة التي انتجتها العملية السياسية ودستورها الملغوم، مشيراً إلى ضرورة الزام الحكومة الامريكية بالانسحاب فوراً من العراق، خاصة بعد اعترافهم الصريح بوجود القوات الامريكية في العراق، فيما حذّر من مخطط الأمريكان للحروب الحديثة او كما تسمى بـ(الجيل الرابع من الحروب) هدفها انهاك دولة العدو لكن بثبات لإرغام العدو على الرضوخ لإرادتها، والعدو هنا كل الرافضين للرضوخ للصهيونية وحاضنتها أمريكا، كما ودعا الجميع لدعم المجاهدين والمقاومين في فلسطين والمساهمة الوجدانية في النفير العام المعلن اليوم من سلطات المسجد الأقصى للتنديد بجرائم الصهيونية ومن يدعهم.

واوضح سماحته (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة بتاريخ 16 جمادى الآخرة 1440هـ الموافق لـ 22 شباط 2019م : ان غياب القرار العراقي المستقل بسبب السيادة المنقوصة كنتيجة للعملية السياسية المفروضة والدستور الملغوم، هذه العوامل الرئيسية بجانب عوامل أخرى لا يخفى تنشأ ازمة النظام المتوارثة منذ تحطم كيان الدولة العراقية بالغزو الأمريكي في ادارة بوش وزمرته اليمينية الحاقدة وخليفتها ادارة ترامب المُصَهْيَنة حتى العظم هي التي تؤدي بالضرورة إلى قيام الحالة المثالية التي تسعى إليها قوى الشر الخفية واذرعها العلنية الحالة المتمثلة باختصار في عبارة: “بلد مدمر يحكمه نظام مكبّل” الحالة القائمة فعلاً في العراق المنكوب ليس الآن فقط؛ بل منذ فرض الحصار الأمريكي الجائر بعد غزو الكويت في القرن الماضي بذريعة عبثات النظام العفلقي الذي كان هو بدوره حصيلة الفكر الماسوني الصهيوني المعادي للعراق والعرب وسائر المنطقة المتهدمة، وبالذات لهويتها الاسلامية وقيمها الانسانية التي كانت وما زالت تمثل الصخرة التي تحطمت عليها جميع المكائد البربرية والالحادية والاستعمارية والصهيونية الماسونية عبر القرون.

وأضاف سماحته (دام ظله): لأجل وصف العلاج لابد من تشخيص الداء؛ ولأجل هذا اصبح من الضروري التذكير بالفقرات السابقة، وعلى ضوئها تتبين حقيقة ما يعاني منه في غمره تخبطاته المتضاربة، ينسب إلى الرئيس الأمريكي اخيراً اعترافه بـ”أن قواته العسكرية موجودة في العراق”، ولكنه ادعى ان “هذه القوات موجودة بناءً على طلب الحكومة العراقية”، واضاف “سوف يغادر العراق اذا طلبت الحكومة العراقية ذلك”. جاء هذا التصريح بعد نفي واثبات متكرر عن وجود تلك القوات وادعاء متعدد عن انسحابها من العراق، على كل حال نحن نلزمه بآخر ما قال معترفاً بوجود القوات الامريكية في العراق، ونطالبه بوعده بالانسحاب فوراً بعد ان اكدت الحكومة على لسان مستشار الامن الوطني العراقي رفض وجود أية قواعد او قوات اجنبية على ارض العراق.

واضاف سماحته (دام ظله): اننا كنّا نتحفظ على الادعاء الامريكي ولا نقول بأن غزوها للعراق ووجود قواعدها وقواتها في العراق هو بناءً على طلب الحكومة العراقية، لأن مما لا خلاف فيه ان الغزو الامريكي للعراق كان ظلماً وعدواناً بدون أي طلب من الحكومة ولا تخويل قانوني دولي، بل جاء استناداً إلى القوة الغاشمة ورغماً لإدارة العراق حكومةً وشعباً، ولم يكتفِ بتدمير الحكومة التي يدعي انه جاء بناءً على طلبها، بل دمّر الدولة والبلاد وجميع المؤسسات والمرافق، سواء في الغزو السابق أو اللاحق. بل وشمل تدميره ليس البنى التحتية فقط بل المعالم الثقافية والمدنية والانسانية كالمكتبات والمتاحف والدور بصورة وحشية بربرية وبأفتك الأسلحة المدمرة والمواد المحرمة دولياً.

وأفاد سماحته (دام ظله) : فبغض النظر عن تلك الجرائم والمجازر التي رافقت الغزو البربري الامريكي والنفوس التي ازهقت، والادعاءات المتناقضة التي اطلقت على مدى السنين العجاف للتمرير، فإن الشعب العراقي الذي عانى وما يزال يعاني من بغي امريكا واداراتها المتعاقبة، وفي ظل الحكومات التي اقامتها في الوطن من حقه ان يعرف حقيقة ما يدور حوله والاجندات التي تتحكم في مقدراته ومصيره ومصير المنطقة، وان يستكشف طبيعة الدسائس التي تحاك ضد الاسلام في العالم في مختلف انحاء العالم وفي العالم الاسلامي بالذات وعند مقدساته في فلسطين والاقصى، وفي الجزيرة العربية والحرمين وسائر المقدسات ليس بالغزو المباشر فقط كما في العراق، بل بما تعرف بالحرب الامريكية الحديثة التي مضمونها خلق اشرار من ابناء ذات البلد “العدو” لممارسة الفوضى والقتل البطيء وتدمير مقدرات الدولة والمجتمع، لنكشف عن بصيرة ما يحصل لبلدنا اليوم، وما وراءه من خلال محاضرة ألقاها خبير الاستراتيجية العسكرية في معهد الدراسات التابع لكلية الحرب، التابع لبلد يحتضن الكيان الصهيوني ويمده بلا حدود بكل وسائل البقاء والتسلّط والعدوان. ألقاها المحاضر كما يقوله الخبر في اسرائيل لضباط كبار في حلف الناتو يكشف فيها بوضوح كل ألغاز الخراب الحاصل في المنطقة منذ سنوات، والمحاضر هو ايضاً كما يصفه الخبر خبير (الجيل الرابع من الحروب)، يقول حرفياً بتعبيره الواضح: “ان اسلوب الحروب التقليدية صار قديماً، والجديد هو الجيل الرابع من الحرب”، والنص له “ليس الهدف تحطيم المؤسسة العسكرية لإحدى الامم، بل الهدف هو الانهاك –التآكل البطيء- لكن بثبات لإرغام العدو على الرضوخ لإرادتك”، ويضيف حرفياً: “الهدف زعزعة الاستقرار، وهذه الزعزعة ينفذها مواطنون من نفس الدولة العدو لخلق الدولة الفاشلة (هكذا)… وهذه العملية تنفذ بخطوات ببطء وهدوء، وباستخدام مواطني دولة العدو، حتى يستيقظ العدو ميتاً”، والعدو هنا هو انت وأنا وكل الرافضين لطغيان امريكا والصهيونية.

اضاف سماحته (دام ظله): أليس هذا ما يحدث فعلاً في دول المنطقة، وبخطوات اسرع واشرس، فالمحاضرة التي يقول الخبر انها اخطر محاضرة في التاريخ الحديث، تعوّل على تنفيذها على “استخدام مواطنين من دولة العدو” بينما الذي يحصل الآن هو “استخدام انظمة وامراء وملوك ورؤساء” لتنفيذها، وبالمليارات من ثروات هذه الشعوب، وعلى حساب دماء ابنائها وكرامة اوطانها.

ونبه سماحته (دام ظله) إلى ضرورة ان يطلّع الجميع حاكمين ومحكومين على هذه المخططات والمحاضرات سواء صح الخبر او كان مفبركاً. ولكن انظروا بنظر الاعتبار؛ أليس ما يجري على صعيد الواقع في العراق وغيره من البلاد يحمل على وجوب الحيطة والحذر، وتدارك الامر قبل حلول البوار؟!.

لاسيما وان كثيراً من فقرات هذه المحاضرة ان لم يكن جميعها مطبق فعلاً على صعيد الواقع، والحذر في العراق ألحّ ضرورةً لوجود كل معاول الهدم التي يقترحها صاحب المحاضرة البروفيسور خبير الجيل الرابع للحرب، ضابط الاستخبارات السابق يندرج في معاني هذه المحاضرة، بجانب الدمار الشامل، والعملية السياسية المؤطرة، والقدرات الأجنبية الجائرة، واوراق تجزئة القطر المهيئة وباختصار وجود جميع عوامل تحويل البلد إلى “بلد مدمر يحكمه نظام مكبل” كما حذرنا منه منذ امد بعيد لكي لا يتحقق حلم عدونا المحاضر حيث قال: وهذه العملية المقترحة في المحاضرة تنفذ بخطوات وبطء وباستخدام مواطني دولة العدو، لكي يستيقظ العدو –أي نحن والسلطة والمجتمع – يستيقظوا موتى، ولأهمية الموضوع وخطورته نوصي بالاطلاع على كامل الخبر والمحاضرة، لمن لم يطلع عليها.

وذكّر سماحته (دام ظله) بما يجري وفق هذه الخطة في فلسطين والمسجد الاقصى من الظلم والقتل والتهويد، وما يتعرض له المجاهدون المقاومون للعدوان في هذه الساعات من يوم الجمعة وفي كل يوم جمعة، ودعا الجميع للمساهمة الوجدانية في النفير العام المعلن من سلطات المسجد وسائر المقدسات، وللتنديد بجرائم الصهيونية والجهات الدولية المساندة لها.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here