ترتيـلة محمد – للشاعر الألماني الكبير غـوتـه

ترتيـلة محمد – للشاعر الألماني الكبير غـوتـه – بهجت عباس

أنظروا إلى نبـع الصخور،

لامعاً من الابتهاج،

كلمعان النجـوم؛

فوق الغيوم

أرواحٌ رضيّـة

تغـذّي عنـفـوانـَه

بين الصّـخور في الأدغـال.

بحيـويّـة فتى يافـع

يرقص خارج الغيـمة

على الصّخور المرمر في الأسفل

يبـتهل كَـرّةً أخرى

إلى السّـماء.

عَـبرَ الممـرّات على القِـمم

يلتقط الصّوانَ المـلوّن ،

وبخطوة قائد سبّاقة

يكتسح إخوتـَه الجداولَ

ويجـرفهـا قـُدمـاً معـه.

ومِنْ تحتُ، في الـوادي

تـنـبت أزهـارٌ تحت قـدمه،

وتدبّ ُ الحيـاة

في المَـرج

من نَـفَـسِه.

ولكنْ لا يوقـفـه وادٍ ظليلٌ، لا أزهارٌ،

تلك التي تـُطَـوِّق ركبـتَه،

وتناجيه بأعين ملـؤهـا الحبُّ:

تستطيع أن تجعـلَ انسيـابّـه نحو السّهل

متعـرجـاً كأفعى.

تـرتبط الجداول به

مرافقـة. والآنَ ينبـعث

في السّـهل كالفضَّـة لمعـاناً،

ويلـمع السَّـهل معـه،

والأنهـارُ مـن السّـهل

والجـداول من الجِّـبال

تهلّل له وتهتف : يا أخانا!

يا أخانا، خذ إخـوتَك معـك،

معـك إلى أبيـك الأزلي،

إلى المحـيط الأبدي،

الذي ينـتظـرنا بأذرع ممدودة،

التي، آه ، تمـتـد دون جـدوى،

لتحتضنَ المتشوِّقـين إليـه ؛

لأنَّ الرملَ الجشـعَ في الصَّـحراء المقـفـرة ،

يفترسنا ، والشّمسَ في العلا

تمتـصّ ُدماءنـا ؛ وتلاّ يكبحنـا

ويحـوِّلـنـا إلى بِركة ! يا أخـانا،

خُـذِ الإخـوةَ مـن السَّـهل،

خُـذِ الإخـوةَ مـن الجبـال،

معـك، إلـى أبيـك معـك!

تعـالوا كـلَّـكمْ!-

وانتفخ الآن بعَـظَـمـة ٍأكـثرَ؛ عشيرةٌ بأكمـلها،

حملت الأمـيرَ عـليّـا !

وفي تـدفّـقِ مسـيرته الظافـرة ،

أعـطى بلداناً أسمـاءَها، ومـدنٌ

صارتْ تحت قدمـه .

ومن دون تـوقّـفٍ يهدر مستمرّاً ،

تـاركاً قِـممَ الأبـراج المتـوهِّـجة،

البيـوتَ المـرمـرٍ وإنتاجـَه

الوَفـــْرَ، وراءه.

يحمل الأطـلس بيوتَ خشبِ الأرز

على أكتافـه الضّخمة ؛ وحفيفَ

آلاف البيـارق الخفـّاقة

عَبرَ النّـسائم فوق رأسه،

إشـاراتٍ لعَـظَـمتِـه.

وكذا يحمل إخـوتَـه،

كـنوزَه، أطـفـالَه،

إلى الخالق المُنتظِر!

بقلبٍ مفُعَـمٍ جَذَلاً.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here