علاقة أحبار اليهود ورهبان النصارى بمعدني الذهب والفضة

إيهاب المقبل

هنالك علاقة وثيقة بين رجال الدين اليهود والنصارى ومعدن الذهب، يخبرنا بها الله عز وجل في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)، التوبة: 34. والمعنى من الآية الكريمة بحسب الإمام القرطبي رحمه الله إنهم كانوا يأخذون من أموال أتباعهم ضرائب وفروضا باسم الكنائس والبيع وغير ذلك، مما يوهمونهم أن النفقة فيه من الشرع والتزلف إلى الله تعالى، وهم خلال ذلك يحجبون تلك الأموال، كالذي ذكره سلمان الفارسي رضي الله عنه عن الراهب الذي استخرج كنزه، ذكره ابن إسحاق في السير. وقيل: كانوا يأخذون من غلاتهم وأموالهم ضرائب باسم حماية الدين والقيام بالشرع. وقيل: كانوا يرتشون في الأحكام، كما يفعله اليوم كثير من الولاة والحكام.

وخلال القرون الماضية جمعت الكنيسة الكاثوليكية التي يرأسها اليوم البابا فرنسيس كميات هائلة من الذهب على شكل تحف فنية، ويمكن كذلك ملاحظة كرسي بابا الفاتيكان المصنوع من الخشب المرصع بالذهب الخالص. وأصدر الفاتيكان رسميًا أرقامًا مالية في عام 2013 أفادت بأن حصته من الذهب والمعادن الثمينة الاخرى بلغت حوالي 50 مليون دولار. وكما نعلم أن بنك الفاتيكان، وهو مؤسسة مالية تعمل إلى حد كبير مثل البنوك الأخرى، يحتفظ باحتياطات تقدر بنحو 20 مليون دولار لتأمين استثماراته. ومع ذلك، لا يشكل الذهب سوى جزء من ثروة الكنيسة الكاثوليكية في جميع أنحاء العالم، والمُحتفظ بها على شكل عقارات وأسهم وإستثمارات ولوحات مثل لوحات مايكل أنجلو على سقف كنيسة سيستين في مدينة الفاتيكان، وهذه اللوحات وحدها لا تقدر بثمن.

وتحتفظ الكنيسة الكاثوليكية بالذهب ليس فقط في الفاتيكان أو حتى في إيطاليا، بل أيضًا يمكن إيجاده في الأديرة والكنائس الكاثوليكية البعيدة أو حتى في المدارس والجامعات الكاثوليكية. ويجرى بين الفينة والاخرى بيع كميات هائلة من الذهب على شكل شمعدانات ومنتوجات اخرى من كنائس كاثوليكية يراد إغلاقها بسبب إنخفاض الحضور والعضوية فيها، وهذا يحدث في أجزاء كثيرة من أمريكا، بما في ذلك مدينة نيويورك.

ويرجع سبب تعلق أحبار اليهود ورهبان النصارى بمعدن الذهب إلى رغبتهم بإظهار أنفسهم أمام الناس بمظهر الأنقياء: (وتغشيه بذهب نقي من داخل ومن خارج تغشيه وتصنع عليه اكليلا من ذهب حواليه…)، الخروج 25: 11 -17، وبمظهر الأوفياء: (بنات ملوك بين حظياتك. جعلت الملكة عن يمينك بذهب أوفير)، مزامير 45: 9، ولذلك يمكن ملاحظة ملابسهم المطرزة بالذهب، وبالتالي يكسبون المزيد من الأموال والأتباع. واخيرا لابد من الاشارة الى ان كلا الفريقين ينشطان اليوم في عمليات نهب الذهب والماس من افريقيا، ولاسيما سيراليون وغينيا.

http://a.up-00.com/2019/02/155092169714771.jpg

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here