مدينة الموتى , مدينة الاحياء

مدينة الموتى , مدينة الاحياء

(قصة من جنوب افريقيا )

ترجمة : فدوى هاشم كاطع – البصرة

بقلم : نادين غورديمر Nadin Gordimer

عاش سامسون موريك مع زوجته نانيك وطفلهما في الحي س المرقم 1907 في البلدة الاقتصادية الفرعية في الجزء الذي يقطنه السود في العاصمة جوهانسبرغ . وكانت تقطن معهم مستأجرة وعائلة تعيش في المراّب الملحق . وكان موريك يعمل بستانياً متجولاً . وفي الجانب الاخر من الشارع كان هناك شيبين ( حانة لبيع المشروبات الروحية ) تديره امرأة كانت تعرف كل شيء عن كل شخص !

وفي مساء احد ايام الاحد قام قريب نانيك ( متيمبو ) بزيارة المنزل برفقة مجموعة من اصدقاءه حيث اخبرها زوجها ان صديق متيمبو صاحب البشرة الفاتحة سوف يمكث معهم لفترة قصيرة . كان ذلك الرجل متورطاً في عملية تفجير مركز شرطة . وقد اخبرها موريك ان الرجل سوف يبقى معهم لبضعة ايام يقوم بعدها بمغادرة البلاد . تعاطفت نانيك مع الرجل . وتم اخبار المستأجرين الاخرين ان هذا الرجل ( والذي كان يطلق على نفسه اسم شيسونكا ) هو قريب نانيك وجاء للبحث عن عمل . لم يغادر الرجل المنزل مطلقا وكانت نانيك تجلب له كل شيء يحتاجه . وكان موريك يتحدث معه كل يوم في غرفتي نوميهما وكان حديثهما غالبا ما يدور حول السياسة العنصرية . وكانت نانيك تبقى هي وطفلها وحدهما مع الرجل اثناء النهار . وكان لديه سلاح لم يراه احد غيرها . ولم يتحدث ميمبو لموريك عن اي شيء يخص ذلك الرجل . كانت عطلة نهاية الاسبوع تقترب وكان متيمبو قد اخبرهما بأنهما لن يستطيعا استقبال اي ضيوف في عطلة نهاية الاسبوع مما يتوجب عليهم البقاء محصورين في المنزل طوال يومي السبت والاحد . وفي فترة ما بعد الظهيرة من يوم الاحد صعدت نانيك الى الرجل واخبرته باضطرارها للذهاب الى المتجر لشراء الحليب لطفلها . لكنها غيرت وجهتها وذهبت الى مركز الشرطة واخبرتهم عن الرجل . قالت بعد ذلك انها لاتدري لماذا فعلت ذلك! وبعد اسبوع من اعتقال رجال الشرطة للرجل رأت صاحبة الحانة زوجة موريك في الشارع , حدقت بها للحظة ومن ثم بصقت عليها .

لمحة عن الكاتبة :

ولدت نادين غورديمر عام 1923 في جنوب افريقيا , ولدت لعائلة تنتمي الى الطبقة الغنية بالاضافة الى بياض بشرتهم الذي ادى الى تعامل المحيطين معهم بشكل مختلف عن الاخرين حيث شهد ذلك الوقت حالة من التفرقة العنصرية وساد الاعتقاد بتفوق العرق الابيض على العرق الاسود . لم تتقبل غورديمر ذلك الامر فحاربت ذلك التوجه بكتاباتها التي شهدت شهرة كبيرة نالت على اثرها جوائز عديدة منها : (جائزة نوبل للادب و جائزة بوكر الادبية و جائزة روما ) وغيرها من الجوائز العديدة . اكتسبت كتاباتها شهرة عالمية وبرزت شاعرة وروائية وكاتبة للقصص القصيرة بالاضافة الى كتاباتها المسرحية . غلب على كتاباتها الرفض للسياسة العنصرية وهو الامر الذي تأثرت به منذ نعومة اظافرها . توفيت غورديمر عام 2014 عن عمر ناهز ال 90 عاما .

واحدى اشهر القصص التي كتبتها قصة (مدينة الاموات , مدينة الاحياء ) والتي تمثل تلك الفترة العنصرية حيث كان اصحاب البشرة السوداء مجبرين على تنفيذ اوامر يرفضها القانون تماما كما اجبرت هذه العائلة على التستر على مجرم متورط في عمل ضد الشرطة وعندما قامت الزوجة بالتبليغ عنه احتقرتها احدى النساءلالشيء الا لانها ذات بشرة داكنة ! (المترجمة)

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here