من ينقذ شبكة الاعلام العراقي من مؤامرة اقالة رئيسها

معن البدري

منذ يومين مضت كلما اقتربت من الكتابة تخنقني عبرة موجعة وتتطاير المفردات من مخيلتي واشعر بطوق يلتف حول عنقي محاولا بلا رحمة قطع انفاسي، شعور لم امر به يوما، فمنذ سمعت بالقرار اللا اخلاقي ولا مهني الذي اتخذه ثلاثة اعضاء فقط في مجلس امناء شبكة الاعلام العراقي باقالة رئيس الشبكة الشاب الموهوب مجاهد ابو الهيل وانا اتحسس بمعنى الظلم والاجحاف، وبدأت احلامي الوردية التي رسمتها في ذاكرتي منذ اكثر من سنة تتبدد، كانت امنيتي أن ارى مؤسسة عراقية تخلع رداء المحاصصة والبيروقراطية لتتحرر بحثا عن الكفاءات والمهنية من اجل صناعة اعلام وطني حقيقي يتجاوز حدود السلطة ويعتنق هم المواطن، هذا الحلم الذي تحول حقيقة فعلية علي يد ابو الهيل سينتهي مثل الاف الاحلام الاخرى التي انتهت على يد من باعوا الوطن وعبثوا بقيمه من اجل المنافع الشخصية والانتقام والغيرة والعداوة.

فالنجاحات التي حققها هذا الشاب المحلق بطموح التقدم والتطور سببت صداعا لاشخاص لا يجيدون الا الهرولة البطيئة في مكانهم، اشخاص لم تسعفهم احزابهم ومؤامراتهم وازلامهم المأجورين على تقديم شيئا واحدا لتحريك عجلة التقدم في شبكة الاعلام العراقي، بل على العكس تماما كل ما استطاعوا فعله هو وضعوا العثرات والمطبات لمنع العجل من التحرك وقتل اي فرصة لدورانها، فكانوا انموذجا سيئا للبيروقراطية وتجسيدا واقعيا للمحاصصة المقيتة التي انهكت الدولة ودمرت بناها التحتية، اشخاص عادوا وفي مخيلتهم هدف واحد قتل طموح الشباب في الشبكة وتحجيم دورهم في النهوض بواقع العمل الذي شهد تطورا في جميع المستويات منذ تسنم ابو الهيل المنصب.

رسالة مجلس الامناء كانت واضحة وعكست رغبة قوية تقبع في ادبيات بعض الاحزاب المتنفذة مفادها: لا تخرج عن السياق ولا تفكر بالاصلاح ولا تحارب الفساد ولا تعتمد الكفاءات ولا تطور العمل ولا تقترب من الموظفين، ابقى في مكانك وتقيد بتعاليمنا ولا تثور عليها، اسرق، هدم، قرب الفاشلين، تلاعب على القوانين، هذا هو نظامنا، ليصبح مجاهد ابو الهيل ضحية اصراره على الاصلاح ومحاربة الفساد واقتلاعه، ضحية عشقه لمهنيته واحترام زملائه من الموظفين العاملين تحت امرته، ضحية لاخلاقه العالية المتوارثة وتواضعه ونزاهته، مجاهد ثار على منظومة الفساد وارهق النفعيين بانجازاته.

ابو الهيل لم ولن يخسر منصبه بل الشبكة ستخسر فرصة تاريخية لن تتكرر، واذا نجحت المؤامرة ستعود الشبكة لا محال الى سكة الفشل وسترجع ثانية في قبضة الحزبية والمحاصصة وهو ما لا يتمنها اي عراقي شريف، ولا يتمناه الاعلاميين في الشبكة الذين لم يكظموا غيضهم وكسروا قيود الخوف وصرخوا باعلى صوتهم رافضين هذا القرار المجحف.

مازالت الفرصة مؤاتية والوقت لم ينفذ، وما زلنا نعول على مهنية رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ليدلوا بدلوه ويتصدى لهذه المؤامرة ومنعها، ومازلنا ننتظر من الشرفاء في مجلس النواب ليقولوا قولهم ويفعلوا فعلتهم ويحلوا مجلس الامناء المنتهية صلاحيته وابقاء ابو الهيل في منصبه لاستكمال مشروعه النهاض في اعادة بناء مؤسسة اعلامية رصينة تستوعب الجميع.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here