تواضع المؤمن لله..في فكر المحقق الصرخي

احمد الركابي
التواضع أعظم نعمة أنعم الله بها على العبد ، قال تعالى : ( فبما رحمة من الله لنتَ لهم ولو كنتَ فظّاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ) آمرل عان / 159 ، وقال تعالى ( وإنك لعلى خلقٍ عظيم )القلم / 4 ، وهو قيامه -صلى الله عليه وآله وسلم – بعبودية الله المتنوعة ، وبالإحسان الكامل للخلق
فلا شك أن خُلق التواضع من أعظم الأخلاق الكريمة والشمائل الحميدة التي يتحلى بها المؤمن الكريم الشهم فيضفي على إخوانه المسلمين المحبة والمودة والألفة ويرضي ربه ويقتدي برسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- سيد المتواضعين.
وكان خلق التواضع من الأخلاق التي اتصف بها -صلى الله عليه وآله وسلم- فكان خافض الجناح للكبير والصغير، والقريب والبعيد، والأهل والأصحاب، والرجل والمرأة، والصبي والصغير، والعبد والجارية، والمسلم وغير المسلم، فالكل في نظره سواء، لا فضل لأحد على آخر إلا بالعمل الصالح.
إن التواضع للمؤمنين هو ثمرة من ثمرات التواضع لله تعالى فإن الإنسان أذا حل في النفس كشف عنها ظلمات الذاتية والأنانية فإذا انكشفت تلك الظلمات أصبح الإنسان متحرر من قيود وأغلال ال(أنا) وينظر بعيداً ويعرف حجمه وحقيقة وجوده وينظر إلى الآخرين بعين الاحترام والتوقير فلا يتطاول على أحد بل يعتبر كل من يلتقي من المؤمنين أفضل منه فإن كان أكبر منه قال: سبقني في الإيمان والعمل الصالح، وإن كان أصغر منه قال: سبقته بالمعاصي والذنوب،
ومن هذا المنهج الأخلاقي التربوي فقد أوضح الأستاذ المحقق الصرخي إلى معرفة الأبواب التي توصلنا إلى مرضاة الله -سبحانه وتعالى- ، وهذا جزء من بحثه جاء فيه :
((علينـــا التركيز على المفاهيم التي تعطينا نظرة صحيحة عن أنفسنا وكوننا مملوكين لله – تعالى – ومحتاجين إليه على نحو الدوام، وأنَّ أفعالنـــــا الصالحة العبادية وغيرها جميعًا لا تساوي نعمة واحدة من نعم الله، ويتجسد هذا بالتخلي عن العُجب والكبر، والاتّصاف بالعبودية المطلــــقة لله – تعالـــــى – والذلة والتواضع له -جلّت قدرته -)) انتهى
مقتبس من البحث الأخلاقي ” معراج المؤمن ” لسماحة السيد الأستاذ الصرخي الحسني – دام ظله –

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here