رسالة الى دواعش السنَه

محمد علي مزهر شعبان

لم يبدد السجل التاريخي ما اختمر في بعض النفوس، وقائع الحال تسجل حادثة يوميا، والضحايا زرافات . مال الغل لم تبرده إيثارات الاخاء والمواقف النبيلة التي تدفقت أنهار من الدماء في سبيل الارض والعرض وشرف الرجولة وضج وادي السلام من أجداثها ؟ ماهذه الدوحة التي تجذرت في النفوس الحاقده حتى تفرعت وأصبحت ديدن، بل عقيدة لا يشفي غيلها الا النحر ؟ بغضاء في النفوس دبت وتجذرت في الفروع والاغصان، غايتها لم تستكين لضمير، حتى غاب منصفهم وكثر مرجفهم، يتبجحون في اعلان سطوره دماء، وحطامه أبرياء، ولكأن الدوحة مورقة جذوتها وشائكة ابدا .

لست خائفا ان أشير الى موطن الفتنة، ولا أتردد في إعلان مكانها، فهي معروفة المقاد، وواضحة المفاد، ولا أعمم، ففيكم من تستظل بمحامده ومواقفه عنوان الاخوة في الوطن .. الماجد الكريم والرؤوم الحليم، ولكن في ارضكم نمت هذه اللمة في رداء البغضاء، وغيلة الضباع . اسائلكم أيها السادة … علام يقتل شبابنا في حومتكم لمجاميع أبت إلا الضلالة التي تضرب على أكنتهم وكأن الحقد وعقيدة الدماء لها سطوتها في رؤوسهم، وشيطان الكره يقود مركبتهم ؟ يا لتعسهم أزالوا من سجيتهم الاحسان، وأصابوا الاساءة، وكأن العداء للمسلم الشيعي قد إمتدت جذوره الى القاع وأثمرت تراثا من الاضغاث في قلوب لم تمسحها ملمح من رحمة . تعالوا الى الكلمة السواء، والا فان ردود الافعال لا تحمد عقباها، وقد خبرتم مواقف رجالنا حين تشتبك الاسنة وترفع القنا، يقعون على الموت باستبشار وكأنه يعانق الجنة والعشق للوطن . وخبرتموهم في السماحة والرفقة ونسيان الماضي التي وقعت فيه النحور تحت سكاكين الوحوش . تعالوا نضع المعايير، فأخي السني يمشي في مواطن الشيعة أخا ونفسا وإبن أرض، لا يلمس له طرف رداء، ووجدنا من يذهب من جنودنا وكسبتنا، وكأنهم يمضون في أهليهم، يرجعون الينا أجسادا متناثره، أليس للصبر حدود، ومساحة التصبر تنفجر اذا راكمها الحزن في لوح الذات . ما ماهية أدان فلان وعلان هذه المواقف المفجعة، واستنكر من انبرى وكأن الساحة ليست ساحته والميدان المدمى ليس بفعل جهة ما انفكت تتباهى باجرامها ؟ كيف نطفيء لهيب الحزن والفقدان في نفوس الفاقدين . الى متى تبقى الحال على هذا المأل ؟ ينبري لص مثل “المطلق” ليصف حشدنا بنعوت احتشدت فيها كل البغضاء، وهو من ابتلع اموال المهجرين من أهليكم . الى متى يبقى القانون الاحول في ان يقتنص هذه الحثالات ؟ متى ينبرى القائد الصلب ليوقف هذه التداعيات . يوميا نزف شهداءنا من اغتيالات مرصود مكانها وناسها . الحرب انتهت كما يقول الساده الامراء، والقتل لا زال في هذه الطائفة . افترق سياسونا لرايات كي يعبروا ما أسس للطائفية من سياق معلن، يراد له ان يدوم مع دهرنا المخضب بالدماء . اجتمعوا مع قاتل الامس الذي برز بين ظهرانيكم، ليجلسوا في خيمة ” نيلسون مانديلا ” تحت انشودة عفا الله عما سلف لمن خسف . قتلتم الجندي وعابر الطريق والصياد الكاسب والمراءة ومساطر العمال ورياض الاطفال، وشوارعنا تغلفها اللافتات السوداء، وبيوتنا مجالس عزاء… ماهكذا الابتلاء … والى مدى تصريحات استنكار في خوالجها لسان حال الافتراء . لانقذف بوساخة الافعال على داعش والممالك والامارات وامريكا، دون شك هؤلاء جميعهم قتله، ولكن السؤال الى الشرفاء ممن تواطننا معهم في حضن وطن . إحذروا الحليم اذا غضب، ومن يؤجل ردة الفعل هي قراءتنا الابعد نظرا من الافاقين والبيادق، ندرك ان هذه هي إرساليات يتمناها هذا اللفيف ان تحدث . ارفعوا اعناقكم الى المستقبل، لا رجعة الى الماضي، العربة تسير وسيلفها صالح التغيير بارادة الشعب .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here