قَطع عَضُد الوطنية

سلام محمد العامري

[email protected]

“السيد محمد باقر الحكيم عضدي المفدى” الامام الشهيد محمد باقر الصدر قدس.

اَلعَضُدِ ذلك الجزء من الذراع, الذي يربط بين الكتف والمِرفق, فإن فُقِدَ ذلك فلا يمكن للجسم, أن يقوم بواجبه على الوجه الأمثل, فلو قلنا أنَّ أطراف المُعارضة, تُمَثل جسماً متكاملاً, وفُقِد منها العَضد, فحتماً أن خلَلاً سيصيب قوى المعارضة, فياله من وَصفٍ دقيق.

كان السيد محمد باقر قُدِّسَ سره, محور الجهاد ضد الطغيان البعثي, والذراع الضارب الذي قَضَ مضاجع الرفاق, والوحيد الذي ذكره المجرم صدام, حيث قال” فليأتي السيد محمد باقر الحكيم ويرشح ويرى؛ هل سينتخبه الشعب العراقي؟ جهلاً منه أن آل الحَكيم, لا يجاهدون ضد الظلم, من أجل الفوز بحكم المواطن, بل من أجل تحرير العراق, من رجس الظلم والظالمين, لقد جاهَدَ شهيد المحراب ومن معه, من آل الحكيم ومن بايعهم, لتحرير الشعب ورفض العبودية والذُل, لذا كان الهدف الأول لقوى الشر, التي لا تعرف لُغة الحوار, وإحقاق الحق وحرية الرأي.

إنَّ من السِمات التي يتصف بها, شهيد المحراب عليه الرحمة والرضوان, الوعي وحنكته في نشره, و كان من حملة الفِكر الوطني, الذي لا يفرق كل الطوائف والملل, كيف لا يكون كذلك, وهو ابن زعيم الأمة, وليس زعيماً للشيعة فقط, جمع ما بين ماضي جهاد العلماء, في ثورة العشرين, والجهاد ضد الحكم العفلقي الصدامي الجائر, يَعترف كل ساسة العراق بجهاده, وفقدانه الذي أصاب العملية السياسية بالنقص, كونه هو من يحمل المشروع الوطني, الجامع لشرائط الوطنية بكل جوانبها.

ويتفق كل المنصفون من ساسة العراق, أنَّ جريمة اغتيال شهيد المحراب, أصابت المشروع الوطني بالشلل, الذي أرقد العراق بالعناية المركزة, كان شهيد المحراب يتبنى, عملية الاستقلال الحقيقي, ومشاركة المواطن العراقي, باختيار نوع الحكم في العراق الجديد, وانتقاء من يَتَّصِفِ بالكفاءة, للرقي بالعراق إلى مصاف الدول المتقدمة.

إن اليد الجبانة والمجرمة, التي خطفت من الشعب العراقي شخصية قيّمة؛ وإن هذا الشهيد كان عالماً مجاهداً, مهيأً نفسه للشهادة, وللاِلتحاق بالشهداء من آل الحكيم العظام, وسائر شهداء العلم والفضيلة/ السيد علي الخامنئي.

مُنذ إنَّ فَت عضد المعارضة والمحور الرئيسي, جَعل من العملية السياسية, خالية من محتواها الوطني, فأخذت القوى بالتنازع حول المناصب, حتى بات العراق مرتعاً, للفاسدين والفاشلين.

أرادوا تقطيع العراق, بجريمتهم التي قطعت القلوب, فنمت أعضادٌ شداد عصية على الفشل, مُفعمة بالأمل من أجل الوطن الأمة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here