العلامة عبدالكريم شيخاني : إنقلاب 8 شباط اخطرحدث في تاريخ العراق

إعداد: شه مال عادل سليم

العلامة والاديب والمترجم الكوردي السيدعبدالكريم شيخاني ,هوشخصية ثقافية وادبية وسياسية ومعرفية كبيرة , يحتل بقلب الكثيرين من قَرائه موقعا لا يمكن لغيره ان يحتله ,وذالك لتواضعه الجم وكفاءته كأديب ومترجم وكاتب مميز يضاف اليه الثقافة الموسوعية العميقة والواسعة ,عمل السيد شيخاني مصححا في الصحافة العربية والكوردية، وهو مترجم قدير فقد ترجم إلى اللغة العربية قصائد كوردية، وترجم قصائد عربية إلى اللغة الكوردية،واغنى بابداعاته الثقافتين الكوردية والعربية , يتحدث ضيفنا باللغة العربية وكانه يتكلم بلغته ,لقد رايت به مثالا للمثقف والمفكروالانسان قبل ان ارى به السياسي والمناضل الذي قدم زهرة شبابه في مقارعة الحكومات العراقية المتعاقبة , السيد شيخاني هذا الانسان الطيب والذي يمتلك القدرة على جذب قارئه ببساطته وتلقائيته وصدقه, يفتح اليوم قلبه النابض بالحياة والحب والعلم والمعرفة لنا على الرغم من مرضه الذي عجزه عن الوقوف على قدميه، ويضطر للخروج على كرسي متحرك، وهو ما قلص حركته، فأبتعد عن وسائل الإعلام وحضور المناسبات الفنية والثقافية والسياسية, ولكن هذا المرض لم يمنعه من مواصلة ابداعاته الفكرية والثقافية …

اعتقل المفكر شيخاني في الستينات من القرن الماضي وتعرف خلال فترة اعتقاله في سجن (الحلة) على مناضلين اشداء ,تركوا اثرهم الواضح وطابعهم الثوري المميز في ذاكرته الطرية .. ولمعرفة اكثر عن جوانب نضاله وابداعاته الفكرية وترجماته وقصائده وكتاباته التقينا بالسيد شيخاني وكان لنا معه هذا اللقاء الخاص : ـ

استاذ شيخاني , يطيب لي في البدية ان اشكركم على إتاحة هذه الفرصة لنا لإجراء هذا الحوار الشيق , ابدأ بسؤال يقول : هل لكم ان تعطينا لمحات عن حياتكم و البيئة التي نشأتم وترعرعتم فيها , بالتفصيل لو سمحتم ؟

ج ـ ولدت في مدينة كويسنجاق أواخر عام 1933 لعائلة متوسطة الحال مثل كل العوائل الكادحة الأخرى , كان والدي يمتهن الحدادة في بداية الأمر مثل والده الذي كان حدادا مشهورا , غير أنه ترك هذه المهنة وتفرغ بشكل عام لتعبئة التبغ , وهذا كان يتطلب منه أن يترك المدينة ويذهب إلى القرى لجمع إنتاج المزارعين على شكل بالات كبيرة حيث تسوق إلى مدينة كويسنجاق .

في بداية الأمر كان الأنتاج يحفظ في بيوت التجار الذين كانوا يمولون المزارعين , او يشتروه بأثمان رخيصة إلى حد كبير , أو كان المزارعون يأخذون سلفا من هؤلاء التجار شريطة أن يسلموا إنتاجاتهم من التبغ اليهم مقابل السلفة التي سبق وان استلموها , لذا كنت ترى القرويين يشكون من الفقر وضنك العيش , إضافة إلى ماكانوا يعانونه من ظلم الأقطاعيين المسيطرين على المنطقة وكان البعض يمتلك عدة قرى , وكان القرويون يعاملون معاملة العبيد في بعض الاحيان .

وبعد فترة وجيزة أنشأت الحكومة دائرة باسم (مديرية انحصار التبغ ) كانت لها دوائر واقسام في أقضية كوردستان المنتجة للتبغ , وكان قضاء كويسنجاق واحدا من هذه الاقضية , وكانت الحكومة تشتري التبغ وتسوقه الى معاملها ومخازنها في بغداد , وبذالك قطعوا الطريق عن تهريب التبغ الذي كان عملية تتسم بالمخاطر ولكن

الربح الذي كان يدره كفيلا بهذه المخاطرة التي كثيرا ما تنتهي بالقتل أو إلقاء القائم بها إلى السجن ولمدة طويلة , اسف , تراني قد انحرفت عن الطريق لحد ما , فاستميحكم المعذرة وأعود إلى سرد نتف من سيرتي الذاتية …

دخلت مدرسة كويسنجاق الثانية عام 1938 ـ 1939 , ثم انتقلت إلى مدرسة كويسنجاق الأولى التي كانت قريبة من بيتنا . أكملت الأبتدائية في تلك المدرسة بعد إنقطاع حوالي ثلاث سنوات عن الدراسة لأسباب خارجة عن إرادتي … وكانت تلك الفترة , أي عقب اندحار النازية الألمانية والفاشية الأيطالية , وإنتصار الحلفاء والدور الكبير الذي قام به الاتحاد السوفيتي في دحر القوات الألمانية الغازية , حبلى بكثير من الاحداث الهامة التي نجمت عن هبوب نسائم الديمقراطية التي عمت العالم , وكان للتضحيات التي قدمها الشعب السوفيتي على كل فم ولسان حيث قدم ملايين الضحايا في دحر النازية . ونال العراق في تلك الفترة نصيبه من هذه النسائم وشهد نوعا من الحرية السياسية … وظهر (حزب التحرر الوطني) الذي كان الواجهة العلنية لـ(لحزب الشيوعي العراقي) الى العلن , فكان قبل ذالك قد تاسس الحزب الديمقراطي الكوردي (الكوردستاني في ما بعد ) .

كان لمعلمينا الذين كان معظمهم من كويسنجق تاثيرا كبيرا على فتح افاق تفكيرنا , إذ كانوا يغرسون في قلوبنا روح الوطنية عن طريق القصائد الكوردية المنادية بالإتحاد والمثابرة ونبذ الخلافات والعمل على وحدة الصف الوطني والقومي .

بعد تزايد عدد المؤيدين للتيار الجديد الذي كان الحزب الشيوعي العراقي يتزعمه عبر حزب التحرر الوطني , انقسم المثقفون إلى جبهتين , الجبهة الأولى التي يقودها البارتي ( الحزب الديمقراطي الكوردي ـ الكوردستاني في ما بعد ) و كانت له مكتبة باسم ( مكته به ى حاجي قادري كويي ـ اي مكتبة حاجي قادر كوي) , والجبهة الاخرى التي انضم اليها معظم المثقفين والشعراء الكورد مثل : ( دلزار , دلدار صاحب نشيد اي رقيب , روستم حويزي , وردي , عثمان خوشناو ) بالأضافة إلى المثقفين الاخرين من غير الشعراء …

في المدرسة المتوسطة كان الطلبة على قلة عددهم الذي لم يكن يزيد عن ( 80 ) طالبا منقسمين على التيارين القومي والطبقي , ولم تكن تلقى طالبا واحدا محايدا , سوى بعض أبناء الموظفين الذين كانوا ينقلون إلى المدينة من الألوية الأخرى .

في عام 1948 جرت عدة مظاهرات أسنادية لأحداث وثبة كانون الثاني 1948 التي عمت معظم المدن العراقية وكان للحزب الشيوعي العراقي الدور الفعال في إقامتها ومساندتها ورفدها بالعناصر الجريئة التي جابهتها الحكومة بالحديد والنار.

لقد شاركت في مظاهرات مدينة كويسنجاق جماهير غفيرة بالاضافة الى الطلبة المدعومين من الحزبين الموجودين في الساحة , كما قمنا بأضراب استمر حوالي أسبوعين وقدمنا بعض المطاليب إلى أدارة المتوسطة .في تلك الفترة نقل الاستاذ ( كريم أحمد ) إلى متوسطة كوية لتدريس الرياضة وكان شيوعيا بارزا , فأدى مجيئه إلى المدرسة الى أيجاد ظهير قوي لطلبة تيار حزب التحرر الوطني , ولكن فصل فيما بعد لنشاطه الحزبي فاضطر إلى العمل كعامل بناء مع العمال الاخرين وكان مثالا للفكر النير واحترام الكادحين من العمال والفلاحين الذين كانوا يكنون له التقدير والاحترام .

اكملت المرحلة المتوسطة عام 1951 ولكني تخلفت عن الدراسة لسنة كاملة لظروف قاهرة خارجة عن إرادتي , وفي العام التالي اي 1952 التحقت بثانوية اربيل وتخرجت في عام 1953 في الدور الأول , وفي هذه الفترة جرت مظاهرات كبيرة في بغداد عام 1952 فكلف الوصي (عبدالأله) الفريق (نورالدين محمود )رئيس اركان الجيش بتشكيل الوزارة لعله يقدر على قمع المظاهرات , فانزلت الحكومة قوات الجيش إلى الشوارع للعمل على منع حدوث المظاهرات , وقامت الحكومة بأجراء بعض الأصلاحات الشكلية التي لاتغني ولا تسمن من جوع , فأبرق أحد الظرفاء برقية الى رئيس الوزراء جاء فيها : ( تسعيركم الشلغم قد اثلج صدورنا ) واصبحت هذه البرقية نكته يطلقها الناس في تمجيد أعمال الحكومة .

س ـ متى اعتقلتم واين ولماذا ؟ ومن كان معكم في الاعتقال والسجن , وهل لكم ان تتحدثوا عن نظام السجن وكيف كنتم تقضون اوقاتكم كسجناء سياسيين , و هل هناك مواقف بقت عالقة في ذهنكم عن سجناء كانوا معكم ؟

ج ـ بعد تخرجي من الثانوية التحقت بالدورة التربوية المقامة في بغداد وتخرجت بعد ذالك وتم تعيني في إحدى قرى قضاء كفري بلواء كركوك , ثم تنقلت في عدة مدارس في لواءي (أربيل والسليمانية ), وحين منح الحزب الديمقراطي الكوردستاني الأجازة للعمل العلني , كنت معلما في (رانية) , فأنتخبت عضوا في اللجنة المحلية للقضاء وكانت نشاطي ملحوظة في تلك الفترة . ثم نقلت إلى اربيل وشاركت في المؤتمر الثالث والرابع لنقابة المعلمين .

أعتقلت في 20 ـ 6 ـ 1962 وتم سوقنا مع عددأخر من المعتقلين بعد يوم واحد إلى بغداد . في موقف السراي عزلونا نحن المعلمين وكنا ثلاثة معلمين , وطلب مني المحقق ان أسب الشهيد ( فهد ـ يوسف سلمان يوسف )سكرتير الحزب الشيوعي العراقي , الا انني رفضت طلبه , ثم طلب مني هذا الشخص أن أشتم ( الملا مصطفى ) فرفضت ايضا . وعليه استشاط هذا الشخص غضبا وأخذ يضربني مع شخص اخر بالصوندات ذات الاسلاك المعدنية ضربا مبرحا شمل كل جزء من اجزاء جسمي … وبعد ذالك اخذونا إلى موقف السراي حيث بادر بعض الاصدقاء الذين كنت اعرفهم إلى تقديم بعض الاسعافات البدائية لي .

و بعد مكوثنا في موقف السراي رقم ( 1 ) سفرونا مع بعض الاصدقاء الاخرين إلى سجن (الحلة ) وبقيت فيه الى أن اطلق سراحي بعد مفاوضات عام 1964 .

س ـ هل لكم ان تفتحوا لنا نافذة ذكرياتم كي نستنشق معكم عطر ( الشهيد عادل سليم الذي فارقنا مبكرا ) , حيث كنتم معه في سجن الحلة … ؟

ج ـ نعم ..بعد ان سفرونا من سجن( بغداد )الى سجن( الحلة) بدأ مرحلة جديدة من حياتي في سجن (الحلة ), كان الجناح الذي نقلنا الية عبارة عن اربعة غرف صغيرة . غير أننا حاولنا أن يتم نقلنا إلى مكان اخر أكثر اتساعا , فنقلونا إلى جناح اخر أكبر وافضل مكون من غرفتين كبيرتين وغرفة صغيرة بالاضافة إلى دورة مياه واحدة وحمام . في السجن تعرفت الى السيد(عادل سليم ) , احد عناصر الحزب الشيوعي العراقي البارزين , الذي كان واحدا من الخمسين شخصا ممن قدموا طلبا لنيل إجازة العمل العلني للحزب الشيوعي العراقي , غير أن الحكومة منحت تلك الاجازة إلى الحزب الكارتوني لـ(داود الصائغ) الذي لم يستطع نطس اطباء السلطة في حملة على الوقوف على قدميه كحزب , بل ظل حزبا شيوعيا كارتونيا حاز بجدارة على سخط الجماهير واستياءه , ووظل حزبا كسيحا لايقوى على المشي حتى توارى عن الانظار وافل نجمه …..

كان السيد (عادل سليم )ضعيف البنية دون هذال , والصلع قد اخذ يغزو شعر راسه , مشرق الوجه دوما وكأن البسمة تعلو شفتيه , ولم يكن التجهم يعرف طريقا إلى وجهه حتى في حالات الاستياء . يجلس دوما في الركن الذي اختاروه له للراحة والنوم , يراقب الاخوة الذين يشاطرونه في الغرفة وكان يروي لهم الاحداث النضالية الداخلية والخارجية كنوع من التوعية التي يراهال ضرورية , لايحب الروح الانهزامية التي بعض ينحلى بها ويحاول تقوية عزائم هؤلاء و شخذ هممهم …

كان بعض الاخوة ياتون لي ولصديق اخر لنكتب عرائض طلب اطلاق سراحهم , وكان الاخ (عادل سليم) يقول لهم مازحا : (تعادون السلطة وتسترحمونها لكي يطلق سراحكم) …؟! … وكان يقول لهم : ( ان الشعب سوف يطلق سراحنا , لاتتوسلوا بالسلطة ولاتتسولوا عطفها ) ….!!

كان معنا شخص من كركوك يتصف بنوع من الخبث وكان يعمل اي شيء يطلب منه حتى يطلقوا سراحه , كنا جالسين مرة وكرر الاخ (عادل سليم )مقولة ان (الشعب يطلق سراحنا) … وفي هذه الاثناء كان الراديو يقدم برامج طلبات المستمعين من الاغاني ويقرأ اسماء طلاب الاغنية , فقال هذا الشخص : (الويل لنا , الشعب مشغول بطلبات الاغاني ولا يفكر فينا ) … !! , وفي هذه الاثناء قمت وذهب الى الغرفة الاخرى ولما عدت وجدت اقداح الشاي توزع على الجالسين وقدموا لي كاسأ , فسالت : ما المناسبة ؟ قالوا لقد عوقب هذا الاخ لانه استهزأ بالشعب ….!!, فسألته من عاقبك ؟ فأجاب مشيرا الى الاخ (عادل سليم ) : ( السيد بريجنيف ) ….!!

وهنا للتاريخ اقول كان انقلاب 8 شباط المشؤوم اخطر حدث في تاريخ العراق والذي أرجع العراق عشرات السنين إلى الوراء , وان البعثيين منذ الساعات الاولى اخذوا يتصيدون الديمقراطيين والشيوعيين ويقتلونهم دون رحمة ودون وازع من الضمير وخاصة بعد صدور البيان رقم ( 13 ) القاضي بأبادة الشيوعيين . ففي يومين استقر الوضع لصالحهم وخاصة بعد ان ألقوا القبض على عبدالكريم قاسم وقتلوه في محاكمة صورية لم تستغرق سوى دقائق قليلة … وعليه استبد بنا الجزع وخيم اليأس علينا وإنهار البعض من الاخوة الموقوفين بعد أن شاهدوا سيل المعتقلين الذين سيقوا إلى سجن الحلة , وخارت عزيمتهم , ولكن الاخ (عادل سليم )ظل باقيا على صموده دون ان تظهر عليه أثار الجزع الذي استبد بالبعض , بل كان يطيب خاطر هؤلاء ويحثهم على التحمل والصمود , في الوقت الذي كانت أشد الأخطار تحيق به وكان معرضا في كل دقيقة ان ينادوه لأقتياده إلى التحقيق البربري الذي كان يتزعمه (ناظم كزار وفاضل جلعوط وعمار علوش) المعروفين بوحشيتهم وبربريتهم ولم ينج من وقع تحت براثنهم.

ان هدوء الاخ ( عادل سليم ) مع معرفته بحراجة موقفه وخطورته كان شيئأ عجيبا , ويبدوا أنه كان قد وضع هذه الاوضاع نصب عينيه منذ أن بدأ العمل السياسي , لذا استهان بالأمر ولم يكن يلقي بالا إلى أي شيء يحدث , لانه كان حقأ يفضل ان يموت مرفوع الرأس شامخ الهامة على العيش بذلة وخنوع .

كان الاخ (عادل سليم ) هذا الانسان الهاديء الوقور ينظر بأحترام إلى من كان معه في السجن , وكنت أجلس معه ونتناول الاحداث وكنا نختلف احيانا في أرائنا إزاء ماكان يجري في العراق ومواقف عبدالكريم قاسم إزاء الشيوعيين و ثورة كوردستان التي كنا نختلف معه في تسميتها … وخلال الزيارات (المواجهات ) الشهرية التي كنا نشبع بتناول الاغذية اللذيذة التي كان ذوونا واهلنا يجلبونها لنا , كانوا يجلبون معهم النشرات الحزبية باللغتين العربية والكوردية , وكان معنا شخص ينظر باستخفاف الى بعض الموقوفين فناداه يوما ولامه بنوع من اللين وطلب منه أن يترك هذه الممارسة المدانة وإلا فانه سيتعرض للعقاب ….!!

س ـ اردت ان اعرف بمن تأثرتم من الشعراء والادباء الكورد الكبار وغير الكورد ؟ و كيف تقيمون الوضع الثقافي والسياسي في العراق وكوردستان تحديدا ؟

ج ـ لا شك انه كان للشعراء الكورد تاثير بالغ على تنمية قابليتي الفكرية والوطنية , في البداية كان للشاعر (حاجي قادري كويي )تاثير كبير , ثم الشعراء الأخرين مثل : ( دلزار ودلدار و عوني وكذالك شعراء السليمانية مثل بيره ميرد وفائق بيكه س) وغيرهما . ومن الادباء العرب أحببت (المنفلوطي) ذا الأسلوب الكتابي الرصين وثم أحببت أسلوب المرحوم( محمد عبدالحليم عبدلله) الذي كان اسلوبه السلس وجزالة الفاظه تجذبني اليه , غير انني لم استنسخ أسلوب أي واحد من هؤلاء ولي أسلوبي الخاص في الكتابة ويشهد على ذالك كل من قرأ كتاباتي باللغتين العربية والكوردية . وإني أشكر هنا كل هؤلاء الاخوة الذين يستلطفون أسلوبي في الكتابة ويتحفونني بأرائهم القيمة

س ـ الخبرة هي الشيء الثمين الذي لا يقدر بثمن , بخبرتكم السيد شيخاني كيف ترون الجيل الصاعد من المثقفين والادباء والمبدعين الشباب و بماذا تنصحهم ؟

ج ـ كما تعرفون ان الاوضاع الثقافية هي انعكاس للاوضاع السياسية السائدة في العراق وكوردستان , إذ ان الكاتب والمثقف واقع تحت سندان الطائفية ومطرقة الحزبية , لذا فانك قليلا ما تجد اديبا يكتب بتجرد وحيادية ويقيم الاوضاع دون إمالتها نحو حزب معين أو طائفة معينة .

وهذا الاخيرة نادرة الوجود في كوردستان , ولكن في العراق تجد انها تهيمن بشكل مكثف على مواقف الادباء والمثقفين , غير أن الشد الحزبي وجذبه هو الطاغي في كوردستان , وتجد كثيرا من ( وعاظ السلاطين ) يمجدون أحزابهم والشخص الذي يتمتع بالمركز الاول في الحزب , فان اقواله وافعاله تؤخذ كشيء مقدس يجب الاحذ بها والسير على هديها حتى ولو كان ذالك يعود بالتاثير السلبي على حياة الشعب ومستقبل جماهير الناس , ولايستطيع أحد محاسبنهم أو حتى الشك في صحة هذه المواقف والاقوال .

ولم نجد أيا من هذه الاحزاب أن تقيم أداءها ومواقفها وتوجه الانتقاد إلى الجوانب السلبية منها , بعكس الحزب الشيوعي العراقي الذي كثيرا ما يقوم بتناول مواقفه بالإنتقاد ويشير إلى الجوانب الايجابية منها…

*في نهاية اللقاء اشكركم جزيل الشكر, واترك لكم الكلمة الاخيرة ؟

ـ مرة اخرى استميحكم المعذرة للاطالة واشكرالجميع وفي مقدمتهم ابن اخي (شه مال عادل سليم ) ,هذا الانسان الطموح التواق ألى الاستزادة في العلم … اتمنى ان تقبلوا اعذاري ولي وطيد الامل في ان تكونوا بخير وموفور الصحة والعافية …

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here