رسالة مفتوحة إلى الأخ الرئيس برهم صالح رئيس الجمهورية

رسالة مفتوحة إلى الأخ الرئيس برهم صالح رئيس الجمهورية

بعد التحية والسلام

الأخ الرئيس : أود أن أخاطبكم في هذه اللحظة التاريخية من حياة أمتنا وشعبنا العراقي ، بصفتي الشخصية والإعتبارية ، وأقول لكم : لم يكن حضوركم إلى قمة شرم الشيخ موفقاً ، بل شعرت بالندم والحيرة أنا وعامة العراقيين ، لأن حضوركم لم يكن بحجم العراق وقدره وتاريخه ، ولقد هز قناعاتي فيكم تلك الصورة التذكارية التي ألتقطت لكم مع جمع من الحاضرين ، والمؤسف إنكم كنتم فيها واقفاً في المؤخرة و في الصف الخلفي ، وهذا والله لا يليق بكم ولا بالعراق ولا يليق بنا نحن الشعب ، وأنتم والعالم أدرى بأن العراق هو الرائد وهو المقدم على من سوآه في جميع المحافل ، وذلك هو قدره وقدر شعبه المعطاء العظيم .

الأخ الرئيس : لقد كنت في الماضي القريب ظاناً بك ظناً حسناً يستحق التبجيل والأكبار ، وكنت لكم من المشجعين والداعمين لإنتخابكم رئيساً للعراق ، لعلم سابق فيكم ولسمعة طيبة أكتسبتموها من خلال نضالات لكم طويلة في مواجهة الإستبداد والدكتاتورية ، ولكني اليوم قلق ومحزون ونادم على أن ترضى ، أن يساويك مُضيفوك بأدنى

القوم الحاضرين رتبةً ومقاماً ، ولم اكاد أصدق إنكم قد رضيتم بذلك ، ولا في أن يتقدم الجمع ممن هم أدنى وأقل نصيباً عليكم ، وثانية الدواهي إنكم لم تحتجوا لدى الرئيس المصري حين أستقبلكم من غير علم ورآية عراقية ، تشير إليكم وتنبه الجمع إنكم ها هنا حاضرون .

الأخ الرئيس : هي غصة في نفسي إني لا أجد من يُعيد للعراق ألقه ودوره وتوازنه وحجمه ، هي غصة أن يساويك القوم برتبة وزير فما دون ، تلك والله هي الطامة الكبرى ، فنحن العراق الشعب والتاريخ معكم ، ولن نرضى لكم هذا التسامح وهذه الليونة التي يطمع فيها من بقلبه مرض ومن يريدون الكيد ، ولا تظنن إن الأمر مجرد خلل في نظم البرتوكولات ، بل هو في ظني المتواضع خلل مقصود كان يجب محاسبة القائمين عليه والفاعلين ، فأي مؤتمر لا يحفظ للعراق فيه كرامته وعزته وعنفوانه ، حري بنا أن لا نحضره ولا نجالس فيه ولا نخالط من لا يقيم لنا وزناً .

الأخ الرئيس : وأعلموا إني حينما أذكركم بهذا أتمنى لكم من الآن فصاعداً ، أن تزنوا كل شاردة وواردة بميزان فأنتم لستم مجرد شخص أو رقم ، بل أنتم العراق الحاضر والمستقبل ، وعلى هذا أنظروا ما أنتم فاعلون ، فنحن العراق لسنا بجمهورية موز أو من العالم الهامشي ، بل نحن من رسمنا للدنيا خطوط الطول والعرض ، ونحن من علمنا الدنيا أبجدية الحياة ورموزها ، ومنا أنطلقت تعاليم السماء والحق والقانون ، فنحن لسنا كغيرنا ومن يحاول إضعاف شأننا لا مقام له بيننا ، إنما نحن مع كل من يزيدنا شموخاً وعزة وكرامة ، نحن نريد لرئيسنا أن يكون المُقدم في كل شهود وحضور .

الأخ الرئيس : أعذرني إن جال بي الخيال و القلم فتلك غصة قديمة تعرفها ، ويعرفها أهل الدراية والحكمة من أبناء العراق ممن خبروا الأيام وعركوها ، إنها نفثت صدر خطرت ببالي أحببت أن اقولها لكم خاصة ، لأني والله لكم من المحبين والراغبين في أن تكونوا العون والمنقذ والحامي للعراق وشعبه ، خاصةً في ظل هذا الهوان والخوف والضعة ، و

من هنا أقول لكم لا تحضروا تجمعات لا يكون فيها لكم ولا للعراق قدم سبق ومقام ، وإن كنتم في شك أو ظانين بشيء فأبعثوا من ينوب عنكم ، فأنتم رأس العراق الذي يجب أن يظل مرفوعاً وفي المقدمة دائماً .

الأخ الرئيس : تقبلوا مني مودتي وسلامي ، وأملي في المرات القادمة أن تتنبهوا ولا تضعوا أنفسكم وشعبكم في موقف ومحل يحط من قدركم .

دمتم ودام العراق

أخوكم

راغب الركابي

الأمين العام للحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي

26 – 02 – 2019

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here