زمن السفلة : فسادهم طال حتى حرمة المدارس

بقلم مهدي قاسم

حسب الأخبار والمعلومات الواردة و المسنودة بتصريحات المعنيين
في الأمر فقد تفاجئ أهالي تلاميذ مدرسة أم البنين في حي الجهاد ببغداد بضرورة إخلاء المدرسة فورا لأن قطعة الأرض التي تقوم عليها المدرسة قد بُيعت بهدف إقامة و تشييد عليها مبنى مول !!..

هكذا و بدون أي اعتبار لأي شيء ولا حتى لمستقبل التلاميذ
و حرمة التدريس و التعليم و التربية ..

حقا أنه زمن السفلة .. سفلة الزمن العراقي الرديء ..

حيث كل ما هو شاذ و غير طبيعي وضد العقل و المنطق هو
السائد والمهيمن و أساس التعامل بين اللصوص و خونة الوطن و تجار الدم العراقي ليمضوا حثيثا و قدما في امتصاص الدم العراقي و التخريب إهمالا والتفرج على تهرؤ المرافق والبنى التحتية ..

بل و بات كل شيء قابل للسرقة وأعمال النهب المنظمة ، تحت
ستار زائف و كاذب من مضاربات بيع و شراء وهمية أو شكلية..

في بلد أصبح بلا صاحب أو حارس راع تماما ، فباتت ثرواته
وممتلكاته ( و تُنسب من قبل أحزاب الفساد واللصوص الإسلامية لمالك مجهول؟!! ) طبعا ، تبريرا و ذريعة للسرقة والفرهدة ، على كيف و راحة و بدون أي رادع قانوني أو أخلاقي ،

فكل واحد منهم ، عندما أتُيحت له الفرصة سانحة فسرق و اختلس
أو تلاعب بشكل من الأشكال ، ليأخذ ” حصته ” من أعمال النهب المنظمة ـ و بذلك الجشع الكلب المطلق، بحيث أخذوا يلفون و يدورون حتى مباني المدارس ، بعدما صادروا أو اشتروا بأسعار بخسة ، معظم ممتلكات الدولة من عقارات فخمة و ذات قيمة ثمينة و اعتبار و أراض زراعية وبساتين
ليحولوها إلى مساكن عشوائية أو مراكز تجارية ليكسبوا من خلالها مليارات و مليارات إضافية ، ولكن بدون شبع أو اكتفاء ..

و يبدو أن هذه الضباع البشرية النهمة و الكاسرة و المنفلتة
في العراق سوف لن تشبع ، حتى ولوامتلكت كل أموال العالم ، و بما أنه لم تبق غير المدارس فسوف يواصلون سرقتها هي أيضا من خلال بيعها ، شيئا فشيئا ، و خطوة بعد خطوة ، وبالرغم اشتداد نبرة الاحتجاج و الاستنكار فلن يتوقفوا في عملية نهبهم المتواصل ، مثلما لم توّقفهم
حملات الاستنكار و الاحتجاجات و المظاهرات عن سرقة المال العام إلى أن أصبحت خزينة الدولة فارغة وخاوية ! ..

ففي العراق لم تعد تفيد المظاهرات ولا الاجتججات ، أو
شيء من هذا القبيل ..

إنما التغيير بالقوة ..

مع الأسف يبدو أن هذا هوالحل الوحيد القادر على التغييرالجذري
و الحاسم ..

روابط فيديو عن المدرسة المذكورة :

من يبيع المدارس ويحولها إلى مولات .. ؟!واين ردة فعل المجتمع .. ضد هذه الانتهاكات ؟!

Geplaatst door Karim Abid op Zaterdag 23 februari 2019

مدرسة أم ايمن للبيع من قبل وزارة التربية لتصبح مركز تجاري..!!! في حي الجهاد #ببغداد..والطلاب حتجون!

Geplaatst door ‎Iraq Al Aan العراق الآن‎ op Zondag 24 februari 2019

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here