أهمية تدريس التفكير النقدي للطلبة

ترجمة: هاشم كاطع لازم – أستاذ مساعد – كلية شط العرب الجامعة – البصرة [email protected]

بقلم: أنيسة ذو الفقار (2018) Anisa Zulfiqar

لاتعتبر مهارة التفكير النقدي critical thinking مجرد مهارة (جذابة) في القرن الواحد والعشرين ، أنما هي في الواقع مهارة أساسية ، فنحن في عالم اليوم نمتلك معلومات هائلة لاتضاهيها سائر المعرفة التي كانت سائدة في الأزمنة الماضية. كما أن بمقدورنا أن نتواصل كثيرا مع الناس الآخرين في أرجاء المعمورة. لكن كيف يمكن أن نتبين صحة هذه المعلومات وصلتها وعدم تحيزها؟ وكيف لنا أن نعرف متى نتقبل مايقوله شخص ما ومدى نخضع مايقوله للدراسة والتمحيص؟

أن المؤسسات التعليمية والجهات التي تتولى الأعتماد الأكاديمي والطلبة وأصحاب العمل كافة يقرون بأن الطلبة يحتاجون الى تنمية مهارات التفكير النقدي. غير أن الحصول على أجابات فورية في أيامنا هذه يعني أن الكثيرين منا يتخلفون في قدراتهم في طرح الأسئلة المناسبة أو تحليل الأجابات التي نحصل عليها.

وقد عرّف التفكير النقدي على أنه القدرة على:

* أثارة الأسئلة المناسبة

* أدراك وجود المشاكل

* القراءة مابين الأسطر

* أدراك الأفتراضات الضمنية والصريحة

* تحديد المعلومات ذات الصلة بالموضوع وكذلك البعيدة عنه

* أدراك الأنحياز لدى المرء وكذلك لدى الآخرين

ويشكل التفكيرالنقدي القاعدة الصلبة للتفكير الأستراتيجي والتفكير الأبداعي وأبداء الآراء الصائبة وأتخاذ القرارات بشكل مناسب. كما أن التفكير النقدي السليم يؤدي في الغالب الى القدرة على التوصل الى الأستنتاجات الصحيحة سيما وان هناك أدلة قوية عن أمكانية الأرتقاء بالتفكير النقدي من خلال التدريب. كما أشارت البحوث العملية الجارية في هذا الصدد الى أن لتحسين هذه المهارة تأثيرا فاعلا في تنمية القدرة على حل المشاكل والأنفتاح والأبداع والتنظيم والتخطيط والأختيارات الصحيحة في الحياة.

وهناك في الوقت الحاضر فجوة في تدريس التفكير النقدي في المدارس وكذلك في قدرتنا على تطبيق هذه المهارة في الجامعات أو في ميدان العمل. وفي أستطلاع حديث شمل العديد من المنظمات وجد أن التفكير النقدي وحل المشاكل يمثلان أكبر فجوة في المهارات لدى المتقدمين للحصول على الوظائف. من جانب أخر يدرك خريجو المدارس مدى أهمية التفكير النقدي في ضمان الحصول على الوظيفة لكنهم يشيرون الى أن الفرصة لم تسنح لهم لتطوير هذه المهارة أثناء دراستهم.

ترى كيف يتسنى للمدرسة أن تقدم لطلبتها منفعة تنافسية في سوق العمل المتخم؟ أن المؤسسات التعليمية في عموم البلاد تبحث عن الحلول ، أي عن طرق جديدة لتدريس التفكير النقدي وتحديد مدى تعلّم الطلبة والبرهنة على الفعالية. على أن التحدي يتمثل في تحديد أفضل الممارسات وتضمينها في المنهج الدراسي استنادا الى قاعدة نظامية. لكن غالبية التربويين في تلك المؤسسات لم يحصلوا على التدريب المطلوب في مجال التفكير النقدي فهم لايعلمون عن كيفية تضمين التفكير النقدي في المنهاج الدراسي أو كيفية الحصول على المصادر التربوية المتميزة. عليه يمكن الأستدلال على ان مثل اولئك التربويين ليسوا مؤهلين لتدريس الآخرين أو تقييم أفضل النماذج التعليمية الفاعلة.

تدريس مهارات التفكير النقدي للمدرسين والطلبة

في أدناه بعض النصائح الخاصة بتدريس مهارات التفكير النقدي الرامية الى خلق ثقافة تفكير نقدي في مدرستك وفي صفوفك الدراسية:

1. هناك فكرة خاطئة متواترة في فهم تعبير (التفكير النقدي) فالكثير من الناس يظنون أن هذا التعبير يدل ببساطة على نقد الأفكار والأقتراحات. لذا يتعين علينا في البدء أن نطرح هذا المفهوم في أطار تعريف واضح تماما.

2. أسع الى خلق ثقافة تفكير نقدي في المدرسة لتشجيع البحث والأستقصاء في المستويات كافة وبضمنها المدرسون والطلبة. ووفر الفرص المناسبة لممارسة التعليم العميق (التفكير والتطبيق والنقاش الموجّه).

3. ضمّن الأستعلام السقراطي Socratic Questioning في ثقافة المدرسة التي تعمل فيها ، فسقراط شدد على أهمية البحث عن الأدلة والقرائن ودراسة التفكير والأفتراضات على نحو دقيق وتحليل المفاهيم الأساسية وتتبع المضامين. ويمكن الأطلاع على منهج سقراط في الأستعلام والتساؤل من خلال تصفح الأنترنت علما أن منهجه يمثل أفضل أستراتيجية يمكن تبنيها لتدريس التفكير النقدي.

4. أستعن بنموذج أو بنية ما للتفكير النقدي لتنظيم التعليم وتحقيقه. فعلى سبيل المثال لاالحصر وضع الخبيران كودوين واتسن Goodwin Watson وأدوارد كلاسر Edward Glaser النموذج الموسوم ب RED الخاص بالتفكير النقدي في ثلاثينيات القرن الماضي وهو يشمل مايأتي:

* حدد المسلّمات ، وهو أمر يتعلق بالقدرة على فصل الحقيقة عن وجهة النظر في ضوء مناقشة ما.

* قيّم المناقشات ، وهذه الخطوة تمثل القدرة على تحليل المعلومات موضوعيا وعلى نحو دقيق والأستعلام عن جودة الأدلة الساندة وفهم كيفية تأثير العواطف على الموقف المعين.

* توصل الى أستنتاجات ، وتمثل هذه الخطوة القدرة على أستخلاص النتائج التي تنشأ بشكل منطقي من الأدلة المتوفرة.

5. ضع معايير تقييمية لقياس المستويات الحالية للتفكير النقدي لدى المدرسين وتقديم برنامج تطويري لأولئك الذين يحتاجون الى الدعم حيث أن القدرة على تدريس التفكير النقدي للطلبة لابد أن تبدأ مع المدرسين أنفسهم لضمان فهمهم الوافي لهذا المفهوم أولا.

الأهتمام الخاص بالعقول

تتضمن الخطوات الآتية تحديد المصادر البارزة لتوفير الدعم للتربويين والتوصل الى أتفاق يتعلق بأدخال التفكير النقدي فى المنهاج الدراسي والشروع في حوارات عميقة بين الشركات والتربويين حول مكانة التفكير النقدي في العمل. ولاشك أن مثل هذه التوجهات سوف تجعل من الطلبة موظفين ومواطنين مؤهلين تماما.

كيف نقيس القدرة على التفكير النقدي؟

يقيس معيار واتسن-كليسر Watson-Glaser لتقييم التفكير النقدي القدرة على مثل هذا التفكير من خلال تقييم قدرة الشخص على دراسة موقف ما بأمعان وفهمه أستنادا الى وجهات نظر متعددة وكذلك فصل الحقائق عن الآراء بشكل فعال. ومثل هذا التقييم مناسب بشكل خاص لتوظيف خريجي الجامعات والملاك الأداري فيها وهو كذلك يرصد الأستيعاب والتحليل والتقييم.

http://www.talentlens.com.au/blog/teaching-critical-thinking-to-students

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here