الراب الاسلامي سفينة النجاة من عالم الأنحراف و الممنوعات

يعيش المجتمع البشري في هذه المرحلة العصيبة وسط عالم تلونت أشكاله و تعددت فيه وسائل الضياع و فقدان الارادة في انتشال الافراد من هاوية التيه و الانحراف، حتى وصل الحال إلى مربع الخطر المؤكد الذي بات يتهدد الواقع الانساني و ينذر بعواقب وخيمة قد لا يُحمد عقباها نظراً لما تحمله من سلبيات لها تأثير كبير في تغيير الواقع إلى ما يهزَّ أركان الهرم الإنساني و يُعلن عن مرحلة الهرج و المرج في حياة الفرد مما يجعله يدخل في دهاليز عوالم الفساد و الإدمان على تعاطي المخدرات فضلاً عن فقدان لكل القيم الاخلاقية و الانغماس في الفتن و مضلات الفتن و خاصة الطائفية المقيتة و هذا بدوره سيئول إلى نتائج عكسية غير متوقعة تفرض على الجميع أن يمارس دوره في إعادة ترتيب الاوراق و العمل المستمر في انتشال الواقع المرير و البدأ في عملية إعادة البناء المجتمعي لو صح التعبير وهذه المسؤولية الكبيرة تتطلب عقول ناضجة و تطرح أفكاراً بناءة تتكفل بقيادة الدفة بشكل صحيح و الوصول بالامة إلى بر الأمن و الامان ومن رحم تلك المعاناة خرجت ثلة من الشباب الواعي الناضج لينهض بأعباء هذه المَهمة الجسيمة و يقدم كل الرؤى و المشاريع الإصلاحية مستلهماً من ديننا الحنيف كل العزم و الاصول الهامة في خطوته الإصلاحية تلك، فهذه الشريحة الرسالية تمثلت في شبابنا الواعد قادة المستقبل و عنوان واجهة المجتمع و حملة قيمها الأصيلة النابعة من وحي و إلهام تعاليم الاسلام الشريف وهذا ما لمسناه حقيقة من خلال تتبعنا لما يصدر من هذه الشريحة المعطاء بعطاءها الايماني الذي يمتاز بعنفوانه الوسطي و نفسه الابية الاعتدالية فقد قدم كل ما من شأنه أن ينهض بالشباب و يفجر عن مكامن الطاقات الابداعية الكامنة في نفوس النقية من خلال طرق أبواب عدة وسائل كان آخرها استخدام الراب وبما فيه من وسيلة اصلاحية تنقل مشاعر و أحاسيس و حقيقة الحياة التي يعيش فيها الشاب المسلوب الارادة و المفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة، فالراب وكما معروف عنه أنه يُراد به إيصال رسالة إلى الرأي العام تنقل بين مضامينها حقيقة واقع كل مَنْ يطرق باب هذه الطور الإصلاحي قبل أن يُستخدم في غير ما وضع له، وبذلك فقد اتخذ من الشباب الواعد وسيلة للإصلاح و تغير مسار الامة و شبابها و انقاذهم من براثن الفساد و خطر المخدرات التي بدأت تنتشر اسره من انتشار النار في الهشيم، وهذا ما يحتم علينا أن نحمي أبنائنا و أشبالنا و حتى فيتاتنا من مساوء و مخاطر الانحراف الاخلاقي و التيه و الضياع و من خلال تحصينهم فكرياً و حثهم على الارتقاء بواقعهم عبر زيادة الوعي العلمي و الغوص في أعماق الوسائل الابداعية للخروج بأجمل ما فيها من مكنونات عالية الجودة و جديرة بأن تكون موضع اهتمام الشباب و الراب الاسلامي خير وسيلة لايصال حقيقة الاسلام و حقيقة انسانيته إلى كافة أرجاء المعمورة ؟

بقلم /// الكاتب احمد الخالدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here