بعد هزيمة داعش في الموصل ، أقدّم كنائس الموصل تغنّي للسلام بمشاركة مكوّنات نينوى تحت شعار …

قدّاس السلام في المدينة القديمة.

متابعة وتصوير – جميل الجميل

ضمن مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى ساهمت منظمة جسر إلى .. (UPP) الإيطالية بإقامة قدّاس السلام مع مجموعة من شباب نينوى في كنيسة مار توما في المدينة القديمة في قضاء الموصل صباح هذا اليوم المصادف 28 شباط 2019.

حضر القدّاس كرم الأعرجي قائممقام قضاء الموصل و راعي أبرشية الموصل وكردستان العراق وكركوك للسريان الكاثوليك المطران مار يوحنا بطرس موشي وراعي أبرشية الموصل وعقرة للكلدان المطران مار ميخائيل نجيب الدومنيكي والخور أسقف نويل القس توما وعدد من الكهنة والراهبات وممثّلي منظّمات المجتمع المدني وجمع غفير من المسلمين والمسيحيين والأيزيديين والكاكائيين والشبك والاكراد والعرب والتركمان.

بدأت فعاليات القدّاس بقراءة كلمة تمثّل شبيبة نينوى من قبل الناشط المدني مصطفى هشام أشار فيها إلى أنّ هذه المبادرة تهدف للسلام وحسن النية وتشجّع المسيحيين على العودة إلى ديارهم ومناطقهم التاريخية ، ومن ثمّ كلمة الأب بيّوس عفّاص شكر فيها المساهمين في دعم هذه المبادرة والحاضرين وأكّد بأنّ المواطن المسيحي يروّج للسلام من خلال حياته اليومية وهذه رسالة إلى أنّ تكون نينوى مدينة السلام ، وبعدها بدأت صلاة القدّاس بمباركة المطران مار يوحنا بطرس موشي بتراتيل شجيّة وعبارات مليئة بالطمأنينة وأجواء مضيئة بأنوار الشموع ومن فوق الخراب والركام أعلن المسيحيّون بأنّ مدينة الموصل جزء منهم ومن المكونات الأخرى.

قالت أم داني وهي مواطنة مسيحية من المدينة القديمة ” اليوم كانت فرصة مهمة جدّا وشعور لا يوصف أن أشارك أنا وأختي التي جاءت من السويد مؤخرا في قدّاس السلام في كنيستي التي كنت أرتادها ، ورسالتي من خلال هذا القدّاس هي أنّ التطرف والجماعات الإرهابية إستطاعوا أن يدمّروا الكنائس والبيوت لكنّهم لن يستطيعوا أبدا أن يدمّروا نسيجنا الإجتماعي ولن يستطيعوا أن يدمّروا وجودنا التاريخي في مدينة الموصل ومحافظة نينوى وفي عموم العراق ، ونحن باقون نعزّز السلام حتى يستقر بلدنا الجريح”.

وأكّد الخورأسقف نوئيل القس توما ” لا يمكن أن نحقّق السلام دون أن نعيشه ونؤمن به ، هذا القداس هو دلالة على أنّ المسيحيين يشكّلون جزءاً مهما من نينوى وثقلها التاريخي والحضاري ، كما أنّ هذا القداس وفي هذه الكنيسة هو دلالة على ثبات المسيحيين في أرضهم وتعزيز وجودهم والتشجيع على عودتهم “.

كما أشار الناشط المدني بندر العكيدي ” نحن ساهمنا في ترتيب وتنظيف وتهيئة أجواء القداس لنثبت بأنّ المسيحيّون إخوتنا ونحن شركاء معهم في الوطن والمحافظة والهوية الإنسانية ، وجاءت فكرة هذا القدّاس لتجشيع الإخوة المسيحيين للعودة إلى بيوتهم وممارسة حياتهم اليومية”.

وأعرب الناشط أركان كريم ” أنا كاكائي من قرية تلّ اللبن وفرحت جدّا بهذه المناسبة وتشرّفت للحضور إلى هذا القدّاس كونه قدّاس مهم بعد أن غابت نواقيس الموصل اليوم عادت مرّة أخرى”.

ببخور وشموع وأصوات الكاروبيم وبحّة (بارخمور وشبقونو ألوهو ديل )عادت الحياة إلى كنيسة مار توما وإحتفلت النواقيس وهي تدقّ صهيلها مرّة أخرى.

وكاتدرائية يعود عمرها إلى القرن الأول الميلادي ، زارها مار توما الرسول ، وكانت منزلا لأحّد المجوسيين حتى أصبحة كنيسة مسيحية ، إستخدمها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) كمقّرا له في ممارسة أعماله الإرهابية وهدّم أجزاء منها وسرق كافة المخطوطات والأدوات التراثية الموجودة هناك.

تعرّض مسيحيّو الموصل بعد عام 2003 إلى عدّة هجمات من قبل تنظيم القاعدة من إبتزاز وخطف وقتل وتهجير والإستيلاء على عقاراتهم ، وبعدها أكمل تنظيم داعش عملياته الإجرامية بحقّهم وهجّرهم من بيوتهم حتّى إستطاع أن يفكّك النسيج الإجتماعي في نينوى.

كاتدرائية مار توما أو كنيسة مار توما (بالسريانية: ܥܕܬܐ ܕܡܪܝ ܬܐܘܡܐ ܫܠܝܚܐ)، هي كنيسة سريانية تقع في حي الساعة بمدينة الموصل. تعتبر أقدم كنيسة في الموصل كما كانت مقرا لإقامة البطاركة السريان في المدينة سابقا.

جدير ذكره بأنّ مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى بمرحلته الثانية قد إنقسم إلى قسمين : القسم الأول هو إعادة وتأهيل مجموعة من المدارس في محافظة نينوى وبناء قدرات الكادر التربوي وإقامة فعّاليات تعزز السلام مع الطلبة، والقسم الثاني بدأ ببناء قدرات نشطاء المجتمع المدني في مواضيع عديدة وتنمية قدراتهم ليكونوا وكلاء السلام في مدنهم ومانعي الصراعات ، وسيشمل عدّة أنشطة وفعاليات وحملات والعمل مع الإذاعات لبث برامج السلام ، والمشروع ممّول من الوزارة الفدرالية للتعاون الإقتصادي والتنمية وتنفيذ منظمة جسر إلى الإيطاليةUPP

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here