شهرزاد ترثي بغداد

——————————— بقلم : ضياء محسن الاسدي

(( أما آن الاوان لشهرزاد أن تستريح من سرد الحكايات عن الف ليلة وليلة لهذا المتجبر شهريار وهي تقف أمامه لتحكي عن بغداد القصص الجميلة وهو يتلذذ بمعاناتها وظلمه لها متى يقتنع بحبه اليها ويرحم هذا الصوت الحزين في كل ليلة وهي تسرد له حكاية جديدة وجميلة يطرب بها أذنيه ويثمل على صوتها المخنوق خوفا منه حتى صياح الديكة في الصباح . لقد أثقل عليك شهريار بغطرسته وجبروته وانت أمامه بجمالك وبهائك المعهود الذي يخرس الالسن ويذهل العقول بقصة أحداها أجمل من الاخرى يوميا حتى أنهيت الالف ليلة وليلة وسكت صوتك عن الكلام المباح وآليت على نفسك ألا أن تروي قصصا عن شقيقتك في الهم والغم والمعاناة بغداد ملهمتك الجميلة وعروسة الشرق والغرب وقبلة العالم وحاضرة التأريخ بعدما خذلها الاخرون من أصدقائها وعشاقها وزرعوا فيها الحزن والاسى والخيبة والجراح بسيوف ندمائها بتواطيء من شهريار وخيانته لحب بغداد . لهذا سيدتي شهرزاد عليك أن تكملي بعد الالف ليلة ليال أخرى ترثي فيها بغداد الحزن وموت قلبها الدافيء الحنون على يد ظالميها وحاقديها وأن لا يسكت صوتك كل نباح الاعداء ونواح المتباكين عليها حتى تستعيد بغداد عافيتها من جديد لتروي عنها قصصا عن جمالها وروعتها وحنانها لعاشقيها )) بقلم : ضياء محسن الاسدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here