طريق للشباب (حلقة ثقافية) الادب المتصل (اقتباس)

د. رضا العطار

من التعابير الجديدة التي تحمل معنى موقظا هذا التعبير الذي شاع في فرنسا حديثا، وهو قولهم (الادب المتصل) او (الادب المرتبط). والمعنى المقصود ان الادب يجب ان يتصل بالمجتمع، يعالج مشكلاته بل ينغمس فيها، وان الادب يجب ان يكون مكافحا يدرس المجتمع ويعرض لعيوبهويدعو الى التغيير والتطور، فليس الاديب هو الذي يؤلف كي يسلي ويسري على قرائه همومهم في الخيال الرائع والكلمات العذبة، وانما هو ذلك الذي يحملهم على الاهتمام ويخز ضمائرهم بل يعذبهم حتى يثير وجدانهم الى المساوئ الفاشية وحتى يحسوا تبعاتهم فيهبًوا الى العمل للاصلاح.
وهذا المعنى هو الذي فهمه ادباء فرنسا حين رحلوا الى اسبانيا مقاتلين للدفاع عن الحرية ضد الدكتاتورية في الماضي القريب.

وقد درس الكتاب الفلسفيون قوة الارتباط بين الفلسفة والمجتمع بل كذلك فعل رجال الدين، كما سنرى في اوربا وفي الولايات المتحدة فيما بين 1922 ـ 1932 في منع الخمور. ومع ان التجربة اخفقت، بعدما اذنت الحكومة بصنع الخمور وبيعها.

وخلاصة القول: ان الفلسفة والادب والدين جميعها تتجه في الاقطار المتقدمة الى وجهة الارتباط بالمجتمع، وتعد اصلاح هذا المجتمع غايتها. ولهذا فإن الاديب والسياسي ورجل الدين يعدون مكافحين للاصلاح، وهم على استعداد ليشتركوا وينغمسوا في جميع الحركات الشعبية التي تهدف الى الخير والرقي.
وسجل القرن العشرين يكشف لابنائه بان الادب لم يعد لهوا، كما لم تعد الفلسفة والدين يتيها في الغيبيات والطلسمات.

· مقتبس من كتاب طريق المجد للشباب لمؤلفه الموسوعي سلامة موسى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here