تحسسوا أنوفكم .. واسألوا أنفسكم: كم من الأشياء تم قطعها منكم ؟

علي المسعود

قرأت حكاية فيها عبرة ومغزى وانا من المولعين بمثل تلك القصص لانها تحمل الكثير من القيم و المواعظ وتصلح لكل زمان , تقول الحكاية ياسادة ياكرام :

يروى أن حاكم إحدى البلاد البعيدة أصابه مرض خطير فلم يجد الأطباء لعلاجه سوى قطع أنفه، استسلم الحاكم لأمر الأطباء وقاموا بإجراء اللازم .. وبعد أن تعافى ، ونظر إلى وجهه البشع دون أنف، وليخرج من هذا الموقف المحرج، أمر وزيره وكبار موظفيه بقطع أنوفهم، وكل مسئول منهم صار يأمر من هو أدنى منه مرتبه بأن يقوم بقطع أنفه إلى أن وصلت كافة موظفي الدولة وكل منهم عندما يذهب إلى بيته صار يأمر زوجته وكل فرد من أهل بيته بقطع أنفه. مع مرور الوقت صار هذا الأمر عادة، وجزء من ملامح أهل هذه البلدة .. فما أن يُولد مولود جديد ذكر أو أنثى إلا ويكون أول أجراء بعد قطع حبله السري هو قطع أنفه،بعد سنوات مرّ أحد الغرباء على هذه البلدة وكان ينظر إليه الجميع على أنه قبيح وشاذ لأن له شيء يتدلى من وجهه .. هو أنفه السليم !! فبحكم السلطة، وبحكم العادة التي صارت جزءا من شكل هذا المجتمع الصغير ، وهذه البلدة النائية : صار الخطأ صواب .. وصار الصواب خطأ. فطفقوا يضحكون عليه وعلى وجود أنف على وجهه … يا للهول انظروا إلى هذا الكائن الغريب الشكل ذو الأنف !! هكذا قال أغلب الناس ،،،، سبحان الله نسوا أنهم أصحاب أنوف

أتدرون ما اسم هذه البلاد ؟؟ ومن هو الملك ؟؟ ومن هم أهلها … ؟؟؟

سااخبركم عن بلد حلم ابنائه بالحرية و الامان و السلام و العيش الرغيد بعد جعل منه الحاكم الرعديد الظالم سجنا و من اغلب أبنائه قتلى و اسرى و معتقلين , فرح أهل البلد حين سقظ الحاكم في الحفرة وأقتيد كالجرذ الى المحكمة ولكن ياحسرة وياخيبة و بالذين أتوا من بعده؟. عصابة من لصوص وفاسدين و مزورين ورجال دين دجالين نهبوا المال العام و افقرت البلاد و العباد وصار ابناء البلد أما مهاجرين أو مهجرين أو أرامل أو يتامى أو سكنة المقابر , والسارق في هذه البلاد حقوقه فوق حقوق من سرقه و القاتل حقوقه فوق حقوق ضحيته !! لان من يشرع القوانين سراق وقتلة ويحميهم قضاء مثلهم فاسد . في تلك البلاد لايجوز ياسادة ياكرام سجن السارق لان ذالك مخالف للحريات بينما القانون و الاعراف و الشرع يقول السارق مجرم يستحق العقاب وعلية اعادة المال المسروق لانه سرق لقمة من فم الفقير, في هذه البلاد القاتل او الفاسد اما ان يهرّب خارج البلاد قبل صدور الحكم بحقه او يطلق سراحه القضاء الاوطأ و ليس الاعلى فاسد و لان المال الحرام فوق كل شي . والعجيب إن المتورطين كلهم يدعون الطهارة والتقوى والاسلام وحب آل البيت ،

ويذرفون دموع التماسيح على قبور الائمة ،وهم يمارسون اشنع الافعال تحت ستار الاسلام !!.

أتدرون ما اسم هذه البلاد ؟؟ ومن هو الملك ؟؟ ومن هم أهلها … ؟؟؟

هل فقدنا أنوفنا ؟ كم من خطأ أعتدنا عليه وصار أصوب من الصواب .. وندافع عنه لأنه من عاداتنا؟

تحسسوا أنوفكم … تحسسوا عقولكم … واسألوا أنفسكم: كم من الأشياء تم قطعها منكم ؟؟؟.

لنستعيد سوياً حاسة الشم والتفكير .

علي المسعود

المملكة المتحدة

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here