بعد فشلها في الحب.. تتخلى عن طموحها إرضاءً لشقيقها الملك

الأميرة التي تخلت عن العرش من أجل الحب، وتعود إلى الحكم من أجل التضحية لتايلاند

يمكن وصفها بالأميرة المتمردة، التي تخلت عن التاج الملكي وضحت بمزايا بريق الانتماء العريق للطبقة النبيلة؛ مفضلة مخالطة عامة الناس والزواج من أمريكي غريب، بعد قصة غرامية حارقة أسرت وجدانها، وبعد عقود من القطيعة حاولت الأميرة «أوبولراتان»، الشقيقة الكبرى لملك تايلاند، الترشح لرئاسة حكومة بلادها، خلال الانتخابات المقبلة المقررة شهر مارس المقبل؛ رافعة تحدي المنافسة الشرسة مع رئيس المجلس العسكري الحاكم، لكن شقيقها الملك «ماها فاجيرالونغكورن» رفض ترشحها، على خلفية أن الأسرة المالكة لم تنخرط يوماً في السياسة؛ لذا جنحت لرغبته وانسحبت من السباق السياسي في صمت.. إذاً من هي الأميرة التي فقدت تاجها.. لكنها خطفت حب شعبها فوصفها بالزعيمة السياسية القوية؟

الرياضية المحترفة
بالفعل استجابت الأميرة «أوبولراتان» لرغبة شقيقها وتنازلت عن طموحها السياسي، بعد أن سحبت أوراق ترشحها حسب ما كشف عنه حزب «تاي راكسا تشارت»، الذي قام بترشيحها، وجاء ذلك لينسف كل ما خططت له الأميرة التي تبلغ من العمر 67 عاماً، والمولودة بمدينة لوزان السويسرية، وحرمانها من العودة إلى قيادة بلادها تايلاند، من خلال منصب رئيس الوزراء، بعد أن ضحت في السابق بلقبها الملكي من أجل شاب أمريكي أحبته بقوة وارتبطت به في عام 1972، لكنها انفصلت عنه عام 1998، وقررت بعد ثلاث سنوات العودة إلى تايلاند، وجاء ترشحها بمثابة المفاجأة الكبيرة التي أثارت جدلاً كبيراً؛ خاصة أنه لا أحد من العائلة الملكية سبق له الترشح منذ ميلاد المملكة عام 1932، وتوصف «أوبولراتانا» بالمثقفة من طراز رفيع، والرياضية المحترفة، وكذا الممثلة والمغنية والجذابة التي تختلط بعامة الناس، ولم يشك أحد بأنها ستميل في يوم ما إلى السياسة، التي لم تكن من اهتماماتها؛ كونها اشتهرت طيلة حياتها بالدفاع عن السينما التايلاندية في مختلف مهرجانات العالم.

التصميم على التضحية
في ظل المفارقات المسجلة، كانت حظوظ الأميرة المتواضعة للظفر بمنصب رئيس الوزراء في تايلاند كبيرة؛ فهناك من وصفها بأنها «الخيار الأفضل» لهذا المنصب، في حين أن هناك من لم يُخفِ تخوفه من كونها لم يسبق لها من قبل ممارسة السياسة، وكانت «أوبولراتانا» عبر حسابها على موقع إنستغرام، قد التزمت بالتضحية من أجل قيادة بلدها نحو الازدهار؛ حيث كتبت معترفة ومتعهدة: «.. تخليت عن لقبي الملكي وأعيش كعامة الشعب، كمواطنة عادية بالمعنى الدستوري.. أعمل بصدق، وأنا مصممة على أن أضحي من أجل قيادة تايلاند إلى طرق الازدهار..»، وما تجدر إليه الإشارة، أن الأميرة أكلمت تعليمها بمعهد «ماساتشوستس» للتقنية في الولايات المتحدة، ويذكر أن ملك تايلاند «ماها فاجيرالونكورن»، الذي سوف يتوج في أوائل شهر مايو القادم، أعاد تشكيل المؤسسات الملكية منذ وفاة والده في عام 2016.

تحيا الرشيقة
صحيح أن الأميرة المحبوبة من طرف التايلانديين لم تستعد لقبها الملكي، لكن شعب بلدها يكن لها حباً عميقاً واحتراماً كبيراً؛ لأنه لم يتوقف عن معاملتها مثل بقية أفراد العائلة الملكية؛ بل يصفها الكثير منهم بالزعيمة التاريخية القوية، والشخصية النسائية القوية التي لا تقل شأناً ووزناً عن الزعيمات في العالم؛ خاصة أنها ترفض التركيز على لقبها الذي سقط منها؛ بل على شخصيتها وتستحسن استبدال لقب الأميرة بالرشيقة أو «تحيا الرشيقة»، وفوق ذلك تحترف بشغف العمل الخيري والإنساني، ولعل أبرز ما عانت منه هذه المرأة القوية في حياتها، وفاة أحد أبنائها الثلاثة في كارثة تسونامي عام 2004.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here