آيدلوُجية ألّراب ألمهدوي الإسلامي.. وَاقعٌ وسُلوك مَعرفي إنساني

سلام الساعدي
قبل الخوض في هذه الاحادية ( الراب) الحديثة العهد في مقام “التنوير ” من حيث ارتباطها بموروث ديني عقائدي( الاسلام والمهدي ) لنتعرف اولا عن هذه الايدلوجية ومدى ارتباطها بالدين لتصبح ثنائية في قالب واحد متماسك ، يجب ان نجد ونبحث عن جغرافية القبول في مساحة المجتمع لهذه (الفكرة او الايدلوجية) الشعائرية وإضفاء المشروعية المقدسة ومن يتبناها ان كانوا افرادا او جماعات من خلال ممارسات وطقوس يخوضها الفاعل (صاحب الفكرة) فانه يختبر فهمه وطريقته بهذه الايدلوجية ليقوم بعد ذلك المؤمنين بها سمعا وطاعة بألباسها حروف وكلمات جديدة تُفسر تفسيرا واقعيا حركيا لإيصال ما يؤمن به ( صاحب الفكرة) للمجتمع من افكار وتصورات وكل ما يعتقد به من شرعية تؤكد له هويته الدينية من جهة بأستعمال الادوات المادية للدفاع عن تلك الهوية من جهة اخرى والكاشفة عن خطابه بهذه الادوات لمختلف الجغرافيات الدينية الاخرى وازمنتها وتبعا للتطور الذي يصل اليه المجتمع ومختلف المستويات العقلية واتجاهاتها ان كانت مادية او طقوسية دينية ..
لهذا طرحت المدرسة التجديدية للسيد الصرخي ايدلوجية تؤمن بها كفكرة نافعة ، متَزنة لإنشاء مجتمع فاضل ولو بنسبة مقبولة فمن المحال ان تصلح مجتمع كامل عاش لالاف السنين مختلفا ومشرذما فكريا وعقائديا في مساحة زمنية قصيرة وبايدلوجيات متنوعة ومخالفة ، وايدلوجيات متعددة ..
ففرض ايدلوجيته باستعمالات وطرق تحاكي وتستنطق الفهم الانساني المعاصر لما يؤمن به
إحقية قضيته في الاعتدال والوسطية والاخلاق ويترجم لغته الدينية بهذه المفاهيم لما تراها مناسبة عما يبحث عنه المستفهمون والباحثون وينشر رسالته التي يعتقد بها ،وإعادة انتاح الموروث الديني بلغة العصر المفهومة ، وقد نجح بالفعل في هذا المضمار وسوّقَ قضيته بنجاح ،واستقطب الكثير من الاتجاهات المخالفة عندما رأو انةالفكرة الممزوجة مع الدين في هذا القالب الحديث قد دخلت في مطارح افكارهم وموائمة لمبادئهم..
ان الايدلوجية التي استخدمتها مدرسة السيد الصرخي الخارجة عن الدائرة الدينية المتشبثة بالماضي الكلاسيكي المطمورة في كهوف الصمت..! استهلت السفر بين افاق المجتمع المتمدن ليلقي اضلته القدسية والاخلاقية والعقائدية وينقل الدين من كونه ساكنا الى ظهور متحرك سيال في الزمن البشري الحاضر
فاطوار الراب والشور والبندرية وكل ايدلوجية تاخذ طابع ديني او عقائدي تخرج عن طابع النمطية والقراءات المغلقة هي عملية انفتاح معرفي على ابواب الحضارة وتفسير الدين برؤية واضحة لاتعني بالضرورة تغيير اصل النص المقدس الالهي بقدر ماهو رفع الواح تابوته المدفون في مقبرة الاساطير ..؟
من هنا بدات رحلة المدرسة التجديدية الصرخية لتناطح الاراء وتعزز الفكر الديني بفكر وثقافة ثورية والانفكاك من الالتصاق من النزعة النمطية للدين ، وتغيير مفاهم الدين الانساني انه تكوين الهي من الروح والفكر والعقل وليس دين عبودية فقط .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here