المفترونَ على أهلِ الحق في كلِ زمانٍ ومكان

الافتراء والبهتان هو اتِّهام المؤمن، والتجنّي عليه بما لم يفعله أو ليس فيه أصلًا، وهو أشدّ إثمًا وأعظم جرمًا من الغيبة، قال تعالى: (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا).

وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام): “الغيبة أنْ تقول في أخيك ما هو فيه، ممّا قد ستره الله عليه، فأمّا إذا قلتَ ما ليس فيه، فذلك قول الله: “فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا”.

كما أن اتّهام إنسان بريء يعتبر من أقبح الأعمال التي أدانها الإسلام بشدّة، وإنّ الآية المذكورة – بالإضافة إلى الروايات الكثيرة – توضح رأي الإسلام الصريح في هذا العمل.

الافتراء والبهتان “في الحقيقة هما أقبح خصال ، لأنهما بالإضافة إلى احتوائهما لمفاسد الكذب، فإنّهما يحملان أضرار الغيبة، وهما كذلك من أسوأ أنواع الظلم والجور، ولهذا السبب يقول النبي (صلى الله عليه واله): “من بهت مؤمنًا أو مؤمنة، أو قال فيه ما ليس فيه، أقامه الله تعالى يوم القيامة على تلٍّ من نار حتَّى يخرج ممّا قاله فيه”، وحقيقة الأمر، إنّ إشاعة مثل هذا العمل الجبان في أيّ محيطٍ إنساني كان يؤدّي في النهاية إلى انهيار نظام العدالة الاجتماعيّة، واختلاط الحقّ بالباطل، وتورّط البريء، وتبرئة المذنب، وزوال الثقة من بين النّاس.

ولا يخفى على المؤمنين أنَّ تلك الأساليب اتخذها أعداء أهل البيت (عليهم السلام) في القضاء عليهم وتسهيل الأمور لإقصائهم، إضافة إلى إنها من السبل المرشحة لكل أهل الباطل، فقد اتخذها معاوية في القضاء وتحشيد أهل الشام لقتل أمير المؤمنين علي (عليهِ السلام)

فحين وصل خبر استشهاد الإمام في مسجد الكوفة إلى مسامع أهل الشام أحدث صدمة لديهم فسألوا: وهل كان عليّ يصلي؟! مفاجأة أهل الشام بخبر استشهاد عليّ أثناء إقامته للصلاة مَردُّها إلى الحرب الإعلامية والنفسية التي مارستها ضدّه أجهزة معاوية إبن أبي سفيان حين صوّرت للناس أنّ عليّاََ كان طالبًا للسلطة مُريدًا للفتنة لا يأبه لأمور الدين ولا لشؤون الملسمين.

ولو راجعنا تاريخ مرحلة ثورة الأمام الحسين (عليهِ السلام) مراجعة موضوعية نجد أن الإعلام الأموي بمعية الفقهاء والوعاظ لعب دورًا كبيرًا في تضليل وتأليب الرأي العام ضد الحسين وحركته، ومن أخطر ما بثه الإعلام هو أن الحسين إنما خرج من أجل طلب الحكم والملك، ولم يكن من حقه ذلك لأنه خروج على الخليفة الشرعي يزيد بن معاوية، فهو بذلك خارجي يستحق القتل، وأنه شق عصا المسلمين، وخرج على إجماعهم، وأفسد أمرهم، وأثار الفتنة بينهم، وغيرها من الدعايات التي تم تسويقها بسيف الفتوى والقضاء، ولهذا وغيره اضطر الحسين إلى نفي تلك الشائعات ومواجهة الماكنة الإعلامية الأموية الشرسة بخطاباته قبل دمه الطاهر…

وكما هو الأمس نجد اليوم من سارَ على ذلك النهج الافترائي من ادعى أنهُ الحق وغيره الباطل، فقد وجدنا في الآونة الأخيرة ممن اتخذ تلك السبل الأموية وسيلة في القضاء على الصوت الإسلامي الحقيقي والذي دافع عن ما أتى بهِ رسول الله (صلى الله عليهِ وآلهِ) فوقف بوجه المشبهه والمجسمة لله (عز وجل) ودافع عن أهل التوحيد وعن محمد وآل محمد (عليهم الصلاة والتسليم)، لكن نجد من يتصيد بالماء العكر أمثال المدعو الشيخ “عمار شويلي” فقد نشر على صفحتهِ بأحد مواقع التواصل الأجتماعي فيديو يظهر فيهِ أحد أبرز مراجع الشيعة السيد الصرخي الحسني وهو يقول بأن ابن تيمية شيعي! لكن نجد في الفيديو الأصلي الذي اُستقطع منه المقطع سماحة السيد يُعري ابن تيمية من منهجه الإجرامي التكفيري التشبيهي المجسم المبغض لأمير المؤمنين (عليهِ السلام).

الفيديو الأصلي https://www.youtube.com/watch?v=e3gY…88&app=desktop

المقطع الذي افترى بهِ “عمار شويلي”

https://www.facebook.com/shaeek.amma…3535361720065/
سهير الخالدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here