الراب وسيلة ورسالة ..فلا تكن مغلوبا على عقلك

سليم العكيلي
كثيرة هي الحيل والاساليب والادوات والطرق التي يستخدمها الشيطان لايقاع الانسان في حبائله وشرائكه ومصائده ، وإن تزيين الاعمال السيئة للانسان فيجعله يراها حسنة ، هي من أخطر المصائد والشرائك أن وقع فيها الانسان لاسمح الله ، من حيث ان الشيطان قد جعل من ذلك الانسان مغلوب على عقله ، فيرى عمله على غير ماهو عليه ، فيصبح بعد وقوعة في المصيدة ، اداة ووسيلة وداعية لاسقاط غيره في نفس الشراك دون علم فيصبحوا سواء، قال تعالى ﴿ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 43] ﴿ وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [الأنفال: 48] ﴿ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴾ [النمل: 24] ، وهذا هو الخسران المبين ،من حيث ان الانسان يتعب بلا فائدة، ويسعى بلا أجر، ويعمل بلا مقابل ،فكم هو مسكين هذا الانسان ، وكم هو غير محظوظ ، وتحدث مثل تلك الامور نتيجة الابتعاد عن المنهج العلمي والشرعي والاخلاقي والمرتبطة بالنبي الباطني وهو العقل الذي عرف به الله تعالى ، وعرف به الحسن والقبيح والخير والشر وما ينفع الانسان ومايضره ، فاذا غلب على العقل فتكون هكذا نتيجة ، وهكذا خسران ، اذا فمن يملك العلم يظهره وخصوصا العلماء وبالاخص اذا ظهرت الفتن والبدع في المجتمعات لغرض معالجتها والوقوف بوجهها وتبيينها للناس لاجتناب الوقوع فيها ، وقد روي عن رسول الله ( صلى الله عليه واله ) ( إِذَا ظَهَرَتِ الْبِدَعُ فِي أُمَّتِي فَعَلَى الْعَالِمِ أَنْ يُظْهِرَ عَلِمَهُ ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ اجمعين ) اذا فاليظهر علمه ولم يطلب اظهار عواطفه أو ميوله أو رغباته ، واذا سكت فلا يخلو من أمرين أما هو بمثابة الامضاء والمشروعية ولا أشكال في العمل ، واما لاسمح الله انه اصبح مصداق لذلك الحديث ، فيكون ملعونا من قبل الله والملائكة والناس اجمعين ، ونحن نرى في هذه الايام ممارسة قد ظهرت في الاوساط الشيعية وفي المجال الحسيني وهي ظاهرة أو ممارسة الشعائر الحسينية بطور الراب الغربي بعد تحويله الى ( طور مهدوي حسيني ) وقد أحدثت هذه الممارسة الى أنقسام بين مؤيد ومعارض ، وباعتبارها من البدع والفتن والمساس بالشعائر الحسينية ، مع أن الممارس لها يرى فيها التطور والنهوض بالشعائر الحسينية وكيفية ايصالها الى دول العالم المختلفة ، ويملكون من الادلة العديدة على مشروعية ادائها وعدم حرمتها ، بينما تجد الطرف المقابل من بعض من تزين بلباس الدين وبعض الجهلة والمتعصبين ، لايملكون من الادلة سوا الميول والرغبة والعاطفة ، مع العلم انهم يرون الامضاء وعدم الاعتراض من قبل العلماء على ذلك ، ومن هنا ننصح جميع اخوتنا المؤمنين بأن لايجعلوا من المنابر ومحطات التلفاز والمجالس الحسينية وغيرها مصدرا للتشريع والافتاء ، وليعلم الجميع أن خطر الاعلام المزيف هو سيف بوجه جميع المصلحين والعلماء الربانيين ، وكذلك سوف يكون بوجه الامام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف ) .

راب مهدوي اسلامي || لا خمور ولا هروين || أداء :مسلم الحريشاوي || كلمات : عباس السبتي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here