تجارة المخدرات اسبابها وتاثيرها ومعالجتها

موضوع فيه نسبة كبيرة من الخطورة والضرر المادي والمعنوي على الشعب العراقي فقد انتشرت في السنوات الاخيرة وبصورة ملفتة للنظر ظاهرة انتشار تعاطي المخدرات وبطرق متعددة اما عن طريق الحبوب الدوائية او عن طريق تناول الأركيلة بالمعسل المخدر وهي الطريقة الاكثر انتشارا الان او عن طريق الحقن المباشر بالإبر او غيرها ,ولو تأملنا ما يجري في المقاهي والتجمعات الشبابية في اغلب مناطق العراق لاكتشفنا هذا الامر ولاحظنا تصرفات المتعاطين كيف تكون غير منضبطة وفي اغلبها التعدي على حريات وحقوق وممتلكات الناس.
ثم الذهاب بالمتعاطي الى الامراض الخطيرة كالدهان والسرطان وفقدان الوعي ,هذا يجري على مرأى ومسمع الحكومة والتي تعلن بين فترة واخرى عن ضبط كميات من المخدرات او الحبوب قادمة من الشرق او الغرب ولا رادع لها بل هناك من يدعمها ويغذيها من الطبقة السياسية الحاكمة ,ايضا ساعد في هذا الامر. كذلك غياب الوعي الاجتماعي والديني من خلال غياب المؤسسات التربوية والتوجيهية الصحيحة والتي من واجبها ابعاد الامراض الاجتماعية عن البلد ,كذلك عزوف المثقفين عن مناقشة هذه الظاهرة الخطيرة وانشغالهم بالتناحرات السياسية بل واصبح بعضهم يعتاش على عمق الخلافات السياسية ليتصدروا واجهات الفضائيات في التحليل والمتابعة وهذا ما يعود بالفائدة المالية لهم ,ايضا ابتعاد قسم كبير من المؤسسة الدينية عن النصح والارشاد الحقيقي بهذا الشأن وتحويل المنابر الروحية الى منابر سياسية خالصة وكل يتحزب لطائفته او حزبه او كتلته تاركين الشباب يذهب الى المجهول الخطر ,ايضا هنالك الارادة الدولية والتي تعمل بقصد لإذكاء وتقوية هذه الظاهرة غير الاخلاقية ليضيع المجتمع حتى تستطيع السيطرة عليه من جميع الجوانب ,فلا يمكن لنا ان ننسى شبكات المخدرات التي كانت تدخل العراق سابقا والتي كان يلقى القبض عليها وينفذ بها حكم الاعدام وفي اغلبها من دول اوربية واسيوية معروفة جدا .
اليوم انا اطرح هذه القضية وكلي امل في الالتفات الى معالجتها وعلى مختلف الجوانب فالبعض يتحجج بان الشباب ومن كثرة عنصر البطالة يلجؤون الى هذا الاتجاه لينسوا ويتناسوا آلامهم وتعبهم ,كذلك فشل الشباب في المدارس يؤدي بنسبة كبيرة الى هذا الطريق كذلك التخمة من الاموال غير المشروعة وفي اعمار صغيرة او اهمال من الاهل الاغنياء وتركهم ابناءهم بلا متابعة وقيود ,هذه كلها حجج واهية غير مقنعة لأننا ابناء مجتمع شرقي لديه نسبة من التدين والعادات القبلية التي ترفض الاساءة الى الناس وحري بنا ان نعكس صورة سليمة لمجتمعنا ونكون سفراء جيدين لوطننا , الاهم في هذا يجب ان تكون وقفة حقيقية من الدولة ازاء هذا المرض الخطير وان تحاسب وتدقق وتفتش القادمين من الخارج وان لا تفسح المجال لدخولها الى العراق الا لأغراضها الانسانية وبالضوابط المعمول بها وان تكون عقوباتها بحسب الضرر من الظاهرة نفسها.
ان ترك الحالة تستشري وتقوي سيؤدي الى ضياع كل القيم الاصيلة ودخول ممارسات جديدة الى المجتمع لم نألفها ونعرفها سابقا .
ان تكاتف الجميع من ابناء البلد للوقوف بوجه هذه الظاهرة وغيرها هو المطلوب لحماية العراق وابعاد الشر عنه ,واكثر الناس مطالبة في الموضوع بعد الحكومة هم طبقة المثقفين في ان يلعبوا دورهم في توعية الناس وبيان خطورة الظواهر المنحرفة على المجتمع من خلال الندوات الفكرية او الكتابة باستمرار عن هذا الموضوع وتفرغ المؤسسات جميعا لحماية ابناءنا من الانحراف والضياع.
قاسم محمد الحساني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here