إيهاب المقبل
يعتبر نهر الغانج في شبه القارة الهندية أقدس نهر بالهندوسية، حيث ينزل الحجاج الهندوس للاغتسال في النهر عند بزوغ الشمس وهم يرددون (المجد لأمنا گانگا). وعلى الرغم من كونه مقدسًا للغاية في الهندوسية، إلا انه لا يوجد شيء لا يتم رميه في النهر، فهو يُعد من الأنهار الأكثر تلوثًا بالعالم.
يمكن للشخص رؤية في النهر مياه الصرف الصحي والأكياس البلاستيكية والزجاجات والفضلات الصناعية والنفايات البشرية والمواد الكيميائية وروث البقر وبقايا الأصنام وجثث الحيوانات وكذلك الجثث البشرية المتحللة! في حين يفضل العديد من الهندوس الاستحمام لاوقات طويلة في نفس مياه النهر طلبًا للنظافة والطهارة! وبسبب قذارتهم ونفاقهم الديني يتعرض الهندوس دائمًا للسخرية والإحراج من شعوب البلدان الأخرى.
وقبل نحو أربعة سنوات شاهد السياح نحو ١٠٠ جثة لأطفال ونساء ورجال هندوس في الروافد الضحلة لنهر الغانج. والصدمة الاخرى التي تعرض لها السياح عندما شاهدوا الكلاب والطيور تتغذى على هذه الجثث المتحللة. وكان سبب دفن هذه الجثث في مياه النهر هو لعدم تحمل الناس رؤية ابنائهم وابائهم واقاربهم يحرقون بالنيران، فحرارة النار في الهندوسية هي المطهر النهائي للروح بعد الماء. وحرق الجثث تقليد وثني قديم ينتشر في الهند والنيبال واليابان وبريطانيا والمانيا والسويد والدنمارك وفرنسا وغيرهم من الدول الاوروبية، وهذا تقليد باطل لان الأصل تكريم الإنسان في الموت عبر دفنه بإنسانية، قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ)، الإسراء: ٧٠.
انتهى
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط