شهيد المحراب مشروع ونهج

شهيد المحراب كان مدرسة انسانية لخلق انسان حر ومستقيم لهذا كان هدفه الغاء النزعات والاعراف العشائرية والطائفية والعنصرية فكانت اول خطوة خطاها في هذا الشأن هي وحدة العراقيين جميعا وحدة المسلمين وحدة الاحرار من كل بني البشر بكل طوائفهم فكان من المساهمين الأساسين في تأسيس المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية لانه يرى وحدة المسلمين وفق خطة ونهج الاسلام نصر كبير لكل المظلومين والمحرومين في كل مكان من الارض وتنفيذا لرسالة الله سبحانه وتعالى التي بعث بها الرسول الكريم رحمة للعالمين نصرة للناس اجمعين بكل الوانهم واطيافهم ومعتقاتهم وتنقية للاسلام من كل الشوائب التي لصقت به خلال سيطرت الفئة الباغية التي استسلمت ولم تسلم واخذت تكيد للاسلام سرا ومن قبل مجموعات لم تكن بمستوى الاسلام ولم ترتفع الى مستواه بل انزلته الى مستواها وطبعته بطابعها وهكذا افرغته من قيمه الانسانية السامية النبيلة

فكان يرفض الطقوس الدينية التي تبعد الانسان عن المساهمة في بناء الحياة وعن اخيه الانسان بل يرى مهمة المسلم والاسلام اقامة العدل وازالة الظلام والا لا اسلام ولا مسلمين فكان يرى الفقر كفر الظلم كفر الجهل كفر فكان صوت العراقيين بكل اطيافهم والوانهم واعراقهم وخاصة الفقراء والمظلومين والمحرومين وهذا يعني بداية حركة حرة انسانية وصوت حر انساني يهدد اعداء الحياة والانسان ليس في العراق وحدة بل في المنطقة العربية والاسلامية والعالمية لهذا شعر اعداء الحياة والانسان بالخطر خاصة بعد الاطاحة بنظام الشاه في ايران وانتصار الصحوة الاسلامية واصبحت قوة في صالح الشعوب الحرة المحبة للحياة والانسان بعد كانت ايران في زمن الشاه ا قوة ضد الشعوب المتطلعة للحرية والتي تسعى لنشر السلام وبناء الاوطان وسعادة الشعوب

لهذا اعلن الحرب على الجهل اولا ونشر الثقافة الاسلامية الانسانية التى هدفها تحرير العقول فما اصاب المسلمين من ضعف وهوان الا نتيجة للجهل الذي فرضه اعداء الحياة من الحكام الطغاة الذي سهل لهم احتلال عقول المسلمين وبالتالي فرض العبودية والوحشية عليهم فقام بأنشاء المكتبات في كل مكان من العراق ودعا العراقيين الى القراءة الى الاطلاع على كل شي تكون شي هذا هو شعاره كان يتألم وهو يرى تفشي الجهل بين المسلمين ويقول اليس العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة لا تقل عن فريضة الصلاة والصيام بل لا تصح اي فريضة بدون المعرفة والعلم ومن اهتمام الرسول الكريم بالقراءة والكتابة انه طلب من بعض اسرى اعداء الحياة ان يعلم كل واحد منهم عشرة من المسلمين مقابل اطلاق سراحهم حتى انه لم يطلب منهم اعتناق الاسلام كما كان الامام علي يصرخ اعقل الناس من شارك الناس عقولها اي من اطلع على افكارها وجهات نظرها من هذا المنطلق انطلق شهيد المحراب في صحوته الثقافية تحرير عقول الناس من خلال العلم والمعرفة ومن هنا بدأت وحدة المسلمين ومن هنا بدأت انطلاقتهم وصرختهم المدوية هيهات منا الذلة والله لم ار الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما كانت بحق تجديدا لصرخة الحسين في كربلاء ضد اعداء الحياة والانسان

فصرخة الحسين لم تستهدف قتل الآخر ابدا بل كانت تستهدف قول كلمة الحق مهما كانت نتائجه لهذا لم ولن تمت هذه الصرخة بل تبقى خالدة ولم ولن يخمد ضيائها بل تزداد سموا وتألقا بمرور الزمن وهذا ما تحقق في ثورة الشعب الايراني والشعب العراقي فكان شهيد المحراب لا يهمه ولا يخيفة وحشية اعداء الحياة صدام وزمرته ولا يهمه عدد ما حوله من انصار ومؤيدين المهم انه يقول كلمة الحق بوجه اعداء الحق

ومن هذا يمكننا القول ان القيم الانسانية تنتصر لا بقدر ما يقتل انصارها من الطرف الآخر وانما بصير وتضحيات وتحديات انصارها وقول كلمة الحق فالجهاد ليس غزو الأخرين وسبي نسائهم ونهب اموالهم وذبح شبابهم وفرض الاسلام بقوة السلاح بل الجهاد قول كلمة الحق بوجه سلطان ظالم فاسد والشهيد من يقول تلك الكلمة فيقوم الحاكم الظالم بقتله من هذا المنطلق انطلق شهيد المحراب في صرخته ضد الظلم والظالمين ضد الفساد والفاسدين والتف حوله الصادقين المخلصين اصحاب العقول الحرة المتنورة وفعلا تحقق للعراق وكل ابناء المنطقة بداية جديدة للقضاء على الطلم والظالمين وتحرير العقول من العبودية

فشعر اعداء الله والحياة والانسان بالخطر لهذا وحدوا انفسهم واعلنوا الحرب على محبي الله والحياة والانسان فجمعوا كلابهم الوهابية المسعورة ودربوهم وسلحوهم وارسلوهم الى العراق لافشال مشروع ونهج شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم ولكن السيد شهيد المحراب اصر على نجاح مشروعه ونهجه وهو السير في التقارب بين المذاهب الاسلامية والدعوة اولا على وحدة العراقيين وخلق دولة حرة يختارها الشعب بحرية تضمن لكل العراقيين المساواة في الحقوق والواجبات وتضمن لهم حرية الرأي والعقيدة

فكان مشروع نهج شهيد المحراب يرتكز على الاسس التالية

اولا وحدة العراقيين ووحدة المسلمين ووحدة الاحرار من كل بني البشر

ثانيا القضاء على الجهل والامية ونشر العلم والمعرفة واعتبار ذلك فريضة اسلامية وتحرير العقل من اي نوع من انواع الاحتلال

ثالثا تنقية الاسلام من كل الشوائب التي خلقها اعداء الحياة التي حرفت المسلمين عن الطريق الصحيح وعن الهدف السليم

لهذا توحدوا اعداء الحياة والانسان من الكلاب المسعورة الصدامية والوهابية ال سعود وال نهيان وال خليفة وكلابهم المسعورة وتحالفوا واعلنوا الحرب على السيد محمد باقر الحكيم ومشروعه وعلى كل من ايده والتزم به وفعلا تمكنوا من ذبح السيد محمد باقر الحكيم لكنهم ذبحوا انفسهم من حيث لا يدرون

السؤال المطروح اين مشروع ونهج الشهيد محمد باقر الحكيم هل الذين حلوا محل شهيد المحراب سائرون على ذلك النهج متواصلون لتنفيذ المشروع ام تخلوا عن النهج والمشروع وجعلوا من النهج والمشروع وسيلة لتحقيق مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية

هل يدركون الذي ذبح الحسين وذبح محمد باقر الصدر وذبح محمد باقر الحكيم انهم ذبحوا اجسادهم فقط في حين ارواحهم بقيت خالدة تزداد سموا وتألقا بمرور الزمن فالذي يقتل ارواحهم هم الذين يتاجرون بأرواحهم وقيمهم

هل يعلمون ام لا يعلمون

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here