شهيد على ابواب السماء.

علي الحسيني.
إهداء الى سفير السلام، يا قربة اريق ماءها قبل ان تسقي ظمأ العراق، يا بيرقا لم تجد له الارض مكانا، فوهبتهُ قربانا للسماء، سقط شهيدا فاحتضنته الجنان، فتقبله الله بقبول حسن، ولم يزل نهرا ونخلا للعراق يؤتي أُُكُلَهُ كل حين.

تناثر شهيدا ليكن غيثا يروي تربة وطن، لطالما كان يملؤه الحنين لها، بعد عذاب الغربة وطول الاشتياق، ابعدته الايام بقساوتها، ليعيش غريبا يحن الى الغري وساكنيها، فاصبح بعيدا عن عشقه الابدي، الشهيد الحي السيد محمد باقر الحكيم، في الاول من رجب فقدناه قائدا، سقط على باب مدينة علم الرسول، ليكن في المحراب شهيدا، وعلما من أعلام آل الحكيم الكرام، هذه العائلة التي تزاحمت بأسماءها لوحة الشهداء، لتصبح عنوانا لوطن جريح.

كما قال امير المؤمنين علي عليه وآله افضل الصلاة والسلام، اذا قصرت يدك عن المكافأة فأطل لسانك بالشكر، فأن تكن قد قصرت ايادينا، عن مكافأة آل الحكيم، فلم نرد لهم الجميل، ولم ندفع عنهم القتل والتشريد، ولم نضحي لأجلهم كما ضحوا هم لأجلنا، فعلى اللسان ان لا يجف من ذكرهم، وعلينا ان نشكرهم بكل مجلس، ولتنزف اقلامنا بفيض عطائهم، لهم جزيل شكرنا واحسن ثناؤنا، فقد ثَرَّت السحابة غزر ماؤها، ولم تبخل بشيء منه، فهم السحابة والنهر والنخيل.

تحيا ارض العراق بنهري دجلة والفرات، فيبثان فيه الروح والحياة، لتخضر أرضه وينتشر خيره، فأصبح يدعى ارض السواد، لكثرة ظل بساتينه المنتشرة على طوله وعرضه، فلهما الفضل الكبير على هذا الوطن، فهما قلبا للعراق ينبض بهما، فكما كان الفراتين روح للوطن، فأن الشهيد الحكيم قد رسم لوحة الحياة، فكان بحرا زاخرا تعيش به بلادي، اشرق قمرا بعد طول غياب، وما كان اقصر عمره، يحن له النجف وروح له في كربلاء، ويفتخر به الجنوب فقد مر من خلاله، عائدا لأرض الوطن، وتسهر بغداد تبحث عنه خائفة، فقد سرقها من بعده الفاسدون، ويبكي عليه الشمال فقد اراد ابعاده عن اصله الطامعون.

يا سيدي لم يأتك الموت بل هي من ارادتك الشهادة، واختارت ان تكون قتيل على ابواب علي عليه السلام، فلم يمت نهجك بل انتثر مع اشلائك، كأنه تزود من معين علي، وانطلق باحثا عن بقايا وطن، قد مزقه البعث اللعين، هل اقول فيك شهيد المحراب، ام بعدك اصبح المحراب شهيد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here