ايحاءات يوم الشهيد

محمد جاسم
المناسبات التي تحمل ابعادا وجدانية في ضمير الأمة لها دلالات، تتبياين في انعكاساتها، على الفكر لوجود تداخل في مجالات الحياة المختلفة ٠
يوم الشهيد العراقي يختلف هذا العام عن الأعوام السابقة، لكونه يأتي بعد مخاض سياسي عسير، انقلبت فيه الموازين لصالح القيم، بعد سقوط الأقنعة، وانكشاف زيف الشعارات، وجلوس أصحاب الخصومة المفتعلة على طاولة واحدة، بعد ان ذهبت الدماء، واستبيحت الحرمات، وهدمت المؤسسات، والبيوت على ساكنيها، فكانت ردة الفعل الشعبية عبر رسالة يوم الشهيد العراقي٠
قد بعث الحكيم بعدة رسائل مفادها أن مصلحة الوطن فوق الانتماءات والولاءات الإقليمية، التي تتخذ بعدا شعاراتيا لايصمد أمام الواقع أولا، وثانيا أعطى رسالة مهمة بضرورة استقلالية القرار العراقي وهو ما يتطلب الوقوف عنده مليا كونه عرضة لمزاج المحاور ذات التأثير في الشأن الداخلي ، وثالثا من خلال حركة الحكيم السياسية التي تختلف عن الجميع، باعتدالها ووسطيتها وشبه العزلة التي يعانيها، لكنه يسير بخطى ثابتة ، لقلب المعادلة نحو رؤية سياسية، تعتمد الثوابت الوطنية ورابعا الحضور الجماهيري اللافت الذي أعطى رسالة بعدم اختزال حركة الشارع بجهة واحدة، نتيجة حركة الوعي التي افرزتها مراحل الفشل السابقة ٠
خامسا اعطت هذه المناسبة رسالة لأصحاب النهم السياسي، مفادها أن اساليب التسقيط الرخيصة لم تعد كافية لدخول المعترك السياسي، لانها جعلتهم أمام المجتمع أرخص من الشيء التافه ٠
عندما نتمعن في طبيعة الخطاب، ندرك حقيقة أن مافي الآباء يرثه الأبناء، فالخطاب واحد رغم إختلاف الظروف يحمل هما وطنيا، لايدركه البعض بسبب تفسير الأمور على إنها مصالح سياسية ظيقة، لغياب نزعة الإنصاف في الأوساط النخبوية والاعلامية، لكن الإجابة جاءت من ساحة الخلاني، لتجسد حالة من التجديد الفكري، ينم عن ثقافة ووعي يتمرد على أساليب السياسة الرخيصة في تحد صارخ لنزعات الشر والفوضى التي احدثها عبدة المحاور الاقليمية٠
هذا الوعي ينم عن ثقافة وقيمة المجتمع الذي يترجم حالة الفشل إلى نجاح، لكن لكل شيء ضريبة، ربما وعلى اقل التقادير التشويه والتسقيط، ومدى النجاح يتوقف على درجة الوعي والإدراك .
يبقى السؤال هنا هل نحن على قدر التحدي ؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here