عندما يظهر الضيوف و يتخفى اللصوص

يعتقد البعض ان مسارات السياسة لها شيفرة لا يستطيع ان يفكها إلا أولئك الجالسين ب داخل قاعات اجتماعاتها
المغلقة , والبعض يشدد ويقول سوى القابعين في دهاليزها، ولكن للسياسة في أحيان عيون يستطيع أن يفك شيفرتها المتابعين،

مثلما يفك العاشقيَن لغة عيون بعضهما.

الزيارة الرسمية للرئيس الإيراني حسن روحاني للعراق تقرأها عيون المحبين والمبغضين بألف لغة كلٌ حسب هواه،

و سوف تتقاتل الأقلام وهي تسجل و تتبارى الألسن لتفصح وتشخص العيون في محاجرها تراقب كل حركة يخطوها السيد
حسن روحاني وكل كلمة يقولها من أجل أن يقرأها الطرفان اما مدح او ذم ،

ولكن للحقيقة قراءة واحدة

لا يخطئ في ترجمتها المنصفون، هي تلك المخطوطة التي خطها الإيرانيون بحروف العطاء ومداد التضحية ل يدونوا
أبهى وأجمل معلقة ليس بفخامتها اللغوية وسلاستها الشعرية بل بمعانيها وقيمها الانسانية عندما وقفوا الى جانب العراقيين بوجه الارهاب التكفيري ،فمن الواجب لزاماً أن يعلقها العراقيون على جدران الكعبة ليس في المكان الذي عُلقت فيه معلقات العرب السبع بل إن تعلق عند
الشق الذي انفرج في جدار الكعبة ليولد فيه اسد العرب وسيف الله الفقار لأنه منهل الفداء والتضحية الذي نهل منه كل المقاومين،

وبعيدا عن لغة السياسة المعقدة ومصطلحاتها الغريبة والشاذة كما هو واقعها العفن المتجرد من معاني الإنسانية
لأنه واقع أناني يبحث في حدود المصلحة المادية دون ان يستعف في استخدام أي وسيلة غير شريفة، ونتكلم بلغة الواقع الذي يتغافل عنه الكثيرين عن قصد لأنه يكشف جوهر الحقيقة بأسلوب بسيط وشفاف لا يحتاج الى فقهاء السياسة الذين يؤلونه حسب ما يرضي اسيادهم حتى لو تطلب الأمر
أن يلووا عنق الحقيقة لياً ،

الحقيقة المبسطة,,

* ان الشعب العراقي يرى إيران عمقه الاستراتيجي في المجال المعنوي والسوقي في كل صراع مصيري وظهير امين
وموثوق يمكن ان يستند عليه في كل طارئ.

* يبقى العراق طرفا ً مهماً في محور المقاومة الذي تقوده ايران بغض النظر عن الموقف الرسمي للعراق في هذا
الجانب.

وهذه الحقيقة يدركها اعداء الشعبيين أيضاً.

مثلما كان ترامب مدرك لها خلال زيارته الاخيرة للعراق وبالمقارنة بين الصورتين التي ظهر بها ترامب وروحاني
خلال زيارتهما للعراق بفارق زمني لا يتعدى ثلاثة أشهر بين الزيارتين.

صورتين تتحدث عن واقع لا يحتاج لبراهين من أجل إثبات حقيقته،

الصورة الاولى طائرة روحاني هبطت في مطار بغداد وفي وضح النهار وعند هبوطه توجه لزيارة مرقد الامام الكاظم
وهو يتجول في شوارع بغداد بكل شجاعة وثقة لانه يعلم ان الشعب العراقي لا ينكر جميل أصحاب المواقف الشريفة و لا ينظر له كغريب زار بلدهم بل ينظر له كأخ وظهير يمكن أن يستند عليه في وقت الشدائد.

في حين الصورة الثانية كانت لطائرة رئيس أقوى دولة في العالم وصاحبة اقوى جيش تطير في جنح الظلام مطفئة أنوارها
ثم يهبط ترامب منها خلسة في قاعدة عسكرية مثل أي لص يخاف ان يفتضح امره لأنه يدرك ان بلاده لم تترك في ذاكرة العراقيين غير صور الموت والأشلاء الممزقة والخراب الذي عم البلاد، هبط وهو يتوسل لقاء المسؤولين العراقيين في قاعدة عين الاسد في حين بغداد لاتبعد عنه بضعة
عشرات الكيلومتر،

روج حينها المرجفون والمطبلين ان ترامب كان ينظر للحكومة العراقية بعين الاستصغار الذي دفعه لعدم الهبوط
في مطار بغداد مع ان الرجل قالها بصراحة ووضوح انه يأسف ان يزور العراق متخفيا رغم أن أميركا انفقت سبعة تريليونات دولار من أجل إخضاع العراق لسيادتها. ومن خلال الزيارتين نستطيع أن نميز بين من هم الضيوف والأخوة ومن هم اللصوص الأعداء،

و على أساس القواعد الأخلاقية للتوصيف نعرف أن الجمهورية الإيرانية لا يمكن أن تناقض واقعها السياسي والأخلاقي
الذي تتصرف بموجبه تجاه العراق وتعمل بصورة تلحق الضرر بالعراقيين

في حين اسلوب اللصوص وهو أقرب الى حالة ترامب الباحث عن الغنيمة من خلال الفوضى التي يحدثها ومن اجل ان
يطمس أي دليل يثبت تورطه في كل ما حدث ويحدث من جرائم الإرهاب والتدمير ،

ويمكن ان نعيد صياغة الفرق بين الزيارتين بشكل اخر ،

الإيرانيون واضحين في موقفهم الداعم للعراق الذي يحافظ على كيان الدولة العراقية وصيانتها وإسناده في الوقوف
بوجه العابثين بأمنه وسيادته وهذا كان واضح في مقاتلة داعش ومن خلال استعادة المناطق التي استولى عليها مسعود في التزامن مع غزوة داعش للعراق،

في حين الامريكان أينما حلت قواتهم في مناطق العراق نجد فلول داعش تستعيد نشاطها وتبدأ بارتكاب جرائمها
حتى انها لم تقاتله بجدية انما كانت تماطل في تحرير المناطق من أجل إطالة أمد الحرب التي من أبسط سلبياتها هو استنزاف الاقتصاد العراقي ومزيدا من الهدم والدمار،

اذ يعلم الاميركان مثلما هم العراقيين ان القوات الاميركية هي داعم اساسي لداعش وشريك في جرائمه ضد الشعب
العراقي وشعوب المنطقة.

الصورة تتجلى كل يوم وتصبح اكثر وضوح رغم التضليل الذي ينشره محور الشر الأمريكي الصهيوني واذنابهم الإعراب
حول الموقف الايراني الداعم لكل قضايا التحرر من نير الاستعمار في الشرق الأوسط ورغم الغبش الذي أصاب عيون بعض الذين لايدركون خطر المشروع الصهيوني المعد للمنطقة ستظهر الصورة الحقيقية بكل أبعادها وكل زواياها التي مازالت غامضة ..

شكراً للأخوة الإيرانيين رفاق السلاح وأصحاب الموقف الشريف معنا حين غدر بنا وتخلى عنا الآخرون …علي غانم…..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here