ظاهرة تدخين الاركيلة ومعاناة المواطنين

عامر عبود الشيخ علي

تعاطي الاركيلة اصبحت ظاهرة لا يمكن السكوت عنها، بسبب تجاوز حدودها واماكن تعاطيها من المقاهي والكازينوهات الى الارصفة والحدائق العامة وامام المحلات وفي المطاعم، مما ولد انزعاج واستياء العوائل لانها تجاوز على حرياتهم، ان هذه الظاهرة نتيجة انتشار البطالة وانعدام فرص العمل، والضغوطات الاجتماعية وكذلك الوضع السياسي المرتبك، الذي ولد فراغ كبير لا يستطيع الشاب من استغلاله بنشاط علمي او فني او رياضي، وللوقوف على هذه الظاهرة التقت صحيفة طريق الشعب بعدد من المواطنين.

اذ قال محمد حامد سائق سيارة نقل “ظاهرة تدخين الاركيلة ظاهرة دخيلة على بلدنا، انتشرت بعد عام 2003 نتيجة الانفتاح على العالم الخارجي بعد التغيير، وانتشار القنوات الفضائية التي تبث المسلسلات التركية والسورية، والتي تظهر بها تدخين الاركيلة بشكل كبير وعادي من قبل الشباب فتيان وفتيات وكأنها ظاهرة حضارية، اضافة الى الفراغ الذي يعيشه الشاب وعدم توفر اماكن للترفيه، وهذه الظاهرة انتشرت على الارصفة وفي الجزرات الوسطية، مما تسبب في اعاقة سير المارة على الارصفة واضطرارهم للسير في الشوارع معرضين انفسهم للحوادث، ونتمنى معالجة هذه الظاهرة من قبل الجهات الحكومية.

اما الموظفة عذراء من سكنة البلديات بينت “هذه الظاهرة (تدخين الاركيلة) تضايقنا كثيرا وتحد من حركتنا، بسبب انتشارها في الاسواق والمحلات اضافة الى الارصفة حيث كانت في السابق محصورة في المقاهي، مشيرة الى “ان تجمع الشباب والمراهقين للتدخين وصوتهم العالي وتصرفاتهم المسيئة للادب جعلت العوائل تقلل من خروجها للترويح عن نفسها او التسوق، ونحن نطالب الجهات المعنية من وضع ضوابط وتحدد اماكن التدخين وتمنعها في الاماكن العامة.

وتحدثت الموظفة انسام رعد قائلة “تعتبر ظاهرة تدخين الاركيلة، وخاصة في الاماكن العامة والمتنزهات، من الظواهر غير المقبولة، والدخيلة على مجتمعنا، وانتشرت بعد الاحتلال عام 2003 بسبب البطالة بين اوساط الشباب واغلبهم من المراهقين بسبب تركهم لمقاعد الدراسة، وكذلك الفراغ الذي يسيطر على حياتهم اليومية، مؤكدة “لو كانت هناك مرافق علمية ورياضية وعمل مستمر لما شغل الشاب وقت فراغه في الجلوس في المقاهي والكازينوهات، وامتد ذلك في كل الساحات والمتنزهات.

من جانبه بين عامل المقهى عبد الله “اعمل بعد الدوام الرسمي في مقهى بسبب قلة الراتب، لأتمكن من دفع الايجار وتلبية حاجات المنزل، ويبدأ عملي من الساعة الرابعة عصرا حتى منتصف الليل، يرتاد هذا المقهى عددا كبيرا من الشباب لتدخين

الاركيلة ولصغر المقهى وكثرة العدد فأننا نستغل الرصيف لجلوس الشباب، وهذا يسبب ازعاج للمواطنين، مبينا “في السابق كان وقت المقهى مساءا فقط اما الان فأن المقهى يفتح من الصباح وخاصة في فصل الصيف وفي العطلة المدرسية، وسعر تدخين الاركيلة يتراوح بين ثلاثة الاف الى عشرة الاف حسب نوع المعسل المستخدم.

اما المواطن سعد عبود من سكنة سبع البور بين “كان تدخين الاركيلة وتعاطيها في اماكن محددة لبعض المقاهي، ولكبار السن فقط، اما الان فهي تستقطب الشباب والفتيات وخاصة المراهقين منهم، ويتم تدخينها في الكازينوهات والمطاعم والارصفة، وصارت طقس من طقوسهم اليومية وكأنها حاجة حياتية ضرورية، مضيفا ” بصراحة صارت هذه الظاهرة تزعجنا كثيرا وتؤثر على حالتنا النفسية اذ لم نستطع ان نخرج مع عوائلنا للتنزه والجلوس في الحدائق العامة.

واخيرا بين الدكتور هادي حيدر الاضرار الصحية التي يسببها الادمان على تدخين الاركيلة “لتدخين الاركيلة ضرر كبير على الرئتين اضافة الى امراض القلب واللثة والاسنان، اذ ان مادة النيكوتين تؤثر تأثيرا مباشرا على اللثة والاسنان وان المادة السكرية في ما يسمى المعسل قد تؤدي الى تخلخل في عظم الفك وبالتالي تؤدي الى اضعاف بنية الاسنان، والعلاج يكون اولا بالابتعاد عن تدخين الاركيلة وبعد ذلك علاج اللثة والاسنان.

واخيرا لابد من دراسة هذه الظاهرة ووضع خطط للحد منها وانتشال الشباب من الضياع باتجاه التنمية والتطوير وزيادة حملات التوعية من الجهات المختصة للتحذير من مخاطر هذا المرض الإجتماعي، وايضا اجراءات رادعة بحق اصحاب المقاهي ومحلات تدخين وبيع الاركيلات، لما لها من مضار اجتماعية وصحية اضافة الى تلوث البيئة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here