160 عائلة تعود إلى منازلها المدمّرة في الموصل القديمة

ترجمة/ حامد أحمد

أصبحت الموصل بشطريها الأيمن والأيسر كما الحديث عن قصة مدينتين. فعند النظر الى الساحل الأيسر من نهر دجلة للمدينة نشاهد المطاعم المزدحمة بروادها والمقاهي المليئة بالشباب وهم يقضون وقتهم بشرب الأركيلة ولعب الدومينو مع زحام شوارعها بالسيارات ليلاً حيث تنيرها الأضوية طوال الوقت، أما عند النظر الى الساحل الأيمن من الموصل حيث المدينة القديمة فالوضع مختلف تماما حيث الأنقاض وانعدام التيار الكهربائي والحياة لم ترجع إليها بعد .
ضوء النهار يكشف أحجار آلاف من أبنية كانت يوماً شاخصة في المدينة القديمة والناس يمشون بحذر بين صخور وقمامة تملأ شوارعها .
المدينة المطلة على الساحل الغربي لنهر دجلة المتميزة بأزقتها الملتوية الضيقة وبيوتها القديمة المتلاصقة تعرف باسم المدينة القديمة. كانت آخر معقل لتنظيم داعش الارهابي وجرت فيها أعنف المعارك.
بعد انقضاء 277 يوما من المعارك بين القوات العراقية مدعومة من التحالف الدولي وداعش انتهت بتحرير المدينة التي قضت ثلاث سنوات تحت سيطرة التنظيم. أحياء بأكملها دمرت في الجانب الغربي من الموصل مع سقوط الآلاف من الضحايا وقسم منهم مايزال مدفوناً تحت الأنقاض .
بالنسبة لكثير من أهالي الموصل فإنه بعد سنة ونصف من طرد داعش من مدينتهم لم تقدم السلطات أي شيء لمساعدتهم في إعادة بناء حياتهم من جديد .
الجانب الشرقي من الموصل يمثل مستقبلاً موعوداً، فالابنية السابقة فيها ما تزال شاخصة والاعمال جارية الآن في تشييد ابنية جديدة من بينها تشييد مركز تسوق ضخم يحمل اسم “المول الذهبي”.
وعند حرم جامعة الموصل، تجمع طلاب عند باعة الطريق لاحتساء شاي أو قهوة على عجل قبل توجههم للمحاضرات. ويقول أساتذة جامعة بان أكثر من 30 ألف طالب رجعوا لمقاعد الدراسة في الجامعة .
محال الازياء والملابس بقرب الجامعة تعرض مختلف أنواع الملابس والموضة التي كانت ممنوعة في زمن احتلال داعش .
سعد محمد، عامل في محل بيع ملابس يقول “كل شيء تشاهده الآن في المحل من ازياء لم نكن نستطيع بيعه تحت حكم داعش”. وأشار على سبيل المثال الى بنطال جينز تركي وتي شيرت ملون مع سترة جلد حيث كان ارتداء هذا النوع من الملابس ممنوعاً بحسب تعليمات التنظيم .
لكن في الجانب الغربي من الموصل لا تجد هناك من يتجول في الشوارع حيث ماتزال الانقاض تعيق الحركة. أما الشوارع التي أعيد تأهيلها في المدينة القديمة فهي من عمل نشطاء وليس الحكومة، بحسب قول أحد مختاري المدينة القديمة أحمد أيوب .
وأضاف أيوب قائلا “بيتي محطم ولا أستطيع دفع بدل إيجار شقة في الجانب الشرقي بقدر 250 دولاراً شهرياً ،ولهذا اضطررت للعودة إلى المدينة القديمة وأعيش تحت ما تبقى من بيتي .”
ورغم هذه الظروف، يقول المختار أيوب، رجعت 160 عائلة الى المدينة القديمة، مشيراً الى أن مئات أخرى من العوائل ستأتي حال إعادة تأهيل وافتتاح مدرسة خالد بن الوليد، مرة أخرى .
من جانب آخر يقول بشير فتحي، أحد سكان المدينة القديمة وعضو في الحزب الشيوعي العراقي بأن الحكومة لم تعط السكان المتضررين أي تعويضات عن الاضرار تاركيهم غير قادرين على إعادة إعمار بيوتهم .
وأضاف في حديث للصحيفة قائلا “نعتقد بأنهم سيقدمون مبلغاً زهيداً يمثل جزءاً صغيراً من قيمة الأضرار .”
أطراف كثيرة تلقي باللائمة عدم إحراز أي تقدم في إعادة إعمار الموصل على محافظها نوفل العاكوب، فقد وجهت إليه اتهامات بإعاقة عمل منظمات إغاثة في حين يقوم بتسهيل عمليات بيع ملايين أطنان من حديد السكراب بأسعار زهيدة لجهات مقربة منه .
وشكلت لجنة برلمانية للتحقيق مع العاكوب حول هذه الصفقة وكذلك ملفات أخرى متعلقة بالاستحواذ على عقارات وبيع أجزاء من أراض تابعة للدولة .
عن: صحيفة لوس إنجلوس تايمز

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here