خطيب مدرسة الامام الخالصي: على دور الجوار ان يكونوا اصدقاء للعراق لا اعداء له

المرجع الديني الشيخ هادي الخالصي (دام ظله: (

على دور الجوار ان يكونوا اصدقاء للعراق لا اعداء له، وأن لا يتخذوا من العراق حديقة خلفية لتمرير مصالحهم على حساب العراق

أوصى المرجع الديني سماحة آية الله الشيخ هادي الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 8 رجب 1440هـ الموافق لـ 15 آذار 2019م، بتقوى الله تعالى ولزوم أمره والانتهاء عن نهيه، واوصيكم بتقوى الله كما أمرنا الله تعالى، وما أمر الله تعالى به هو الإيمان والثبات على ذلك.

وأوضح: ان في العواصف العاصفة، وفي المحن الكبيرة ينبغي على المؤمن ان يتمسك بدينه حق تمسكه وان يثبت حق الثبات لكي لا تزل به الأقدام، ولكي يحافظ على شخصيته المتزنة المتوازنة لأن شدة العواصف قد تدفع ضعيفي الإيمان إلى ان يتخلوا عن دينهم وينحرفوا عن عقيدتهم.

وأضاف: ففي زحمة الاحتلال والافكار الواردة من الشيوعية والعلمانية والديمقراطية والتقدمية وما إلى ذلك من الافكار الواردة قد ينحرف البعض ممن ضعف الإيمان في نفوسهم ولم يترسخ الإيمان بشكل حديدي فولاذي في نفوسهم وفي قلوبهم، لذا ينبغي ان نتمسك بذلك تمسكاً ينجينا به الله سبحانه وتعالى من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، وقد رأينا في هذه الفتنة؛ فتنة الاحتلال كثيراً ممن كانوا يدعون التدين، ويقيمون الصلاة، ويصومون، ولكنهم تعرضوا لأول عاصفة عصفت بهم وانحرفت بهم وزلوا خيانةً وعمالةً ولصوصيةً وسرقةً وتعاوناً مع العدو، وكانوا بذلك من الهالكين.

عباد الله ان بلادنا تمر في اسوء مرحلة في تأريخها، في اسوء مرحلة تعيشها امةٌ من الأمم، حيث تكالب عليها الأعداء من كل جانب، وكلٌ منهم ينهش حسب ما تقتضيه شهوته ومصلحته، والضحية في ذلك هو الشعب العراقي، والدين الحنيف الذي يستهدفه الاعداء؛ لأنه عندما يستهدفون الدين يأملون ان ينزعوا من النفوس الإيمان، الايمان الذي يمنع الناس من السقوط في مهاوي المخططات المعادية وتحقيق أماني الاعداء، وفي ذلك يسعون إلى اشاعة المخدرات والمسكرات واشاعة الفاحشة واشاعة الدمار والقمار والافكار المنحرفة وكل الموبقات الشيطانية التي تجعل الانسان عبيداً لشهواته، مريضاً في نفسه، مدمراً في روحه، بحيث لا يمكن ان نشكل أي مصدٍ يصد هذه المخططات وانما يعمل بوحي الإيمان وثباته إلى معرفة مصلحة دينه وشعبه ووطنه، فيصدها صداً قوياً، ويبقى ثابتاً على دينه بإذن الحي الذي لا يموت.

والشخصية الإسلامية عباد الله تقتضي ان تكون مدافعةً عن وطنها وأن تنبه من يريد السوء بوطنها أن لا تفعل هذا لأنه شرٌ ينقلب عليها عاجلاً ام آجلاً، واستناداً إلى ذلك فإنني أأوكد لأبناء هذا الشعب الكريم أن يوضحوا لدول الجوار خاصة بأن يتعاملوا مع العراق بإحترام وتقدير وأن لا يسعوا لكي تكون العلاقة متشنجة بين العراق ودول الجوار، لأننا نريد لدول الجوار ان يكون اصدقاءً لا اعداءً، وفي ذلك مصلحة لهم وللعراقيين وللمنطقة كلها.

ونبه سماحته دول الجوار بأن لا تتعامل مع العراق باعتباره دولة محتلة متنفذين فيه، لتحقيق مصالحهم دون مصالح العراقيين، وأن لا يتخذوا من العراق حديقة خلفية يمررون فيها مصالحهم دون الانتباه إلى مصالح العراق وشعبه الكريم، لأن ذلك يؤدي للشعور بالظلم وإلى انتهاك السيادة، وهذا امرٌ نرفضه ولا نقبله.

وفيما يخص العلاقة الايرانية العراقية هناك الكثير من المشاكل التي لا تزال عالقة، وينبغي على المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ان يعو هذه الامور، وان يتعاملوا بدقة متناهية لكي يشعر العراقيين انهم لا يتدخلون في شؤونهم، ويحفظون سيادة العراق، وانهم يراعون مصالح العراق كما يراعون مصالحهم، وبذلك يتحقق الامن والأمان والسلام لهذه البلاد، وتتوجه جهود الامة كلها لأعدائها الحقيقيين من المحتلين الأمريكان او من الصهاينة الغاصبين لفلسطين ولقدسنا الشريف، والله تعالى هو المنقذ والمسدد لكي نحقق هذه الأهداف.

وأشار إلى تصريحات بعض المسؤولين في دول الجوار حول حرصهم على انجاح الديمقراطية في العراق وهم يعلمون ان كل مآسي العراق نتيجة الديمقراطية التي جاءت بها امريكا.

كما وتطرق سماحته الى الجرائم البشعة التي يرتكبها ادعياء التمدن والديمقراطية مثل المجازر التي ارتكبت اليوم في نيوزيلندا في الهجوم على مساجد المسلمين واستشهاد اكثر من خمسين شهيداً مظلوماً ما كان ذنبهم الا ان يقولوا ربنا الله.

كما واشار الى الجرائم التي يقوم بها العدو الاسرائيلي ضد المسلمين في غزة والهجمات التي يشنوها الان على غزة المسلمة الصابرة المجاهدة، فهذه ادلة جديدة على توحش هؤلاء البرابرة ادعياء الديمقراطية والانسانية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here