لايمكن القاء فشل بناء دول ديمقراطية بالعراق وغيره على اسرائيل،

نعيم الهاشمي الخفاجي
هناك حقيقة الدول التي تأسست بعد الحرب العالمية الاولى في اتفاقية سايكسبيكو رسمها الانكيليز والفرنسيين، اضيفت اراضي واقتطعت اراضي ضمت للغير، فهذه الحدود لم يضعها الله سبحانه وتعالى وانما وضعها الانسان، وللاسف وصلت الحالة بالعراق على سبيل المثال التضحية بقيمة وكرامة المواطن العراقي تحت مسمى وحدة العراق، راسمي حدود الدول ضموا مكونات متعددة ضمن دولة واحدة بولادة مشوهة انتجت لنا ساسة وانظمة حكم مشوهة وبائسة، للاسف الكثير من الكتاب والمثقفين العرب يلقون سبب فشل عدم وجود ديمقراطية بالعراق على تصريح لرئيس اسرائيل الاول
بن غوريون الذي قال بأن “إسرائيل” لا يمكن أن تبقى إلا بتدمير ثلاثة دول: مصر، العراق وسوريا، نعم هذه الدول كانت ولازالت تعج بالشعارات القومية والتي لم ولن تقدم اي شيء سوى اللغوة والثرثرة، نعم من مصلحة اسرائيل ان تكون هذه الدول الثلاث غير مستقرة وان يكون هذا التدمير من خلال تشجيع وإذكاء عوامل التدمير الذاتي، المحلية من خلال الصراعات القومية والمذهبية، والسبب ان دولنا وبالذات العراق عجز ساسته عبر تاريخ ٩٩ عام عن ايجاد نظام سياسي جامع لكل مكونات الشعب العراقي، بقى الاكراد اعينهم ترنوا نحو الاستقلال وبقى انفسنا يرغبون ان الحكم لهم دون غيرهم وياليت يحكمون بالانسانية وانما بالقتل والسبي والتهجير، وبقى الشيعة لحاهم بأيادي مرجعيات ترفض اقامة حكم شيعي ديني او مدني قبل دولة الامام المهدي، الاحتلال الامريكي للعراق لم يأتي بجديد وانما سمح للشيعة والاكراد ان يشاركون بحكم العراق لاول مره، وبما ان الشيعة لايملكون مشروع اقامة دولة وعجزوا بسبب خناثة قادة احزابهم البائسه للجم القوى البعثية الارهابية لذلك نظر سفهاء شيعة العراق الى عملية اسقاط صدام الجرذ بأن الاحتلال الامريكي غايته تعميق الأحقاد لتحويل اتجاه العداء بين ابناء مكونات الشعب العراقي ليصبح العدو هو الشريك في الوطن وليس الأجنبي المحتل.
وفي الحقيقة ماحدث ليس وليد مابعد اسقاط صدام والبعث عام ٢٠٠٣ والدليل وجود المقابر الجماعية وكثرة المهجرين من العراق بسنوات العهد الجمهوري بزمن البعث كانت بحق حروب ابادة، انها أحقاد عمياء كانت مخفية بزمن حكم البعث للعراق لان القتل يتم داخل اقبية الامن والمخابرات وليس بالعلن كما حدثت بعد سقوط صدام في نيسان عام ٢٠٠٣ و بلغت ذروتها مع بروز الفكر التكفيري للعلن من القاعدة والنقشبدية حتى بروز تنظيم داعش وما اقترفه بحق المكوّنات العراقية الغير السنّية، بل اجرام فلول البعث داعشي طال حتى السنّية غير الموالية للبعث والوهابية، وبدولة داعش اتجه هذا العداء بشكلٍ أساسي ضد المسيحيين العراقيين والنتيجة غادر معظمهم من ابناء الموصل خارج العراق ولم ولن يعودوا بعد ما تعرضوا للانتهاكات والتي وصلت لسبي نسائهم، الاعلام العربي المنافق والداعم للارهاب اختزل كلمة العرب في فلول البعث فقط وكأن القبائل العربية الاصيلة الشيعة ليسوا عربا،
ان المواطنون من الشيعة هم اصل العرب وسنام قبائل ابناء عدنان وقحطان، وان الاكراد والايزيديون والصابئة والشبك واتباع الديانة المسيحية ليسوا وافدين على هذه الأرض، بل هم السكان الأصليون، منهم مَن أسلم ومنهم مَن بقي على مسيحيته. وهم بالتالي ليسوا بحاجة إلى براءة ذمّة وشهادة حسن سلوك لاثبات وطنيّتهم وانتمائهم للعراق ضمن حدود سايكسبيكو، هؤلاء المواطنون، يمثلون مكونات الشعب العراقي، هم ككل المواطنين لافرق بين كورديهم وعربيهم مسلمهم السني والشيعي لافرق بين المسيحي والصابئي والايزيدي والشبكي والتركماني والكاكائي والصابيئي، منهم المناضل الوطني ومنهم العميل، منهم الباني ومنهم المدمّر والسارق للعراق، ومنهم العالم ومنهم الجاهل ، نحن بالعراق بشكل خاص وتشابه الوضع في سوريا لوضع العراق بحاجة لانظمة حكم تحكم البلد بطريقة جديدة وفق انظمة فدرالية غير قومية ومذهبية اسوة بالنموذج الاماراتي فهو مفتاح الحل لحل صراعات العراق، العراق يمكن جعله من اربعة اقاليم اقليم السليمانية كركوك وجزء من ديالى، واقليم دهوك اربيل الموصل، واقليم بغداد الكبرى من سامراء بغداد الكبرى واقليم التسع محافظات للفرات الاوسط والجنوب ولابأس بضم الانبار لاقليم الوسط والجنوب، لغة القاء فشل ساستنا على الصهاينة كذبة كبرى، فلسطين اليوم ليست فلسطين عام ١٩٤٨ اليوم توجد حكومة فلسطينية وشعب فلسطيني متفهم للوضع العالمي.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here