نساء دولة الخلافة الداعشية ضحية للفكر الوهابي المتطرف،

نعيم الهاشمي الخفاجي
لربما الكثيرون يسمعون كيف ان فتيات جميلات ومهذبات بين ليلة وضحاها تهرب من اهلها في اوروبا او تونس او المغرب او لبنان وتلتحق بدولة الخلافة الداعشية، لكننا نحن رأى وشاهد فتيات يقيمن في اوروبا وفي وضع مالي ومعيشي جيد جدا ومن اسر منفتحة ومثقفة بين ليلة وضحاها تجد واحدة من اسرهم تنفقد وبعد بحث طويل واذا يأتيهم الخبر ان بنتهم في سوريا في دولة الخلافة الداعشية، وتضطر العوائل الكريمة للذهاب للحكومات وللمنظمات لكي يسترجعون بنتهم المغرر بها، ونجحوا في استعادتهن، وشاهدت تجارب للبعض للاسف حدثت وانا لم الوم الفتيات او الشباب البسيط الذي انخدع وانحرف وان من يتحمل هذه المسؤولية الدول الناشره للفكر الوهابي والداعمة له من خلال نشر عقائد التكفير، شاهدت ايضا تجارب لفتيات من دول المغرب العربي التحقن بداعش بسبب فتوى الشيخ الوهابي العريفي صاحب فتوى جهاد النكاح عبر بعض القنوات الفضائية، عرضت قناة الميادين قصص مؤلمة لشابة تونسية هربت من اهلها والتحقت بدولة الخلافة وتزوجها عشرة مجاهدين وماخفي اعظم، بكت امام عدسة المصور وقالت اريد من اهلي يسامحونني اريد بابي ومامي، ههههه ان شر البلية مايضحك، كلنا شاهد استسلام نساء دولة الخلافة، وبعضهن لازالن يؤمنن بالفكر الداعشي حيث هدد بعضهن مصور وكالة الانباء العالمية واعتقد الفرنسية ان فتوحات داعش تطال العالم الغربي والحقيقة ماشاهدناه ان نساء الخلافة يواجهن الموت في الباغوز أو السجن والاعتقال من قبل الاجهزة الامنية ولربما ترحل هذه النسوة لبلداهن ولربما يتم قتلهن من قبل ذويهن اي متابع عندما يقرأ هذا الخبر اكيد يشعر بالحزن، ليس على سقوط دولة الاشرار الداعشية وانما يحزن لسبب انحراف هذه النسوة، علينا ان نقف وقفة تأمل وعلينا أن نسائل انفسنا لماذا هؤلاء الرجال والنساء آمنوا يوماً بأن خلافة البغدادي الداعشي أو غيره من التنظيمات الوهابية المتطرفة كان يمكن أن تبقى وتتمدد دولتهم المشؤمة، علينا ان نعالج السبب الرئيسي عن التحاق هذه الاعداد الكبيرة من الشباب والشابات ومن مختلف دول العالم بالارهاب، السبب يعود للفكر الاسلامي الوهابي الذي وهب غالبية التيارات الاسلامية السنية بشكل خاص، ليس كل السنة ارهابييون دواعش لكن كل الدواعش والتكفيريون سنة، نحن من حسن حظنا نعيش بالغرب ومن حق كل مواطن ابداء مايعتقد به بدون خوف، انا اصاب بالدهشة بأن هناك من يخرج بمسيرة يرفع شعار في اقامة دولة الخلافة من لندن حتى الصين، ومظاهرات وشعارات حزب التحرير بالعلن وليس بالسر، رغم ان حزب التحرير ليس وهابيا لكن سنيا يؤمن بفكر اقامة دولة خلافة، الاخبار التي نقلتها القنوات الفضائية من الباغوز السورية
تشير أن آلافاً من نساء وأطفال الخلافة تركهم الارهابيون خلفهم تحت رحمة أعدائهم من ضحايا السنوات الماضية والامس، وثبت للعالم وللارهابيين انفسهم الذين يسمون انفسهم في المجاهدين كذبا ونفاقا ودجلا أن أعداءهم من ضحايا الامس من الاكراد والايزيديون والشيعة والسنة الذين تعرضوا للظلم الوهابي الداعشي سيكونون أكثر رحمة وشفقة من الارهابيين لو عملنا مقارنة بما فعلوه بنساء الشيعة والمسيح والايزيديون والشبك عندما وقعن في قبضة الدواعش، لننظر مافعلوا في جريمة سبايكر ولننظر مافعلوا بناحية بشير التركمانية الشيعية كيف اغتصبوا نساء وعلقوهن على اعمدة الكهرباء اياما واشهر الى ان بقيت هياكلهن العضمية، لنعيد الذاكرة بما فعلوا بعروس الدجيل وزوجها واطفال الموكب الذين كانوا معها، كانوا الارهابيون المتطرفون البعثيون والوهابيون لا يقيمون وزناً لشرف الأسر وضعف الفقراء والأطفال، وللاسرى الذين يقعون بقبضتهم، كانوا يغيرون على القرى والبلدات يقتلون الرجال ويسبون النساء والأطفال ويتباهون باستعراض قواهم الزائفة، في اليوم الثاني لتسليم الموصل شاهدنا داعش عرضوا مقاطع فيديوا لبيع ٣٠ فتاة شيعية وزعوهن على منتسيبيهم وكان الشخص يقرء البيان فلانه بنت فلان الى المجاهد الداعشي فلان بن فلان، مظاهر ابكت الانسانية الحقة لكن هذه المواقف افرحت السفيانيون اعداء الله والانسانية ويكفي ان رسول الله ص قد لعنهم، والامام علي ع قد وصف اشكالهم وكناهم واجرامهم وكان وصف دقيق ينطبق على الدواعش، هنا لنتسائل ونقول
ما الذي جعل هؤلاء الشباب والشابات ينحدرون إلى هذا المستوى من الهمجية وينسبونها للدين الاسلامي، كيف نمت في قلوبهم الكراهية وروح الانتقام والذبح والقتل في اسم الله ورب العالمين اكبر وارحم من ذلك، انصار داعش وبعض المغفلين والسذج وبعض الناس لمن لم يطلع على اجرام فلول البعثيين والوهابية يرى أن هذه القضية شخصية ومعزولة عن ثقافة الفكر الاسلامي المتطرف وتراثهم وطريقة تفكيرهم، ولكن الحقيقة غير ذلك، ان القوى الارهابية الوهابية تستند في اجرامها على عقائد وضعها علماء الوهابية مثل احمد بن تيمية ومحمد عبدالوهاب أنهم يذهبون للقتال وفي داخلهم إيمان لا يتزحزح ابدا، مثل هذ التفكير والاعتقاد مصنوع من ثقافة عميقة، وتنطلق من منطلقات عقائدية لايمكن تجفيف منابع الارهاب بدون معالجة اصل القضية المتمثل في الغاء عقائد التكفير بالمدارس الوهابية واحلال محلها عقائد احترام الاطراف الاخرى والعيش المشترك،
هؤلاء النساء والأطفال الذين تركهم داعش وراءه فهن اما للسجن أو الموت ضحية طريقة تفكير الارهابيين الدواعش وانحراف عقيدتهم التي استباحت دماء بني البشر، عندما نشاهد الحوارات المصورة التي أجرتها بعض الوكالات معهن ستصل الى نتيجة مرة، ما زال بعضهن يؤمنن أن الخلافة الداعشية آتية لا ريب فيها، ههههههههههه لم تستطع الحرب ولا نتائجها ان تنهي الارهاب ابدا ، القضية ليست فئة صغيرة أصابها جنون التاريخ ولكنها ثقافة متجذرة لا تقيم للعقل وزن، اذن لابد من الغاء عقائد الكفير في المدارس الوهابية فهي مفتاح الحل لوقف الارهاب.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here