الراب الحسيني الإسلامي اخترق المشاعر وأصاب الهدف

سليم العكيلي
حزن وألم وعبرات ودموع تخرج من أعماق القلوب والنفوس ، عندما ترسم لنا الكلمات في أذهاننا الصور المؤلمة والحوادث العظيمة والمؤثرة في حياتنا الدنيوية ، سواء كان ذلك على مستوى الإنسان ومايجري بينهم من صراعات واقتتال واعتداءات ، أو على مستوى الطبيعة والأقدار والأجال ومايراه الإنسان من ألم الحياة وصعوباتها ومكارهها ، جميع تلك الصور وغيرها من المشاهد والأحداث تحرك من أحاسيس الإنسان وتجعل منه إنسانًا حزينًا متألمًا باكيًا ، ولا أعتقد أن هناك صورة مؤلمة أو حادثة مؤثرة وحزينة قد خلدها التاريخ وبكى عليها الأنبياء وجميع ملائكة السماء والكثير من الناس ، مثل واقعة كربلاء ، الجريمة العظيمة التي ارتكبتها الشياطين الأنسية بحق سيد الشهداء الإمام الحسين-عليه السلام- ، فأخذ الموالين والمحبين ومن أجل التعبير على ما يحملونه من حزن وألم ومشاعر ، وكذلك ماتحمله تلك الملحمة من رسالة عظيمة مقدسة يستفاد منها جميع أبناء البشر ، أخذوا ينقلون تلك الجريمة بأشكال وصور مختلفة ومتعدده ، فمنها المجالس الحسينية ومنها المشاهد التمثيلية ومنها القصائد الحسينية ومنهم من أخذ معها اللطم والعويل والبكاء والضجيج والعجيج ، وكما جاء في دعاء الندبة وكيفية المواسات لأهل البيت-عليهم السلام-( فعلى الأطائب من أهل بيت محمّد وعلي صلَّى الله عليهما وآلهما فليبك الباكون ، وإيَّاهم فليندب النادبون ، ولمثلهم فلتذرف الدموع ، وليصرخ الصارخون ، ويضجَّ الضاجون ، ويعجَّ العاجون ،) وما مأتم الراب الحسيني الإسلامي إلا كواحدة من تلك المواسات بل إن لم يكن أفضلها في وقتنا الحاضر في التعبير عن تلك المشاعر والأحاسيس بين مختلف الشباب ، وقد لمسنا هذا في تلك المجالس المقامة ، وما تظهره تلك القصائد والكلمات من تأثير واضح على وجوه الحضور والمعزين ، ماهي إلا دليل واضح على أن الراب الإسلامي قد أدى دوره وأوصل الرسالة وحصلت الغاية ، فلماذا لايكون تجربة مستحدثة لنقل الفكر الحسيني بهذا الأسلوب إلى شباب العالم ، ولا أعتقد أن هناك أي إساءة إلى القضية الحسينية ، فالإساءة الحقيقية للقضية الحسينية موجودة فقط في أذهان بعض المشككين والمكرة والمخادعين الذين لايملكون أي دليل على الحرمة أو الإساءة ، وهذا هو تحجيم وتقييد للقضية الحسينية ، فالقضية الحسينية أشمل وأوسع من أن يقيدها بعض من لبس وتزين بلباس الدين والمذهب ، فأين أنتم يا مؤمنون يا من تدعون أنكم أصحاب الدليل حيث ما مال نميل .. أجيبوا أنفسكم يرحمكم الله ؟!! .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here