لم يبق إلا المتاجرة بالعراق كبوابة مفتوحة لاستيطان الأجانب

بقلم مهدي قاسم

أحزاب الإسلام السياسي الفاسدة بعدما شبعت حتى التخمة

من عملية النهب و الفرهدة للمال العام ، أخذت تتطلع نحو العراق أرضا ووطنا بهدف الإفراط به مثلما أفرطوا بكل شيء آخر وجدوا فيه نفعا ماديا ، حتى تشاطروا ليجد بعضهم شيئا آخر ليكون مبررا لهذا الإفراط فاخترعوا فكر التوطين ــ بعد سنة من الإقامة في العراق !! ــ كهدف
مبطن يخدم في هذه المرة أغراضهم السياسية عن طريق نشر التشّيع في العراق من خلال استيطان البنغلاديشي الشيعي والهازاري الأفغاني و الشيعي الباكستاني ، وربما النيجيري المتشّيع حديثا أيضا ، ناهيك عن الإيرانيين ، طبعا ليس بدوافع إنسانية ــ مثلما قد يخطر على بال
البعض ــ إنما بنية توسيع رقعة القاعدة الانتخابية ” الشيعية ” لتصوّيت لهذه الأحزاب الدينية ــ الطائفية على مدى السنوات القادمة ..

و إلا ما هذا الرخص و المجانية و الفكرة السخيفة نقصد فكرة
الحصول على الجنسية العراقية بعد سنة واحدة من الإقامة ؟

فهل توجد ثمة دولة و حكومة تحترم نفسها و هيبتها و سيادتها
لتقدم على مهزلة كهذه ؟..

حتى في أكثر و أفقر دول أفريقية لا توجد ..

بطبيعة الحال عندما نطرح مثل هذه الأسئلة فنحن على بينة
تماما من أمر الطغمة السياسية المتنفذة الفاسدة في العراق على كونها عبارة عن عصابات سياسية للإجرام المنظم كلصوص و سرق و متواطئين مع القوى الإرهابية فضلا عن بعضهم الكثير عملاء و خونة ، وبالتالي فليس لهم علاقة برجال دولة شرفاء ، لذا بالنسبة لهم أمر طبيعي أن يحصل
الأجنبي على الجنسية العراقية بعد سنة من الإقامة أو حتى أقل مدة من ذلك ، لأن الوطن لا يعني لهم أكثر من أكداس دولارات منهوبة وعقارات مصادِرة و حسابات بنكية بالملايين ..

لا أكثر من ذلك ..

ولكن هل بقيت سفالة و نذالة لم يرتكبها هؤلاء الفاسدون
حتى النخاع بحق العراق وطنا و شعبا ؟.

وهم الذين أثبتوا في السنوات الخمس العشرة الماضية بأنهم
أكثر ظلما و تخريبا بحق العراق حتى من الغزاة والمستعمرين ..

ولم يخشوا لا من الله الذي يدعون الإيمان به ، و لا من
التاريخ الذي يزعمون بأنهم يمثلون جزء من تراثه الإنساني و النيّر ، و لا من لعنة الأجيال القادمة ، لا ، و لا من الاحتقار و الازدراء اللذين يكَّن لهما غالبية العراقيين .

يبقى أن نقول : أنه صحيح ما من أحد من أبناء البلدان
المستقرة و المرفهّة يتدافع لاهثا لكي يحصل على الجنسية العراقية لكون العراق يُعد من ضمن أسوأ البلدان للعيش ، غير أنه مع ذلك يصلح للعيش بشكل لا بأس ، فيما يتعلق الأمر بالبنغلاديشي والباكستاني والأفغاني وغيرهم ..

علما أن الحصول على الجنسية في أي بلد من البلدان يُعتمد
ــ أصلا ــ على استحقاق قانوني و شروطه المستوفية ، وليس على مزاج أو ” مكرمة ” رئيس الجمهورية أو وزير الداخلية .

بالمناسبة نريد أن نعرف أنه هل حصل أي واحد من زعماء و
قياديي الأحزاب الإسلامية الشيعية الذين أمضوا عشرات سنوات في إيران قبل سقوط النظام السابق ، فهل حصلوا ولو على ربع جنسية إيرانية ؟ ، أم أن كل ما حصلوا عليه أثناء إقامتهم في إيران هو الاحتقار العنصري ضدهم ؟ و الذي يشك بكلامي ليبحث عن تصريح عزت الشابندر عن طريق
العم غوغل بصفته شاهد عيان حينذاك ، ليتأكد من صحة كلامي .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here