“الاقربون اولى بالمعروف” يــا سفارة العراق

بقلم : سامي سعد

اقامت سفارة العراق في بلغاريا حفلة ثقافية فنية في دار سكن القائم باعمالها.. فعالية جيدة لو انها كانت تُنظم في توقيت آخر: اذ ان اقامة هذه الحفلة جاءت بيوم واحد فقط في اعقاب مرور الذكرى السنوية الحادية والثلاثين على جريمة حلبجة عندما قصفت طائرات النظام المقبور اهالي حلبجة المسالمين بالغازات والقنابل الكيماوية ونجم عن تلك الجريمة مقتل اكثر من خمسة آلاف مدني من اهالي تلك المدينة المنكوبة وجلهم من النساء والاطفال والمسنين. ولكن يبدو ان القائمين على تلك الحفلة لم يكونوا يعرفون بمثل هذه المناسبة او انهم تناسوا ، سهوا او عمدا، وقوع جريمة كهذه، والدليل على ذلك هو ان كلمة القائم بالاعمال نددت بجريمة المسجدين النكراء في نيوزيلندا، وحسنا فعل هذا القائم بالاعمال، ولكن لماذا لم يأت على ذكر جريمة حلبجة، في ذكراها السنوية، ولو بحرف واحد؟

لااعلم هل ان سفارة العراق في صوفيا ليس لها علم بوقوع جريمة حلبجة او انها لاتبالي بما وقع لابناء احد اهم مكونات الشعب العراقي في وقت تنادي فيه مثل هذه السفارة وغيرها من السفارات والدوائر الرسمية العراقية وتؤكد على الوحدة الوطنية. واذا كان دبلوماسيو هذه السفارة “المحنكون”لايتابعون مثل هذه المناسبات فانه يبدو ان هذه السفارة تفتقر ايضا الى عنصر دبلوماسي او غير دبلوماسي يتابع عن كثب هذه الامور والمناسبات ويخبرالقائمين على هذه السفارة بتجنب تنظيم مثل هذه الحفلات بحيث تتزامن مع مناسبات اليمة مر بها العراق.

بالفعل لو ان هذه الحفلة الثقافية الفنية الموسيقية الغنائية جاءت متزامنة مع الذكرى السنوية للتوقيع على اتفاقية 11 آذار لكان يُكتب الثناء لهذه السفارة والقائم باعمالها ودبلوماسيها ونفس الشئ يُقال لو ان الحفلة تأجلت لبضعة ايام على ان تقام يوم 21 آذار بحيث تصادف عيد نوروز الذي هو عيد رسمي في عموم العراق وعيد الربيع والحرية ايضا لأختلف الامر.. لكن.. هيهات.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here