ما الهدف من اجتماع رؤساء أركان سوريا والعراق وإيران في دمشق؟

يعقد في دمشق اجتماع لرؤساء أركان كل من سوريا والعراق وإيران؛ بهدف معلن وهو ”مكافحة الإرهاب“، لكن يبدو أن هذا الاجتماع العسكري الرفيع يتطلع لتوجيه رسائل إضافية غير معلنة.

وكان رئيس الأركان الإيراني محمد باقري ونظيره العراقي عثمان الغانمي وصلا إلى العاصمة السورية، الأحد، برفقة عدد من كبار العسكريين للاجتماع مع رئيس الأركان السوري علي أيوب، سعيًا إلى ”تعزيز التعاون الدفاعي والعسكري والاستشارة والتنسيق الثلاثي بين البلدان الثلاثة“.

ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مصادر سياسية متابعة قولها: إن الاجتماع العسكري الثلاثي سيبحث على الأرجح ”تأمين الحدود السورية ـ العراقية، وتأمين خطوط النقل البري بين إيران وسوريا عبر العراق، وفتح معبري القائم والوليد، على الحدود السورية ـ العراقية، وإزالة مخلفات تنظيم (داعش) من المناطق الحدودية“.

ولفتت المصادر إلى أن إيران تضغط باتجاه تفعيل خطوط النقل البري وتأمينها، بوصفها أولوية بعد فرض العقوبات الأمريكية عليها قبل 5 أشهر.

وكانت إيران بدأت شق طريق كرمانشاه وبيستون الواقعتين أقصى غرب البلاد، في إطار مشروع ربطها بسوريا عبر العراق، إذ أعلن وزير الطرق الإيراني محمد إسلامي، خلال مراسم تدشين مشروع كرمانشاه- بيستون- العراق- سوريا، مطلع الشهر الفائت، أن ”طول الطريق سيبلغ 141 كلم داخل الأراضي الإيرانية، ليتسنى ربطه بسوريا مرورًا بالعراق، وستضخ فيه استثمارات بملايين الدولارات“.

ورغم أن الاجتماع ذو طابع عسكري، إلا أنه وبحسب مراقبين، لا يخلو من رسائل سياسية خفية عبر التلميح إلى أن محور طهران بغداد دمشق يمثل تحالفًا استراتيجيًا، مشيرين إلى أن هذا الحلف يسعى إلى إظهار قوته وتماسكه بعد الانتصارات التي حققها الجيشان العراقي والسوري ضد ”المجموعات المسلحة“ بدعم مباشر من طهران.

ولا يقتصر برنامج الباقري على المشاركة في الاجتماع الثلاثي، بل من المنتظر أن يتفقد القوات الإيرانية والقوات التي تحارب تحت لوائها في سوريا.

وكشف التلفزيون الإيراني عن أن برنامج باقري يتضمن زيارة منطقة الفرات ومدينة البوكمال ودير الزور شرق سوريا، والغوطة الشرقية في ريف العاصمة دمشق، أي حيث يوجد المستشارون العسكريون الإيرانيون وتتمركز الفصائل الإيرانية في سوريا.

وفي مؤشر على تمسك طهران بالتواجد العسكري في سوريا، قال رئيس الأركان الإيراني: ”إن كل دولة تريد أن تكون لها قوات عسكرية في سوريا، ينبغي أن تنسق ذلك مع الحكومة السورية“.

ومن المعروف أن إيران من بين أقوى داعمي الرئيس السوري بشار الأسد خلال سنوات الأزمة، وهي التي قدمت الدعم العسكري والمالي، فضلًا عن التنسيق السياسي بين دمشق وطهران على أعلى المستويات.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here