4 روايات متضاربة بشأن اشتباك الـPKK مع وحدات الجيش فـي سنجار

بغداد/ وائل نعمة

4 روايات متضاربة صدرت عن جهات رسمية تفسر ما جرى ليلة أمس الأول في سنجار الواقعة شمال الموصل، بعد أنباء تحدثت عن اشتباكات بين قوات الجيش ومسلحين يعتقد أنهم تابعون لحزب العمال الكردستاني (PKK) أو متسللون من سوريا. وزاد الاضطراب وعلامات الاستفهام، بعد وصول نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس الى الموصل بعد ساعات من الحادث، فيما يعتقد أن زيارة الأخير كان مخططاً لها سابقاً لغرض “إجلاء الحشد” من المدينة، أو تفسيرات ثانية قالت بأنها “تفقدية”.

تأتي تلك التطورات في أعقاب الكشف عن إيفادات “صادمة” لضابط ومسؤولين في نينوى، أدرجت ضمن تقرير لجنة تقصي الحقائق التي شكلها البرلمان قبل 4 أشهر للتحقيق بالوضع الامني والاقتصادي في الموصل، والتي أظهرت تورط الـ(pkk) وبعض من يدّعي انتماءه الى “الحشد” في صفقات مريبة.
وقالت خلية الإعلام الأمني، مساء الأحد، إن “قوة من البي كه كه اعتدت على سيطرة أمنية تابعة للفوج الاول لواء ٧٢ التابع لقيادة عمليات نينوى بعد أن طالب أحد الجنود قوات البي كه كه باستحصال الموافقات الامنية بغية السماح لها باجتياز السيطرة”.
وأوضحت الخلية التابعة لمجلس الوزراء، ان “تلك القوات قامت بدهس الجندي والاعتداء على السيطرة”، مشيرة الى ان “ذلك ادى الى اندلاع اشتباك بين الطرفين أسفر عن مقتل جنديين من قوات الفوج الاول وإصابة خمسة من قوات البي كه كه”. وفي أواخر العام الماضي استطاع الحزب المعارض لتركيا (pkk)، تشكيل إدارة لسنجار بالاتفاق مع بعض القوى المحلية المرتبطة بالحشد الشعبي، فيما لم يصدر حينها أي تعليق من الحكومة في بغداد. وزادت قوة الحزب، الذي يحمل أغلب عناصره جنسيات غير عراقية، في سنجار عقب مشاركته في 2014 في الحرب ضد تنظيم “داعش”، وتسلل تدريجيا الى “الحشد” بعدما استطاع إنشاء قوة من السكان المحلية خاضعة له.
وفي ليلة الحادث الأخير قال فهد حامد، قائممقام سنجار بالوكالة، وهو مقرب من قوات (pkk)، إن الاشتباكات اندلعت بين قوات من الجيش ووحدات حماية سنجار قرب منطقة الحصاويك التابعة للقضاء على خلفية “سوء تفاهم حصل بين الجانبين”.
وأضاف حامد في تصريحات صحفية ان “الاشتباكات أدت إلى سقوط قتلى وجرحى بين الطرفين”.
واختير حامد، الذي كان رئيس بلدية سنجار، نهاية 2018 ليكون قائممقام القضاء ورئيس المجلس، من كيان جديد تشكل في ذلك الوقت من أطراف تابعة للحشد الشعبي والـ(pkk)، منقلبين على الإدارة السابقة التي اختيرت عام 2015.

علاقة الحشد بـ(pkk)
في المقابل نقلت أمس، وسائل إعلام محسوبة على الحشد الشعبي، تصريحات لآمر لواء 30 في الحشد أبو جعفر الشبكي، رواية ثالثة مختلفة عما جرى في سنجار.
وقال الشبكي إن “الاشتباكات بين قوات الجيش وعناصر حزب العمال الكردستاني (…) كانت بسبب قيام عناصر الحزب بإدخال بضائع مهربة واعتراضها من قوات الجيش”.
واضاف ان “تواجد عناصر حزب العمال في سنجار غير قانوني ولا يمكن القبول به مطلقا”.
وجاء في تقرير لجنة تقصي الحقائق في الموصل، الذي سرب جزء منه إلى الإعلام ان حزب العمال متورط في “عمليات تهريب مخدرات بين سوريا وإيران”. وكشفت شهادات المسؤولين ان الحزب “يجند الشباب في نينوى مقابل 300 دولار شهريا”.
وقدر القادة العسكريون عدد عناصر الحزب في نينوى بـ5 آلاف عنصر، فيما وصفوا وجودهم في سنجار بأنه “يثير الإرباك”.
واختبأ الحزب المعارض لتركيا، وراء قوات إيزيدية في المدينة تعرف بـ”اليبشة”، تأسست قبل 4 سنوات، وهي في الحقيقة مكونة من عناصر (بي كا كا) أو مؤيدة له على أقل تقدير، لتشكيل الإدارة الجديدة في سنجار، بعد أن اضطر الحزب الى إعلان انسحابه “الشكلي” من سنجار بعد تهديدات تركيا باقتحام المدينة في 2017، بحسب مسؤولين.
ويقول محما خليل وهو قائممقام سنجار المعين من قبل مجلس محافظة نينوى قبل 4 سنوات لـ(المدى) إن “اليبشة او أي أسماء أخرى أو أذرع ثانية في سنجار هي تابعة لحزب العمال الكردستاني وتأخذ رواتب من الحكومة باعتبارها تابعة للحشد الشعبي لكنها تهاجم قواتنا عند الحدود”.
واتهمت وسائل إعلام مقربة من الحشد، الاسبوع الماضي، حزب العمال بالوقوف وراء الهجوم المسلح على عناصر من الحشد الشعبي قرب مخمور الذي أسفر عن مقتل وجرح العشرات، وهو ما دعا الحزب إلى نفي علاقته بالحادث.

الرواية الرابعة
وفي رواية رابعة رسمية عن أحداث سنجار الاخيرة، قالت قيادة العمليات المشتركة، التابعة مباشرة إلى مكتب القائد العام لعادل عبد المهدي، ان “الاعتداء على نقطة تفتيش في سنجار، جاء بعد تسلل مجموعة من أربعة أشخاص من الأراضي السورية باتجاه الاراضي العراقية”.
وبينت العمليات انه “تم تطويقهم من قبل كمين من الفرقة ١٥ في قرية حصاويك واثناء تطويق الكمين حضرت قوة من حماية سنجار لمساعدة الأشخاص”.
واضافت القيادة انه “على إثرها حدث اشتباك مما ادى الى مقتل جندين وجرح عدد من الجنود ومن قوة حماية سنجار”.
بالمقابل قال مسؤول في سنجار طلب عدم نشر اسمه لـ(المدى) ان “مجاميع من pkk عبروا الحدود من سوريا الى العراق، وأوقفتهم قوات من لواء 72 من الفوج الاول التابع للفرقة 15 /جيش”.
وأضاف المسؤول ان “قوات حزب العمال اشتبكت مع القوات العراقية لمدة ساعة، التي رفضت مرورها من قرية حصاويك، فيما جاءت تعزيزات للحزب من جبل سنجار”، مبيناً أن الحادث أسفر عن “مقتل جنديين عراقيين تم نقل رفاتهم الى مستشفى سنوني، مقابل 2 من الحزب وإصابة 3 تم نقلهم إلى مستشفى القامشلي في سوريا”.
وبيّن المسؤول أن عناصر الحزب يتنقلون بشكل دائم بين الحدود العراقية-السورية عن طريق منافذ بعيدة عن سيطرة القوات العراقية، لكن هذه هي المرة الاولى التي يمرون فيها على مسلك رسمي وفيه سيطرة أمنية.
ويتواجد في سنجار، بحسب مسؤولين، 7 تشكيلات عسكرية مختلفة، فيما كان مستشار الامن الوطني فالح الفياض، قد قال الاسبوع الماضي بعد زيارة المدنية، انه سيتم تحويل ملف الامن الى الشرطة الاتحادية، وينسحب الجيش الى الأطراف والى الجبل.
ويقول محما خليل إن سكان المدينة استبشروا خيراً بهذا القرار “لكنه لم ينفذ حتى الآن”، فيما لا يعرف الأسباب التي منعت تنفيذه.

زيارة المهندس
وفي تطور لاحق، وصل أبو مهدي المهندس الى الموصل بعد ساعات فقط من الحادث، فيما تسربت معلومات عن أن الزيارة الأخيرة “جاءت لسحب قوات الحشد من سنجار”، لكن وسائل إعلام مقربة من الاخير فسرت الإجراءات بأنها “إعادة ترتيب وليس سحباً”.
بالمقابل قالت عمليات الحشد، أمس، إن زيارة المهندس “تفقدية وليست من أجل إعادة انتشار ألوية الحشد الشعبي، ولا علاقة لها بتطورات الاوضاع الأمنية في المحافظة وما جرى يوم أمس” في إشارة الى أحداث سنجار. وتسبب الوضع الامني غير المستقر في سنجار ذات الاغلبية الإيزيدية بأن يعود 52 ألف شخص فقط الى المدينة من أصل اكثر من 470 ألفاً بعد أكثر من 4 سنوات على تحريرها من داعش. ويقول محما خليل إن “الأمن هو مفتاح عودة السكان ثم بعد ذلك الخدمات”. وما يزال هناك 1300 إيزيدي مجهول المصير من أصل 6417 تم اختطافهم، وتم تحرير 3030 شخصا حتى الآن، وعثر على 40 إيزيدياً في الباغوز السورية خلال الاسابيع الماضية، فيما قدر عدد الرفات في المقابر الجماعية التي باشر بافتتاحها رسمياً أول من أمس، 1600 إيزيدي، ضمن 71 مقبرة. ويقول خليل: لدينا معلومات تؤكد نقل عدد كبير من الإيزيديات الى تركيا، الشيشان، ليبيا، ودول الخليج، مبيناً صعوبة العثور على المختطفات لأنه تم تغيير أسمائهن وإعطائهن أوراقاً ثبوتية جديدة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here