مضيف أل عصاد في الناصرية ..السفارة والوزارة .

حسين باجي الغزي

أبرز ملامح الحضارة السومرية والتي نقشت في الكثير من الالواح هو صورة
“مضيف القصب”ذو الأعمدة الذهبية،وطراز البناء الفلكلوري الجميل، والذي يشكل علامة بارزة في تاريخ العمارة العراقية و أحد المعالم الفنية الرائعة في منطقة الأهوار وجنوب العراق..
المضيف ذو دالة غرست في نفوس العراقيين وله مكانة كبيرة لدى سكان الجنوب، ففيه يعلو صوت (العدل والحظ والبخت )وفية تسمو معالم الكرم والضيافة،وفيه تحل أعظم القضايا وتطوى أعظم المصائب حيث تصفوا النفوس وتتواءم القلوب . وهو تراث ظل صامدا على مر السنين رغم ما مر على أهله من حروب وتجفيف وقسر واضطهاد..
مضيف ال عصاد والذي يقع في مدخل الناصرية الجنوبي واحد من هذة الاماكن والتي شكلت علامة فارقة في نمط العلاقات الانسانية ورسمت لوحه جميلة من التعاضد والتأزر الاجتماعي وملتقى للعديد من النخب على اختلاف الأهواء والمشارب عبر اللقاءات والندوات الثقافية التي تعقد فيه مساء كل يوم .
الدكتور عماد العصاد والشيخ جواد ومعهم اخيهم الاصغر فؤاد ال عصادهم هم (شبات ) هذا المكان وهم احفاد الشيخ الحاج عبدالحسين الحاج شريف ال عصاد الذي أسس مضيفهم الاول في ربوع عشيرة عبادة على ضفاف هور الحمار وانتقل الى هذا المكان بعد ان جفت المياه واجدبت الارض …وهم قرائن الابتسامة والصدر الرحب وعنوان الكرم والضيافة لكل قادم لهذه المدينة الجميلة وزوراها من كبار الساسة والشخصيات المجتمعية الدولية والمحلية ..ويكاد لايخلو يومهم الا وان حل ضيفا على ربوعهم وتفيأ حسن لقيآهم .وهو بحق سفراء ووزراء لمكانية مؤثرة .. بالإنابة عن اخوتهم الذيقاريون .
عماد وجواد وفؤاد هم ثلاثة رسوم فارقة في الجلسات المسائية التي تعقد كل ليلة في ديوانهم العامر حيث يتجاذب الحضور مختلف المواضيع …في ذلك المأوى الجميل والذي يطل على مرقد السيد خضير الصافي حيث تتمازج القدسية مع الارث العشائري والمجد الرفيع لا أل عصاد .
أخر الشخصيات التي حضرت هنا هو السفير الفرنسي في بغداد (برنو اوبير) حيث حط رحالة في زيارته الأخيرة الى الناصرية في ربوع ال عصاد …و أولموت له وليمة كبيرة حضرها عددا كبير من وجهاء ومشايخ المجتمع الذي قاري تحدث فيها عن عمق العلاقات الفرنسية العراقية والمشتركات التي تعزز هذة العلاقة بين البلدين..ورسم افاقا واسعة لمشاريع ناهضة تعزز الروابط بين أبناء الشعبين الصديقين ,واوعد وهو يتطلع الى لوحات شخصية لثلاثة شيوخ من ألعصاد تبثت على واجهة المضيف ومستلهما عمق ورمزية هذة العائلة …بأنة ملزم برد الوفاء لهذا الإرث العائلي الكبير خصوصا وان الناصرية خطت أول حرف فتح مغاليق العلم والمعرفة إمام الإنسانية جمعاء.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here