هل إنهارت المنظومة التربوية

علاء دلي اللهيبي

على قناة فضائية أقدم برنامجا حواريا منها إلتقيت مسؤولا تربويا وسألته في أمور شتى تتعلق بالتربية في العراق، وأعني بها المنظومة المتصلة بوزارة التربية والأسرة والمجتمع ونوع التعليم الذي يتلقاه التلاميذ سواء من خلال الدروس والمحاضرات، أومن خلال القيم التي يتعلمونها من أسرهم ومنظومتهم المجتمعية، أومن خلال المناهج المدرسية، والنقص الحاصل في الملاكات التدريسية والمشاكل التي تعترض وزارة التربية والمديريات التابعة لها في عموم البلاد، ومايواجه هذا القطاع من تحديات جسيمة تتطلب إعادة النظرليس فقط في طبيعة الإدارة، ولكن في كامل الإستراتيجية التربوية المتبعة التي تحتاج الى تعديل وتبديل وتطوير وبالإعتماد على خبرات محلية ودولية فالنظام التربوي مترهل وبائيس وبحاجة الى نوع من التقويم العاجل.

لنأتي على بلاوينا واحدة واحدة..

أولا : الإدارة، وأشك في جدارتها على مدى السنوات الماضية وقدرتها على تأدية مهامها بشكل ملائم ومتزن نتيجة عوامل متصلة بالنظام السياسي والمجتمعي وماوواجه العراق من تحديات أمنية وطائفية وسياسية عرقلت العديد من الخطط وجعلتها مجرد حبرعلى ورق، وبالتالي لابد من تحديد الأولويات، ووضع الإستراتيجيات الملائمة للنهوض بهذا القطاع.

ثانيا: ضعف الملاكات التدريسية لأسباب عدة تبدأ من نوع التحصيل العلمي الإبتدائي والمتوسط والإعدادي، وصولا الى الجامعة والمعهد، وعدم القدرة على مواكبة التطورات الحاصلة في العالم.

ثالثا:ضعف كيان الأسرة العراقية التي تمارس دورا تأهيليا في تنمية سلوك وإعتقاد الطفل قبل أن يبلغ وقبل أنيصل المدرسة، عدا عن تفكك العلاقة بين المؤسسة التعليمية ومؤسسة الأسرة في ظل تداعيات الحياة وأزماتها.

رابعا: التقنيات الحديثة التيوبدلامن أنتكونجزءا من تطوير قدرات الصغار فإنها حولتهم الى جمادات نتيجة إنشغالهم بالألعاب واللهوعن التحصيل العلميوهومايخالف ماتعوده غيرهم في بلدان الغرب.

خامسا: ظهورحالات من الإنحراف والتسرب من المدرسة وإنتشار ظاهرة المخدرات والتدخين وعدم الإنصياع للواجبات المدرسية وفقدان الرغبة في التواصل والإنشغال بالجزئيات عن الكليات كما كان الأمرمع الطلاب والتلاميذ قبل ثلاثين وأربعين سنة مثلا.

الخلاصة هي إن الشك يعتريني تماما في إمكانية وجودحلول ناجعة للأزمة التي تضرب التربية والتعليم في العراق وضياع البوصلة لدى القائمين على المؤسسات التعليمية في هذا البلد وليس الفساد المالي والإداري والإنشغال بالمشاكل السياسية ببعيد عن كونه السبب الرئيس في ذلك ولابد من إنتقالة نوعية وليبست جزئية أوترقيعية من أجل التغييروالنهضة في هذا القطاع الذي يرتكزعليه مستقبل الدولة والشعب.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here