من اسباب الفساد لن اذكر:

عاملٌ فاعلٌ لم يخطر على بال, ترعرع, في ظله الفسادُ )والارهاب( واستشرى:

د. عبدالحميد العباسي

لن اذكر ان الجاهل تحكمه غريزتان, الخوف والجشع وبالجهلة أُبتُليَّ شعبُ العراقء يقودونه الى المجهول. ولن اقول انه غياب العقاب الرادع العادل واشده ردعا للعراقي, الغرامةُ واسترجاعُ ما سَرقَ وما هدَر. ولن اذكر دور الدول الطامعة التي ترى في افساد الذمم وزعزعة الأمن, سبيلها الى تحقيق مآربها ولن اذكر عملاء الاجنبي واخطرُهم, عملاءٌ لايدرون انهم عملاء (يقول مَثلٌ روسي) ولن اذكر مخلفات الغزاة الذين, وإن اكتسبوا الجنسية العراقية, مازال ولائهم الى البلدان التي جاءوا منها ولن اذكر مَن لم تكن لهم جذور او انتماء للعراق اساسا, فهم طفيليون. ولن اذكر المكونات التي يتزلف لها من لا جمهور له في فئته, مكونات حَسبَت نفسَها كيانات, فاستغربت ولم يَعُد يعنيها مِن أمْرِ عموم الشعب شيء, بل قد ترى قي فساد حاله مَرتعا.ً ولن اذكر التلويح *بقانون*العفو العام*, حافزا للمارقين *أنْ إَسدُروا في غيِّكم, فالعفو عنكم قادمٌ وعفا الله عما سلف*. لن اذكر ما ومَن ذكرت, فالشعبُ يعرفهم ويوم حِسابهم, لامحالة آت. ولكني سأُعنى, في هذه الفسحة بأمرٍ آخرَ, ألا وهو وقوف سواد الشعب موقفَ غير المُكترِث بالحالة البائسة التي انحدر اليها الوطن, وطنهم, هم ذوي السلطة ومَن تسكع على ابوابهم, لا وطن جموع الشعب, ايقن الشعب ان الطغمة الحاكمة هي عدوه وإن الفساد (وتوأمه الارهاب) حليفها وسِرُّ بقائِها وما مناقلة المناصب وقيام المجالس الا ذر الرماد في العيون. والشعب لن يعاضد السلطة او يٌعبنها وحكومة لا يعاضدها الشعب لن تقدر على اجتثاث الفساد ولا استتباب الامن. إن ما عاناه العراقيون على يد *اخوانهم* العراقيين, مما لم يطلْ عليه احدٌ مِمَن تعرضوا, بالتحليل, لظاهرة الفساد وصُنوهِ الارهاب, ما عانوه يندي له الجبين وتقشعر منه الابدان. و سأستعرض من تلك المعانات أمثلة قليلة, ربما اصاب البعض من الفرّاء مثلها او رذاذ منها واليكموها:

وإذ *يزور* رجال الامن دار احد المواطنين ُيفتشون عن *ادلة جرمية* فإذا هم لا يتركون الدار الا وقد دمروا كلَّ ما وقعت عليه ايديهم ولا يسلم احد ولا خرمة لنساءٍ, مِن اهاناتهم, ناهيك عن الضرب والركل, مما لم يَرِد في مذكرة التحري. اليس أولائك, زائرو الليل *إخوة*عراقيِّن, ام غزاة ينتقمون؟

والمعينات في

رياض الاطفال يستنطقن الاطفال عما يقوله آباءهم في البيت ويكون فيما يقوله طفلٌ بريء, يكون فيما قاله, موت والده. وحالما يُعرفُ ان *خائنا* قد اكتُشِف, حتى تَرمي المعلمات اطفاله خارج المدرسة مشسيعين بالسباب وو. الماجدات, معبنات او معلمات, ألم يَكُنَّ *أخوات* من سشعب العراق؟. والاساتذة والعمداء الذين

يكتبون التقارير المميتة, عن طلابهم الذين إءتمنهم الاهل والشعب عليهم’ تقارير تودي بالطالب وأحيانا بأهله أيضأً, اليس محرروا تلك التقارير, اليسوا هم آباءٌ و*إخوة* عراقيًون؟. وزمر النارFiring Squads وهي ثُللٌ مِن الجند تتمركز خلف القطعات المقاتلة, تطلق النارَ على مَن يتراجع (يجبن) في مواجهة العدو,

تهمة يسهل الصاقها بمن يُراد تصفيته. وقد كان لمثل هذه الزمر دورٌ في ارتفاع خسائر الجيش من اعداده, إبان الحرب الايرانية العراقية كما سأفصل ذلك في مكانٍ آخرَ.

زمر النار هذه وضحاياها وكذلك من حفر القبور الجماعية وقتل ساكنيها ومن فَجَّرَ الشباب احياءً معصوبي العيون, وسط هتافات الفرح, اليس الجناةُ عراقين؟.

قد يقول قائل, *انا العبد المأمور* واقول هناك مادة صريحة في القانون العسكري الذي ما زال نافذاً, تقول * الاوامر الخطأ لا تنفذ*, فهل كانت اوامر قتل اخوانهم المواطنين الابرياء, هل كانت صائبة؟. وصبر المظلومون طويلا حتى جاء

النشامي لينهبوا اموال الشعب, وخيرات العراق. رواتب خيالية وعقود مشاريع وهمية واراضٍ من العرلق واموال وهبوها لدول الجوار وكرامة شعبه هدروها. تحصنوا بجنة *خضراء* خالصة لهم, فيها كل ما لَذَّ وطاب وتعهد الارهابُ الا يمسَّها. ثم راحت مواكبهم المهيبة المرعبة, تجول دروب بغداد, دروب تحُفُها بيوت الصفيح وسسكانها من اعرق شعوب الارض, تراهم يفتشون بين اكداس القمامة عن لقمة عيش. يمرُّ ركبُ النشامي عليهم دون ان يرمش لهم جفن. أجزم أن قسما من هولاء اصحاب الالقاب المستوردة كانوا من سكان بيوت الصفيح, يوما وما كانوا ليغادروها لولا ان وسعتهم رحمة *الحاج* جورج بوش (أًسبغَ لقبُ حاج, قبل هذا على السيدة *الحاجة* ميركل بعد ان آوت حوالي مليون لاجئ سوري (لحاجةِ وطنِها الى ايادٍ عاملة). اليست تلك, مواكب مسئولين عراقين, فقدوا الاحساس بمعاناة اخوتهم في الوطن الواحد؟, وهذه المفخخات تحصِدُ الالوف من الابرياء, تمر عبر نقاط التفتيش ولا تكشفها المِجَسَّات الوهمية, اليس مَن استوردوها (مُقابل عمولة), عن علم بعدم فاعليتها, اليسوا هم عراقيون من هذا الشعب. وهل حُوسِبَ أحدٌ؟ وضحايا داعش وسبايكر, مَن ابناء هذا الوطن, هل حوسب حاضِنوا داعش ومن تخاذل امامها ومن غَدَر. الم يكن الخونة والغادرون عراقين؟

والذين استوردوا الاغذية الفاسدة والمسرطِنة والذين جعلوا من البصرة, مُعيل العراق, جعلوا منها مقبرةَ الاحياء و و و. وحكومات تتكتم على حواضن الارهاب حِفاظاً على *العملية السياسيةإإ* اليست هي حكومة شعب العراق؟

فلا تعجب, سيدي القارىء ان تبلد وتآكل احساس المواطن بانتمائه الى هذا البلد ولم يَعُدْ يهمه غير نفسه كما يفعل الذين تجاهلوا معاناتِه وكأنهم يستمرؤن اذلاله ويستحلون دمه. لم يعُد المواطن المظلوم يكترث لما يجري في الوطن من خراب وفساد. ووقع الانفصام بين السلطة وسواد الشعب. هل خَطَرَ

على بالك ان الفساد استشرى ليس فقط لسطوة الفاسدين بل لعدم وجود من يكترث.

ويبقى هناك سؤال: أمَا وقد استعرضنا المعضلة, وجهها الصامت والآن ماذا عن وجهها الصائت؟. الوجه الصائت يتمثل في فئة مِن المُفسدين الذين اوغلموا في ايذاء مواطنيهم واذلالهم ولكن لماذا ؟. بلغ الجشع الى حدِ نًهْبِ اموال الدولة ببلايين لا ملايين الدولارات, مما لن يحتاجونه لا هم ولا مَن سيخلفونهم من اهلهم والى المستقبل غير المنظور, مع علمهم, ان في ذلك فقرٌ وبؤسٌ للآخرين من ابناء وطنهم؟ لماذا يُسرف هذا البعض المِسخ, في القتل والدمار و يخلق الفِتَن وشرورها ويٌعين العدو ليفعل ذلك؟. مَن يَرقبُ ما يفعله اولائك, لا يملك الا ان يستنتج ان اولائك يستمتعون بما يفعلون ويجدوا فيه, مُتَنَفَسا ًلحقدٍ دفين ولأن الحقدَ اعمى فلم تستثني مظالمُهم احدا. ولانهم يستمرؤن ما يفعلون فلن يتوقفوا حتى تتوقفَ أو تُوقفَ انفاسهم.

التاريخ يزخر باخبار امثال هولاء, انتقصسوا على اعقابهم بما احسُّوه من مَرارة ومَذلة وفاقة في منافيهم, او شعور بأنهم هُمِّشوا او حُرِموا من موقع خالوه حقاً لهم. وقد يَصِلُ الاحساسُ بالمرارة واجتراره المستمر, يَصل الى الحقد الاعمى بذوي البُنيان المهزوز, يَصِلُ الى دخول الشبكات الجاهزة لأمثالهم, فيدخلوها, مُغفلين او طائعين. ويبدأ فَصلٌ أخر إإ, فصل الخيانة والعمالة.

وتبدأ معاولهم, تهدمُ مِن الوطن ما تؤمر به.

والآن ولكي نكسر هذه الدوامة المغرغة التي ادخلنا اليها مرغمين او دخلناها طائعين, علينا ان نتلمس مساراتنا التي اوصلتنا الى ما نحن, الآن فيه. ولنبدأ باحترام المواطن واشعاره, انه كل شيء في الدولة ولها, اينما كان في هذا العالم. نسمع ونرى, كل يوم ان دُوَلاً لن تردد في دخول حرب من اجل احد مواطنيها ونرى ونسمع رؤساء وملوك يشدوا الرحال الى اي مكان في العالم لفك قيد مواطن لهم. وبالامس فقط, سمعت الرئيس فرامب يقول: انه لن يقبل ان يخسيرَ مواطنا واحدا. ويضيع عراقيون او ينالهم الهون والاذى في الخارج ولا تحرك سفاراتنا ساكناً. لابد من اشعار المواطن بان موقعه حيوي مهما كانت وظيفته او حرفته فالمجتمع لا يقوم بالاطباء أو المهندسين اوالضباط أواصحاب المال. لقد رأينا الحال عندما اضرب عن العمل عمال النضافة في بيروت وشهدت مثل تلك الحال في نيويورك عام 1968 ولا حاجة بالتذكير بحال بغداد عندما توقفت هذه الخدمة. كل مواطن, هو مُهم وليس هناك مواطن يجوز

الاستغناء عنه او التفريط به. يُميَّز مواطنٌ عن آخر َبقدرِ اخلاصه في عمله وما يؤديه ولا دخل لفئته او معتقده. كل ذلك يبدوا بديهيا ولكن قد لا يكون البديهي شائعاً او مألوفا احياناً. وينبغي الا يفلت من الحساب والعقاب مُخالف ٌللقانون *ولكم في القصاص حياة يا اؤلي الالباب*. قد تكون المشكلة, في شحة ذوي الالباب أحيانا إ. نخلص الى: (ان عاملَ فسادٍ ذا وجهين, سهونا عنه وقد اخّذ يخناق العراق, شعب بائس تبلد خِسِّه مِن كُثر ما عاناه فلم يعد يكترث وطغمة ضالَّة امتلأ صدرها بالحقد من كُثرِ ما ذاقته من ذل ومهانة وفاقة

وكما يفعل الجبان فقد سلطت حقدها على الشعب الاعزل المظلوم واصطفوا مع عدو الامس في محاصصة مقيتة)

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here