باهظة الثمن أضحيتك يا نوروز

سالم سمسم مهدي

تستبشر الشعوب بمقدم احتفالات مناسبة نوروز خيرا باعتبارها نقلة من زمهرير الشتاء الى اعتدال الربيع وما يصاحبه من تفتح ما على اغصان الاشجار المتخشبة وما في باطن الارض مما خلق الله للإنسان والحيوان وكذلك المخلوقات الأخرى …

لذا استبشرت طفولة الموصل وقوراريها بمقدمه وشدوا الرحيل الى ربوعه الغناء المتفتحة في هذا اليوم الموعود ومعهم الملايين في ارجاء المعمورة وكلا يستقبل هذه المناسبة بالفرح والانشراح بانتظار خيرا وفير متكئا على موسم أمطار كان العراق ينتظره بلهفة وأجادت به السماء …

ولأن العراق ليس كباقي الشعوب كمنت المنايا خلف استهتار القائمين على إدارة شؤونه ليبتلع دجلة عبارة على متنها ما يقارب ثلاثمائة إنسان أغلبهم من الأطفال والنساء خرجوا ليبتهجوا بمقدم يوم الفصل بين الجدب والعطاء …

ما تم إنقاذه منهم حوالي سبعون شخصاً وانتشال مائة جثة تقريبا وهناك مائة أخرى ما زالت في بطن نهر جلة والله وحده يعلم أين سيستقر بها الحال وهل سترحمها الأسماك الباحثة عن الغذاء والتي لا تعرف عن براءة أصحاب هذه الجثث شيئاً …

أن ما حصل في الموصل الحدباء جريمة شنعاء بكل المقاييس فالمدينة المنكوبة التي ما زال غبار الحرب يعصف بها بين الفينة والأخرى لم تكد تتنفس ليعبر أبنائها عن أرادتهم بأنهم موجودين ويستحقون الحياة تواجههم الأقدار باختطاف هذا الكم الهائل من الأبرياء ليسجل التأريخ أنهم ضحايا لأسوأ حكومات محلية وغير محلية جاءت بها الأقدار التعيسة لتتربع على ما لا تستحق في أدارة شؤون البلاد …

لعن الله الفساد والمفسدين وأعان ذوي الضحايا على هذه المصيبة الكبرى أما الغرقى فأنا واثق من أن الفردوس الأعلى بانتظارهم وفي جنان الخلد لأنهم مظلومين مثلما ظلم الشعب العراقي .

سالم سمسم مهدي

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here