تجمع شارع المتنبي الثقافي (التنوير فكر نهضوي) للدكتور سعيد عدنان

عامر عبود الشيخ علي

في اطار تعاونه المستمر مع أكاديميي ومثقفي المحافظات، ضيف تجمع شارع المتنبي الثقافي صباح يوم الجمعة 22/3/2019، الدكتور سعيد عدنان، الاستاذ في الادب العربي من محافظة كربلاء، الذي قدم محاضرة بعنوان (التنوير فكر نهضوي) بحضور جمع من المثقفين والاعلاميين والمهتمين بالفكر التنويري.

المحاضرة التي احتضنتها قاعة علي الوردي في المركز الثقافي البغدادي في شارع المتنبي، والتي استهلها المقدم بالقول “سادت مناخات العالم، الوحشية والنزاعات الحادة، وادت الى ظلام أجواءها نتيجة تعصب البعض دينيا وايديولوجيا وقوميا، مما ادت الى اعتلال الفكر وانحساره وضيق الافق، وقد تجاوزت الكثير من الدول الاوربية تلك الحقبة، نتيجة لتأسيس عقلي معرفي مضمونه انساني.

د. سعيد عدنان في معرض محاضرته تحدث عن الفكر التنويري، مشيرا الى “مديات التنوير مردودة الى سلطة العقل، وان اوربا عملت في عصر النهضة الى إعادة التراث اليوناني والروماني وبعد احياء ذلك دخلت منذ القرن السابع والثامن عشر عصر التنوير، للخروج من سلطة التراث سلطة الكنيسة والعواطف والانفعالات، الى سلطة العقل المتزن وبما ان العقل فردي فبهذا تتقدم الفردية على ما سواها.

مضيفا “التنوير بهذا المعنى ينطلق من مبدأ قدرة الانسان بمعرفة ما حوله، فهل يصح للفلسفة ان تنفصل عن العلم التجريبي، اذا انفصلت الفلسفة عن هذا العلم وقعت في الاوهام والخرافة، والتنوير بلغ ذروته في القرن الثامن عشر وشهد هذا العصر فلاسفة كبار منهم روسو وفولتير والالماني كانت. وانتقلت هذه الافكار الى فكر العرب بعد ان زالت حضارتهم ودخلوا عصور التخلف والظلام، وفي القرن التاسع عشر بدأ العرب يستفيقون وبدأت ملامح التنوير تنتقل لهم من اوربا.

وبين د.سعيد “فمن اعلام التنوير المصري الذين عبروا عن هذه الافكار العقلانية (احمد لطفي السيد) الذي ترجم اثار ارسطو من اللغة الفرنسية الى العربية، وانشأ جريدة في مطلع القرن العشرين تدعو الى العقلانية والى التحرر، وهذه الجريدة كانت مهدا لجيل من اصحاب الفكر التنويري مثل العقاد وطه حسين وهيكل.

اما الشخصية الثانية التي حملت مشعل التنوير هو (علي عبد الرازق) عندما اصدر كتابه (الاسلام واصول الحكم) اثر ظهور افكار تدعو الى خلافة اخرى بعد زوال الخلافة العثمانية، فكان الرد من عبد الرازق ان الخلافة ليست جزء من الدين وانما هي نشاط بشري. واشار الى ان الاخر الذي نقل الفكر الفلسفي الادبي هو (طه حسين)، عندما بدأ طريقه بالشك وان الحقائق المتداولة ليست مسلمة وليست ثابتة، والشك هو الطريق الى اليقين، اما الاخر من اعلام التنوير هو سلامة موسى، فقد نقل نظرية دارون للعربية وكتب في علم النفس وانتقد اشياء كثيرة من المسلمات التي شاعت في المجتمع، من خلال فكر يستند الى المعرفة العلمية التجريبية.

مستدركا بالسؤال “هذا التنوير هل استمر وهل سارت الاجيال على خطوات هؤلاء الاعلام في الفكر التنويري، ولكن الذي حصل عادت الخرافة واخذت الحيز الاكبر في تفكير الناس، والسبب في اعتقادي لان التنوير كان للنخبة، ولم يصل الى عامة الشعب في مصر او غيرها، وكذلك شيوع الامية وقلة المدارس هذا من جهة، ومن جهة اخرى، قيام انظمة عسكرية ليست من مصلحتها ان يعلو شأن العقل والفرد الحر المتنور، وايضا ما لقيه اصحاب الفكر التنويري من تعسف وظلم واقصاء.

ومن جانب اخر بين عدنان تأثير حركة التنوير في العراق من خلال “الشاعرين الزهاوي والرصافي، فالرصافي فضلا عن كونه شاعر فهو صاحب فكر، نظر الى التأريخ نظرة عقلية وانتقد جوانب كثيرة منه، وكان من خلال شعره يعرب عن افكار تتسم بالجدة والجرأة والحيوية.

واغنى الحضور بمداخلاتهم واسئلتهم المحاضرة التي اجاب عنها المحاضر

وفي الختام قدم رئيس التجمع الدكتور علي مهدي شهادة تقديرية الى الدكتور سعيد عدنان تثمينا لجهده.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here