“سوريا الديمقراطية” تنهي “الخلافة الدموية” لكنها تواجه تحديات معقدة

سامان نوح

– بعد نحو خمس سنوات من القتال، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها الكرد وتضم وحدات عربية وأخرى تابعة للمكونات السورية الصغيرة، “النصر على داعش وانهاء دولة الخلافة”.

– قوات سوريا الديمقراطية، التي يعتبرها البعض موالية بل وجزء من حزب العمال الكردستاني الذي يصنف كحزب ارهابي في العديد من دول العالم، تعلن “القضاء على دولة الخلافة الارهابية” التي أرعبت العالم لسنوات.

– ثمن النصر في سنوات الحرب الطويلة والتي تضمنت مراحل غاية في القسوة والألم، كان فقدان 11 الف مقاتل من قوات سوريا الديمقراطية وجرح اكثر من 21 الفا آخرين. مقاتلون في غالبيتهم من سوريا لكن بينهم كرد من مختلف مناطق كردستان (العراق، تركيا، ايران)، وبينهم اجانب، وطبعا عرب وسريان.

– أدارت قوات سوريا الديمقراطية، معركة معقدة وصعبة، وسط سيل من التناقضات وتقاطع المصالح السياسية لقوى داخلية واقليمية ودولية مؤثرة في المشهد السوري الدامي.

– تلك القوات تعتقل اليوم آلاف من قادة وجنود التنظيم المتطرف، بعد ان استسلم نحو 70 الف شخص في المعارك الأخيرة التي انطلقت في ايلول 2018، بين مقاتلين وزوجاتهم وأطفالهم، ومدنيين لا تعرف ميولهم وانتماءاتهم. رغم ذلك لم تسجل اية انتهاكات “بارزة” لحقوق هؤلاء الذين كانوا “يذبحون” معظم المقاتلين الكرد الذين يقعون بين ايديهم ويحولون النساء الى سبايا.

– انتهت المعركة الأخيرة، لكن داعش لم ينتهي كفكر وحتى كتنظيم خطر ومؤثر في المشهدين الأمنيين العراقي والسوري، يكرر ذلك معظم المحللين. ويؤكد ذلك “توعد” زوجات مقاتلي وقادة التنظيم الخارجين من المعارك الى المخيمات “بتهيئة جيل جديد من الدواعش للانتقام”.

– أمام الادارة الكردية، مهمة صعبة جدا تتمثل في التعامل مع كل هؤلاء المعتقلين الخطرين، وايجاد حلول لمشكلة المعتقلين العراقيين والعرب والأجانب لديهم، الى جانب مهام تأمين مناطقها من “الغزوات الانتقامية” للخلايا النائمة للتنظيم ولمواليه.

– وامام الادارة الذاتية في سوريا، مهمة اعادة صياغة سياساتها الداخلية والخارجية، بينها العلاقة مع المكونات الأخرى التي تعيش في مناطق الادارة كالعرب، وبينها حتى العلاقة مع المجلس الوطني الكردي الموالي لتركيا، وسط تناقضات لا نهاية لها، فعليها في النهاية ان تتفاوض مع الحكومة السورية، وعليها ان تضمن بقاء دعم التحالف الدولي، وعليها ان تواجه خطر السلطان اردوغان الذي يهدد كل يوم بالهجوم على المناطق الكردية والسيطرة عليها وتسليمها شكليا للتنظيمات السورية الخاضعة له وان كانت نسخة مشابهة لداعش وهي بالعشرات

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here