ألأسس التربويّة لتحصين ألأبناء من الأنحراف:

عزيز الخزرجي
الأسس التربوية و التعليمية في العراق و كما أشرنا في مقالات متعددة فاشلة بل و منحرفة و تسوق المتعلمين نحو العنف و القسوة و التكبر و الهجوم و آلفساد و أكل حق الآخرين, و كما شهدنا نتائجها خلال فترة صدام و بعد صدام, بحيث أصبح التّفنن في الفساد شرفا و حنكة سياسية و دينية, و المحنة أن النظام السياسي الذي يسيطر عادة على وسائل الأعلام و الثقافة و التوجيه و حتى شبكات التواصل الأجتماعي يلعب دوراً رياديا بهذا الأتجاه, خصوصا حين تدعم ألكُتّاب و الشعراء و الروايات و القصص و المسرحيات التي ليس فقط لم تبني فكر الأنسان؛ بل حرّفته عن الحقيقة و كما حدث في العراق و باقي دول العربان,

و كما قلت مراراً و أؤأكد بأن عوامل عديدة أخرى ساهمت في تخريب التربية العراقية و حتى العربية و الأسلامية, ومنها:

معظم – إن لم أقل كل – الشعراء و الأدباء و كتاب الرّويات لم يوردوا في جميع مؤلفاتهم حتى مفهوما كونياً واحداً لهداية الأنسان نحو المحبة و الأيثار و التواضع بشكل خاص, بل صُرفت الأموال و مكائن الطبع و الرواتب و الأمكانات و طبعت الكتب و بآلأطنان في مدح الجنس و التغني بآلصور و الشكليات و الخيالات و القائد الضرورة وتمجيد الحرب و القتال و المقاتلين في سبيل نشر الفساد و العنف حتى أعلنوا: [فاز بآللذات من كان جسوراً], بل المصيبة أنهم وضعوا مكائن في شارع الرشيد لتجرب حظك بعد وضع درهم أو درهمان لتخرج لك ورقة مكتوبة عليها مثل تلك العبارات, أو [إصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب], و غيرها من كلمات الفساد و الأنحراف.

بجانب وجود قصص وروايات وصفيه لحال المجتمع العراقي و العربي و الاسلامي و هي بمثابة تقاريرعن الواقع أو الثقافة العشائرية و القومية المقيتة, و العراقيون أساتذة في كتابة التقارير و القصص الحقيقية و الوهمية لقتل الأنسان!

الثاني: الأفلام المصرية و التركية و العربية الفارغة من كل القيم و المفاهيم الكونية, لأن تركيزها الأول و الاخير هو التنافس على الكسب الحرام و الجنس و الرقص و الإغناني و قصص الحب و الزواج في نهاية المطاف.

الثالث: تركيز النفس العشائري و الحزبي و الفئوي و المناطقي و المحاصصة, مما فقد العراقي كما غيره روح الأنسانية و المواطنة الحقيقية!

ألرابع: طبيعة تأثير العلاقة الزوجية على الأبناء, حيث إتصفت العلاقة بآلعنف و تسيد الرجل على كل شيئ و كأن المرأة جزء من أثاث البيت.

و هناك أسباب أخرى تفصيلية يمكنكم مراجعتها في الفلسفة الكونية العزيزية.

إن من أهم العوامل المفقودة في النهج التربوي في بلادنا خصوصا في الشرق هي تربية الأبناء على بناء شخصيتهم و إتخاذ القرارات المناسبة أثناء مواجهتهم لمشاكل الحياة أو حتى لإيجابيات الحياة, و السبب الرئيس هو تسيد الأب و الأم أحياناً على إتخاذ كل المواقف من دون إشراكهم في ذلك, لهذا يولد الطفل ضعيفا خجولاً متردداً منهزماً أمام الأحداث خيرها و شرها, لذلك من الواجب لو أردنا تربية أبناء صالحين قادرين على مواجهة الحياة بإيجابية و إنشراح إتباع الآتي:

1.تطوير الشعور بالإمتنان و الأحترام و فسح المجال أمامهم للتعرف على الأشياء و الوقائع و تحمل بعض المسؤوليات بحسب طاقتهم.

عندما يتعلّم الأولاد كيف يتعرّفون الى الأشياء الجيّدة في الحياة و يقدّرونها، ويتصرفون بحكمة ليُحققوا شعوراً بالرضا وحسّاً بالتفاؤل.

2.تحديد واختبار يوم ايجابي لجمع شمل العائلة مع المقربين و المعارف و الأصدقاء, لأن تمضية بعض الوقت مع العائلة والأصدقاء والقيام بالأشياء التي تستمتعون بها يساعدكم على تعميق علاقات المودة و التفاؤول و التعاون.

تشجيع الأولاد على وضع برنامج (برامج) ليوم يقضونه معكم(الأم و الأب) أو مع شخص قريب منهم ويجعلكم تشعرون بالسعادة عند نهاية النهار!

ساعدوهم على الاستمتاع بتجاربهم الإيجابية عبر التفكير في الأشياء التي أسعدتهم أكثر من غيرها.

3.تطوير ذواتهم الى أفضل ما يمكن, فعندما يتخيّل الأولاد أنفسهم في أفضل حالة ممكنة، تزيد ثقتهم بأنفسهم. وعلينا مساعدتهم لكي يصبحوا أفضل ما بالإمكان عبر ابداء اهتمامنا بهم وبما يريدون أن يصبحوا عليه كشباب!

إختاروا الأوقات التي يشعر بها الأولاد بالرضا عن أنفسهم، وساعديهم على استرجاع أفكارهم ومشاعرهم, ما الذي يُولّد لديهم شعوراً بالراحة والرضا؟ أخبروهم بما لاحظتم فيهم.

و لعل الحديث الذهبي التربوي الذي وصلنا من المعصوم (ع) خير خارطة و منهج عام للتربية السليمة, و ياليت كل من يريد الزواج أن يتعلّمها قبل بدء الحياة الزوجية الهادفة, وهو:

[إتركوهم سبعاً ؛ و علّموهم سبعاً ؛ و صاحبوهم سبعاً], بتعبير آخر يعني:

إجعلوهم أمراء للسبعة سنوات الأولى , ثم تلامذة يتعلمون في السبعة الثانية, ثم وزراء نكلّفهم بأداء بعض الواجبات في السبعة الثالثة.

ألفيلسوف الكوني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here