أتحاد النساء الديمقراطي العالمي، بمناسبة عيد المرأة

تحتل المرأة العراقية والعربية مكانة مرموقة على مستوى نساء العالم أجمع، كون نساء العراق ودول المنطقة جزأ لا يتجزأ من المرأة العالمية، ورابطة المرأة العراقية هي جزأ لا يتجزأ من أتحاد النساء الديمقراطي العالمي، ففي عام 1910 عقد في كوبنهاكن \الدانمارك مؤتمر عالمي للنساء الأشتراكيات، هدفه توحيد نضال نساء العالم لأحقاق الحقوق.
لكن أتحاد النساء الديمقراطي العالمي، أبصر النور في باريس عام 1945 بعد أنتهاء الحرب العالمية الثانية بأنتصار الحلفاء على المانيا والدولة العثمانية، فلبت 16 دولة حضورها لأنعقاد المؤتمر هدفه أنساني بعدم السماح لأقامة حرب عالمية ثالثة، والذي يعتبر عملياً يعمل لصالح السلم العالمي وصيانته وأستقرار شعوبه، ضمن أهداف أجتماعية وأنسانية وسيساسية ومالية أقتصادية نحو مستقبل أفضل لدول العالم، بعيداً عن العنف والعنف المضاد وصولاً الى السلم والسلام العالمي، وأتفقت المجتمعات من 16 دولة عالمية حضرن على أختيار العالمة الفيزياوية الفرنسية والأستاذة في جامعة السوربون (أوجيني كوثون) لقيادة أحاد النساء الديمقراطي العالمي.
كان لنساء عربيات دور كبير في نشأت وتأسيس الأتحاد المذكور، ومنهن المناضلة المصرية المعروفة سيزا نيراوي رفيقة درب المناضلة هدى شعراوي، حيث كانت سيزا متواجدة في باريس تجمعها صداقة قوية مع نساء فرنسا، ومن خلالها ساهمن نساء عربيات من دول عديدة مع الأتحاد العالمي.
توسع الأتحاد فيما بعد الى مشاركة عالمية واسعة حتى عام 1975 ليشمل 120 منظمة من مجموع103 دول وحتى عام 2002 كان الأتحاد يحتوي على 160 منظمة نسائية عالمية، كان مقر الأتحاد لفترة طويلة في برلين ليتحول ثانية الى باريس ومن ثم يستقر في البرازيل ولحد الآن.
كانت فترة وجود الاتحاد في برلين، المرحلة الأكثر حركة ونشاطاً وتوسعاً، ذلك لأن دولة ألمانيا الديمقراطية في حينه كانت تؤمِّن كل ما يحتاجه الاتحاد، كذلك بالنسبة للدول الاشتراكية الأخرى، فقد كانت تستضيف المؤتمرات ومتطلباتها لتأمين مشاركة واسعة من ممثلات المنظمات الديمقراطية الأعضاء في الاتحاد.
بعد انهيار المنظومة الاشتراكية، اختلفت الأوضاع حتى في برلين، إذ لم تساعد الدولة الألمانية الموحدة الاتحاد، بل على العكس وضعت أمامه الكثير من العراقيل، مما أوجب إعادة النظر ببقاء مقر الاتحاد ببرلين.. وفي المؤتمر العاشر للاتحاد الذي عُقد في شايغلد- إنكلترا في العام 1991 انتخبت السيدة فاطمة إبراهيم من السودان رئيسة للاتحاد.
لم تتمكن الرئيسة الجديدة فاطمة إبراهيم من القيام بمسؤولياتها كاملة أولاً: بسبب وجودها خارج بلدها السودان وتعيش لاجئة سياسة في إنكلترا.. وثانياً بسبب عدم امتلاك أية إمكانية مادية للتحرك.. ما طرح أمام المنظمات عقد المؤتمر الحادي عشر للاتحاد في باريس عام1994.

المؤتمر الحادي عشر للاتحاد

سُمّي مؤتمر باريس، مؤتمر إعادة إحياء الاتحاد، و كان فعلاً كذلك، فقد انتخبت سيلفي جان الفرنسية، رئيسة للأتحاد وأختيار مقره من جديد في باريس، وانتخبت ميادة عباس، الفلسطينة نائبة للرئيس، كما انتخبت خمس منظمات من خمس دول في كل منطقة أعضاء في اللجنة القيادية. وانتخبت سورية ولبنان ومصر والأردن وفلسطين في لجنة القيادة، وبالتحديد الاتحاد العام النسائي السوري، لجنة حقوق المرأة اللبنانية، الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، الاتحاد العام النسائي المصري، جمعية النساء العربيات في الأردن، ومن ثم توالت مؤتمرات الثاني عشر في باريس والثالث عشر في بيروت ليومين29،30 ت2 وحتى 1 من كانون الأول عام 2002 بحضور 300 مندوبة من جميع دول العالم.تحت شعار((المساواة في الحقوق من أجل سلام عادل))

عالمية الاتحاد

الاتحاد أول منظمة نسائية عالمية نشيطة على جميع المستويات من أجل حقوق النساء والأطفال، والاستقلال الوطني والحريات، ومن أجل السلام العالمي والتقدم الاجتماعي.
إن عالمية الاتحاد وجاذبية برنامجه يتمثل في استقرار نموه وتطوره، وقد أعطى لملايين النساء فرصة التعارف والحصول على معلومات أفضل لمختلف الأوضاع الاجتماعية والسياسية، ولتبادل التجارب والخبرات، واتخاذ مواقف موحدة من أجل حماية السلم وضد مخاطر الحروب النووية ومن أجل نزع السلاح الشامل.

انخرط الاتحاد منذ البداية في جميع أشكال النضال من أجل التقدم الإنساني، ودافع دون كلل عن حقوق النساء ومساواتهن الفعلية في المجتمع والعائلة.

ومنذ تأسيسه نظّم الاتحاد مؤتمرات عالمية ولقاءات للمنظمات الوطنية المنضّمة إليه. شارك فيها شخصيات نسائية بارزة، وممثلات لمنظمات عالمية.

مجلة الاتحاد

أصدر الاتحاد مجلة “نساء العالم” منذ عام ،1951 وكانت تصدر بست لغات: الفرنسية، الإسبانية، الإنكليزية، الألمانية، الروسية، العربية، إلى أن توقفت عام 1982 بسبب الظروف الصعبة التي مرّ بها الاتحاد.. ويقوم الاتحاد بنشر الاتفاقات والقرارات والتوصيات الصادرة عن الأمم المتحدة والمتعلقة بحقوق النساء والأطفال، ونضال الشعوب من أجل الاستقلال الوطني والسلام والتقدم الاجتماعي.

لم تتبن الأمم المتحدة هذه المناسبة رسميا حتى العام 1977 وذلك في قرار صدر بالإجماع عن الجمعية العمومية تحت مسمى يوم الأمم المتحدة لحقوق المرأة والسلام العالمي إقرارا من المنظمة الدولية بمساهمة المرأة في جهود السلام والتنمية ومطالبة بوقف كافة أشكال التمييز والعنف ضدها.

الاتحاد وعلاقته بهيئة الأمم المتحدة

يتمتع الاتحاد بمركز استشاري من الدرجة الأولى في اللجنة الاقتصادية الاجتماعية في الأمم المتحدة، وهذا المركز يؤهله لوضع المشاكل التي تواجه ملايين النساء أمامه، ويقدم الاقتراحات لتحسين أوضاعهن. كما يُسمح له بالتدخل في برامج العمل وتقديم التقارير له. وله موقع في الأونيسكو، كذلك في منظمة العمل الدولية ومنظمة الصحة العالمية، ويشارك دائماً في المؤتمرات العالمية والاجتماعات التحضيرية في لجان الأمم المتحدة، خاصة لجنة المرأة.
إن تبني الأمم المتحدة لمبادرات الاتحاد، ساعد النساء على اتخاذ المبادرات والنشاطات المتعددة من أجل:
1.المساواة بين النساء والرجال.

2.الدمج الكامل للنساء في عملية التنمية الشاملة.

3.السلام في العالم وتطوير علاقات الجوار والتعاون بين الدول.

الاتحاد والقضايا العربية

ساهم ومازال مساهمة فعالة وعلى مدى سنوات طويلة في دعم القضايا العربية، وخاصة قضيتي فلسطين والعراق ولبنان أثناء حصار بيروت عام ،1982 وتوضيح الصورة الحقيقية للكيان الصهيوني الاستعماري، وأعلن الاتحاد إدانته للحصار المفروض على العراق، ثم إدانته للحرب والاحتلال.. ودعم الاتحاد ومنظماته الوطنية سورية ضد المؤامرات والتحديات الإمبريالية التي كانت تواجهها دائماً، وكان آخرها الضغط الإمبريالي الأمريكي عليها، وكذلك في حربها مع إسرائيل عامي 1967 و1973

يضم الاتحاد في صفوفه كل المنظمات النسائية الديمقراطية في البلدان العربية في لبنان وسورية والأردن والعراق ومصر والسودان وفلسطين والجزائر وتونس والمغرب والبحرين والسعودية. وشغل عدد من المناضلات العربيات مراكز مرموقة لسنوات طويلة في قيادة الاتحاد.

حكمتنا:(المنظمات العالمية منصبة تاريخياً لخدمة الأنسان، رجلاً كان أم أمرأةً، بالأضافة الى الطفولة وحقوقها ونشأتها السليمة).

منصور عجمايا
آذار\2019

المصادر:1.صحيفة الأتحاد\الأمارات.
2.الأتحاد النساء الديمقراطي العالمي.
الرابط http://nissa.aljil-aljadid.info/spip.php?article149

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here